النشامى: ولادة جديدة في مونتيفديو!
باتر محمد علي وردم
جو 24 : مرة أخرى يفاجئنا منتخب النشامى بما ليس متوقعا. بعد أن توقعنا نتيجة قاسية جدا في الأورجواي أمام منتخبها الذي فاز علينا في عمان بخمسة أهداف استجمع النشامى شجاعتهم وإصرارهم ليقدموا أداء قويا أمام نجوم الأورجواي وجمهورهم ليخرجوا بنتيجة التعادل السلبي. هذه المباراة شكلت ولادة جديدة للمنتخب الذي تعرض بعد مباراة الذهاب للكثير من النقد بعضه مستحق والآخر مبالغ به ولكن نهاية رحلة المنتخب الشجاعة في تصفيات كأس العالم كانت كما يستحق الفريق وفي وضع يبعث على الفخر.
ولكن لا بد من التساؤل عن العوامل التي أدت إلى الظهور المختلف والمتألق للفريق في الأورجواي بعد اسبوع فقط من التجربة القاسية في عمان. هنالك عدة تفسيرات لذلك ربما يكون من أهمها أن المدرب الذي وضع خطة اللعب ذات الطابع الهجومي في مباراة الذهاب كان حسام حسن، بينما وضع الخطة الدفاعية في الإياب شقيقه التوأم إبراهيم حسن! ولكن بجدية، يمكن الحديث عن العوامل الآتية:
1- سرعة السفر إلى الأورجواي بعد انتهاء المباراة الأولى والابتعاد عن الجو السلبي المشحون الذي رافق التعليقات وردود الأفعال في الأردن وبالتالي إبعاد اللاعبين عن التوتر النفسي. التركيز في الاستعداد بعيدا عن الضغوطات الإعلامية ربما أسهم في تهيئة اللاعبين لأن يدخلوا المباراة من دون انفعال وتخوف.
2- أظهر الحارس محمد الشطناوي وقلب الدفاع الشاب طارق خطاب نضوجا كبيرا ومذهلا في تجاوز التجربة القاسية التي خاضاها في مباراة الذهاب التي كانت الأولى لهما دوليا وفي مواجهة فريق قوي جدا. الشطناوي حمى المرمى باقتدار وثقة وخطاب واجه نجمي الأورجواي سواريز وكافاني بمنتهى الشجاعة حتى أنه أفقد سواريز أعصابه وقام الأخير بضربة بدون كرة في نهاية الشوط الأول. عودة المدافع شريف عدنان إلى قلب الدفاع بدلا من موقع الظهير الأيسر كانت مفيدة جدا لأنه مارس ضغطا بدنيا مهما على مهاجمي الأورجواي. هذا الثلاثي من اللاعبين سنراه لمدة طويلة في المنتخب في السنوات القادمة.
3- لاعب الوسط الدفاعي شادي ابو هشهش والذي لم يشركه المدرب في مباراة الذهاب كان اللاعب الأردني الاهم في أول نصف ساعة إذْ سيطر على منطقة الوسط وأغلقها أمام بناء الهجمات من الأورجواي وتمكن من ضبط إيقاع الفريق. مرور نصف ساعة من دون اهتزاز الشباك منح اللاعبين الكثير من الثقة.
4- اللعب بخطة واقعية جمعت ما بين صلابة الدفاع وغلق المساحات أمام لاعبي الأورجواي إضافة إلى التحرك المستمر نحو مرمى الخصم كلما أمكن ذلك واحتفاظ المهاجمين بالكرة بشكل جيد في منطقة الأورجواي عند الهجوم ما أسهم في تخفيف الضغط المتواصل على الدفاع.
5- لا يمكن إنكار عامل “الهدوء” من قبل لاعبي الأورجواي الذين حسموا بطاقة التأهل منذ المباراة الأولى وبالتالي لم يكن اندفاعهم شديدا في الملعب في بداية المباراة. بالرغم من ذلك وفي الربع الأخير من الشوط الأول وكل الشوط الثاني كانت الأورجواي جادة في تسجيل هدف لإسعاد الجمهور وتحقيق الفوز وتجنب الإحراج ولكن لاعبينا صمدوا بشكل ممتاز.
الآن تستمر مسيرة النشامى وعليهم مواجهة عدة استحقاقات وأهمها تصفيات ونهائيات كأس آسيا والتي لن تقتصر على مواجهة فرق مثل اليابان وكوريا وأستراليا وإيران ولكن ايضا الاشقاء العرب الذين تطور مستواهم في الأشهر الماضية وخاصة الإمارات والسعودية وعمان وعلى منتخبنا الحفاظ على المكانة التي حققها.
