هل نتحالف مع "اسرائيل" ؟!!
اسرائيل نددت ودول اقليمية لم ترحب بالاتفاق الأولي بين الدول"5+1" وايران حول البرنامج النووي الايراني والذي تم توقيعه في جنيف فجر الأحد الماضي .
وهذا الاتفاق أثار مخاوف اسرائيل وغضبها في آن..حيث أن الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر منذ خمسينيات القرن الماضي المدافع الأكبر عن أمن اسرائيل والمصدر الأعظم لتزويدها بالمال والسلاح وبالخبرات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية قد تراجعت وفقا لهذا الإتفاق عن اعتزامها توجيه ضربات عسكرية لإيران لتدمير منشآتها النووية.
ما أثار ارتياح دول عربية وغربية كان يقلقها احتمال نشوب حرب اقليمية مدمرة جديدة في المنطقة. لا سيما وأن اسرائيل ظلت حتى اليوم تنادي بضرورة قيام واشنطن بمفردها أو مع حلف الناتو بتوجيه ضربات عسكرية كفيلة بتدمير المفاعلات النووية الايرانية.
وقد روج الإعلام الاسرائيلي والصهيوني في العالم الغربي لأهمية هذا التوجه ولضروراته بالنسبة لأمنها وأمن المنطقة.
بنيامين نتنياهو بعد تصريحاته حول ضرورة إنشاء حلف بين اسرائيل ودول " الإعتدال العربية" أرسل وفدا برئاسة يوسي كوهين مستشاره للأمن القومي إلى الأردن .
وتقول الصحف الاسرائيلية أن الوفد الاسرائيلي بحث مع مسؤولين رفيعي المستوى في الاردن تداعيات وانعكاسات اتفاق جنيف على دول المنطقة.
المؤسف ان وسائل إعلامنا لم تغط وقائع زيارة الوفد الاسرائيلي للأردن. ولم تشر من قريب أو بعيد إلى نتائج هذه الزيارة المشؤومة . في حين أن الصحافة االاسرائيلية وصفتها بالايجابية. فهل نستنتج ان الوفد الاسرائيلي قد نجح في مهمته.
الذي نعرفه أن اسرائيل هي العدو الأول لأمتنا. فهي التي لا تزال تحتل فلسطين وأراضي عربية أخرى. وهي التي لا تزال تنكل بالشعب الفلسطيني وتصادر حقوقه الوطنية ..وهنا نتساءل : هل يخطط نتنياهو لشن حرب اسرائيلية ـ عربية على ايران بعد تراجع إدارة اوباما عن توجيه ضربات عسكرية للمفاعلات النووية الايرانية ؟!..أم انه يسعى لكسب تأييد دول " الاعتدال العربية "لصراعه مع ايران ثم لحرب قد تشنها اسرائيل بمفردها على ايران؟!
ايران ليست عدوا لأمتنا ولم تقارف خطيئة أو جريمة بتزويدها سوريا وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي بأسلحة وصواريخ متطورة واجهت بها الإعتداءات الاسرائيلية ..والشعب الاردني الذي لا يزال يعتبر اسرائيل العدو الأول والأخطر لأمتنا فلن يؤيد دخول بلاده في أي حلف مع اسرائيل ضد ايران أو ضد غيرها . وهل ننسى ما يروج له نتنياهو حول اعتبار الاردن وطنا بديلا للشعب الفلسطيني ؟.