بوتين يهدد بتغيير خارطة الشرق الأوسط..قريبا جدا !
منذ إعلان كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس بوش الإبن وخلال العدوان الاسرائيلي على لبنان الشقيق في العام 2006م
أن الولايات المتحدة بصدد خلق شرق أوسط كبير ثم جديد على أنقاض الحالي , ظلت الأوساط الغربية والاسرائيلية تعلك وتلوك وتجتر هكذا تصريحات استفزازية وقحة حتى جاء الربيع العربي فانحسرت تلك التصريحات والأحاديث وتراجعت إلى درجة ملحوظة ..وقد فهم آنذاك أن خارطات بعض الدول الشرق اوسطية على وشك أن تتغير لجهة تجزئتها وتقسيمها إلى دويلات صغيرة خاضعة لسطوة النفوذ الامريكي والاسرائيلي ..لكن إدارة الرئيس باراك اوباما وقد نقلت أولوياتها بعيدا عن المنطقة وأيقنت بعجزها عن فتح ملفات حروب وصراعات جديدة بعد هزائمها السياسية والأخلاقية في العراق وفي أفغانستان وبعد ان تزعزع اقتصادها جراء ذلك وكاد ينهار فلم تعد تهتم كالسابق بتطورات أوضاع المنطقة التي اجتاحها فراغ سياسي شجع بعض الدول الصاعدة عسكريا أو اقتصاديا على ملئه .. فاحتدم التنافس على صعيد استقطاب محوري محدود وضعيف لا يقوى على تغيير شيء ملموس في معطيات واقعها الراهن .. اللهم باستثناء نشوء انقسام عربي عمودي جراء البحث عن أدوار ..والمزيد من إلحاق الدمار والخراب وعمليات الإبادة في سوريا والإنقسام السياسي والصراع على السلطة في مصر .. ولأن أوضاع المنطقة إما تعزز القوى أو تضعف القوى المتطلعة إلى لعب دور إقليمي أو دولي فقد ظهرت روسيا بوتين لتدشن بداية حرب باردة جديدة ولكن من نوع آخر ..وكان لنجاحها في تهدئة الصراع بين واشنطن وطهران ونزع فتيل حرب كانت محتملة بينهما ما شجعها على لعب دور نشيط وفاعل في مواجهة أزمات المنطقة .. لاسيما وأنها نجحت أيضا في فرض مؤتمر جنيف2 على إدارة الرئيس أوباما وحلفائها في المنطقة وخارجها تمهيدا لحل سياسي للأزمة السورية ..واليوم يرد بوتين على تفجير إرهابي في فولغوغراد بتوجيه الإتهام إلى دول عربية مؤكدا أنها مصدر الارهاب وتمويله وتسليحه !..ومهددا برد قاس سيغير خارطة الشرق الاوسط عن قريب .. ومؤكدا أنه لن يمهل الجناة وقتا طويلا وقائلا : هذا وعد مني لأبناء روسيا العظمى .. فأين الدور العربي في خضم هذه الأدوار التي تتصارع على المنطقة ..وأين دور الشقيقة الكبرى ـ أم الدنيا بصورة خاصة ؟؟..