في نهاية هذه الرحلة المثيرة نشكر سمو الأمير علي بن الحسين الذي قاد الفريق بمهارة وإدارة واعية وذكية، ونشكر المدربين عدنان حمد وحسام حسن على الجدية والحرص في تجهيز الفريق ونشكر اللاعبين على كل نقطة عرق منحوها للوطن وكل دمعة فرح ذرفناها بما تحقق في السنتين الماضيتين.
(الدستور)
ولكن لا بد من التساؤل عن العوامل التي أدت إلى الظهور المختلف والمتألق للفريق في الأورجواي بعد اسبوع فقط من التجربة القاسية في عمان. هنالك عدة تفسيرات لذلك ربما يكون من أهمها أن المدرب الذي وضع خطة اللعب ذات الطابع الهجومي في مباراة الذهاب كان حسام حسن، بينما وضع الخطة الدفاعية في الإياب شقيقه التوأم إبراهيم حسن! ولكن بجدية، يمكن الحديث عن العوامل الآتية:
1- سرعة السفر إلى الأورجواي بعد انتهاء المباراة الأولى والابتعاد عن الجو السلبي المشحون الذي رافق التعليقات وردود الأفعال في الأردن وبالتالي إبعاد اللاعبين عن التوتر النفسي. التركيز في الاستعداد بعيدا عن الضغوطات الإعلامية ربما أسهم في تهيئة اللاعبين لأن يدخلوا المباراة من دون انفعال وتخوف.
2- أظهر الحارس محمد الشطناوي وقلب الدفاع الشاب طارق خطاب نضوجا كبيرا ومذهلا في تجاوز التجربة القاسية التي خاضاها في مباراة الذهاب التي كانت الأولى لهما دوليا وفي مواجهة فريق قوي جدا. الشطناوي حمى المرمى باقتدار وثقة وخطاب واجه نجمي الأورجواي سواريز وكافاني بمنتهى الشجاعة حتى أنه أفقد سواريز أعصابه وقام الأخير بضربة بدون كرة في نهاية الشوط الأول. عودة المدافع شريف عدنان إلى قلب الدفاع بدلا من موقع الظهير الأيسر كانت مفيدة جدا لأنه مارس ضغطا بدنيا مهما على مهاجمي الأورجواي. هذا الثلاثي من اللاعبين سنراه لمدة طويلة في المنتخب في السنوات القادمة.
3- لاعب الوسط الدفاعي شادي ابو هشهش والذي لم يشركه المدرب في مباراة الذهاب كان اللاعب الأردني الاهم في أول نصف ساعة إذْ سيطر على منطقة الوسط وأغلقها أمام بناء الهجمات من الأورجواي وتمكن من ضبط إيقاع الفريق. مرور نصف ساعة من دون اهتزاز الشباك منح اللاعبين الكثير من الثقة.
4- اللعب بخطة واقعية جمعت ما بين صلابة الدفاع وغلق المساحات أمام لاعبي الأورجواي إضافة إلى التحرك المستمر نحو مرمى الخصم كلما أمكن ذلك واحتفاظ المهاجمين بالكرة بشكل جيد في منطقة الأورجواي عند الهجوم ما أسهم في تخفيف الضغط المتواصل على الدفاع.
5- لا يمكن إنكار عامل “الهدوء” من قبل لاعبي الأورجواي الذين حسموا بطاقة التأهل منذ المباراة الأولى وبالتالي لم يكن اندفاعهم شديدا في الملعب في بداية المباراة. بالرغم من ذلك وفي الربع الأخير من الشوط الأول وكل الشوط الثاني كانت الأورجواي جادة في تسجيل هدف لإسعاد الجمهور وتحقيق الفوز وتجنب الإحراج ولكن لاعبينا صمدوا بشكل ممتاز.
الآن تستمر مسيرة النشامى وعليهم مواجهة عدة استحقاقات وأهمها تصفيات ونهائيات كأس آسيا والتي لن تقتصر على مواجهة فرق مثل اليابان وكوريا وأستراليا وإيران ولكن ايضا الاشقاء العرب الذين تطور مستواهم في الأشهر الماضية وخاصة الإمارات والسعودية وعمان وعلى منتخبنا الحفاظ على المكانة التي حققها.
في نهاية هذه الرحلة المثيرة نشكر سمو الأمير علي بن الحسين الذي قاد الفريق بمهارة وإدارة واعية وذكية، ونشكر المدربين عدنان حمد وحسام حسن على الجدية والحرص في تجهيز الفريق ونشكر اللاعبين على كل نقطة عرق منحوها للوطن وكل دمعة فرح ذرفناها بما تحقق في السنتين الماضيتين.
(الدستور)