jo24_banner
jo24_banner

«في العراق..حرب أهلية فعلية»

سلامة العكور
جو 24 : ـ مسلحون يقتلون عشرة مواطنين في هجوم على مكاتب حكومية بشمال العراق..
ـ 14 قتيلا في هجوم انتحاري أعقبه هجوم مسلح في بغداد..
ـ 25 قتيلا في العراق والامم المتحدة تحذر من تهجير طائفي جديد..
هذه عناوين احتلت مواقع بارزة في صحف محلية وعربية في يوم واحد..وتزخر الصحافة العراقية والعربية يوميا بعناوين مثيرة تعكس حجم الكارثة التي حلت في العراق الشقيق.. حيث شلال الدم المراق هناك لم يتوقف منذ الغزو ثم الاحتلال الامريكي ـ البريطاني للعراق..فإذا كان الملايين من أبناء العراق واطفاله وحرائره وشيوخه قد أبيدوا وشردوا داخل البلاد وإلى خارجها ,فإن إبادة العراقيين اليوم وتشريدهم تتم بأيدي عراقيين..وان العراقيين هم الذين لأسباب طائفية أو مذهبية أو عرقية يقتلون بعضهم بعضا ويدمرون الممتلكات الخاصة والعامة والمنشآت المدنية والمعالم الحضارية..
واللافت ان تنظيم القاعدة بمختلف مسمياته وفروعه كدولة الاسلام في العراق والشام مثلا قد احتل مواقع مهمة في بغداد والمدن الاخرى وفرض نفسه عنوة على المواطنين الذين يسقط ابناؤهم واطفالهم يوميا بين قتلى وجرحى في عملياته الارهابية.. حيث عملياته الانتحارية بأحزمة ناسفة أو بسيارات مفخخة تداهم المقاهي ومراكز الشرطة والمساجد وجميع أماكن التجمع العامة..واللافت أيضا أن انفجارا يدوي في شمال العراق او في وسطه يعقبه انفجار آخر في الجنوب..مما يؤكد فعلا أنها حرب طائفية وإن لم يعلن عنها.. نعم هناك حرب أهلية فعلية مدمرة في العراق وان لم يعلن عنها..وثمة اطراف طائفية ومذهبية وعرقية تشارك فيها..والصراع بين الطائفتين السنية والشيعية هو الابرز والاوسع والاشد ضراوة..
وعلى الرغم من ان أعدادا كبيرة من مقاتلي تنظيم القاعدة قد انخرطت في الحرب الاهلية السورية , إلا ان الحرب الاهلية في العراق لا تزال مستمرة بضراوة وشلال الدم لا يزال يشهد على عنف الصراعات وجحيمها هناك..ولا نبالغ قيد أنملة إذا قلنا ان الاصابع الامريكية والبريطانية والاسرائيلية والايرانية لا تزال تفعل فعلها في تأجيج نيران هذه الحرب المجنونة.. فالمطلوب امريكيا وغربيا واسرائيليا وايرانيا ان يظل العراق ضعيفا ومعزولا ومنهك القوى..ويظل الشعب العراقي الأبي محروما من نعمة الأمن والامان والاستقرار.. ومحروما من فرص الانماء والاعماروالتقدم والحياة الكريمة..وليظل عاجزا عن القيام بمهامه القومية وعن الاسهام في مواجهة قضايا أمته وفي التصدي لأعدائها من داخل المنطقة وخارجها.. والمؤسف حقا ان جامعة الدول العربية لاتكترث بما يحل في العراق من كوارث وفواجع مأساوية..ولما يحاك ضده من خطط استعمارية وصهيونية لها اطماع في ثروته النفطية الهائلة.. وتتطلع إلى تقسيمه الى دويلات طائفية وعرقية..
صحيح ان الأزمة السورية قد خطفت الاضواء عن كل ما سواها في المنطقة..ولكن العراق العظيم يستحق من أمته الإهتمام الذي يليق بشعبه وبحضاراته العريقة وبدوره القومي الفاعل..
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير