ماذا نعرف عن خطة كيري؟
باتر محمد علي وردم
جو 24 : عندما بدأت جولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة لتهيئة ظروف التفاوض الفلسطيني-الإسرائيلي تعاملت وسائل الإعلام العربية والمحللين السياسيين بالكثير من السخرية تجاه المبادرة وذلك بناء على تاريخ طويل من المحاولات الفاشلة. بعد مرور بضعة اسابيع تبين أن الأمر جدي هذه المرة لأن التفاوض يتم في غرف مغلقة، بدون تغطية إعلامية وركض وراء التقاط الصور وهذا يعني أن القضايا الحساسة باتت موجودة على الطاولة فعلا. ما يزيد الأمور صعوبة الحالة الراهنة في توازن القوى السياسي حيث النظام العربي الرسمي متفكك تماما وكل الدول مشغولة بظروفها الذاتية ولا توجد أوراق ضغط كثيرة أمام المفاوض الفلسطيني.
سخرية وسائل الإعلام والمحللين السياسيين في العالم العربي تحولت فقط إلى الثرثرة مؤخرا بسبب غياب المعلومات وعدم رغبة السياسيين الرسميين في الدول العربية المعنية بطرح القضايا أمام الرأي العام تجنبا للحرج والمطالبة بمواقف متشددة في سياق التفاوض. في الأردن نشعر بالكثير من القلق نتيجة غياب المعلومات وبالتالي سيادة الشائعات والمصادر غير المؤكدة. اصبحنا الآن نعتمد على الصحافة الإسرائيلية والأميركية وبعض مراكز البحث الاستراتيجي المقربة من صناع القرار في تل ابيب وواشنطن لاستقاء المعلومات.
في مقال مهم جدا في صحيفة نيويورك تايمز قبل يومين طرح الكاتب الأميركي الأشهر توماس فريدمان معلومات جديدة حول المبادئ الاساس في خطة كيري وأوضح أن هذه الخطة سوف تضع إسرائيل والسلطة الفلسطينية معا في مواجهة لحظة الحقيقة والحاجة الى اتخاذ قرارات في غاية الخطورة. خطة كيري حسب معلومات فريدمان تتضمن 1- انسحابا إسرائيليا تدريجيا من المنطقة التي احتلتها في العام 1967 2- الإبقاء على بعض المستوطنات في الضفة الغربية ومبادلتها بأراض “إسرائيلية” تصبح تحت سلطة الفلسطينيين 3- ترتيبات أمنية “غير مسبوقة” في وادي الأردن لحماية الأمن الإسرائيلي 4- اعتراف فلسطيني بأن إسرائيل هي “دولة الشعب اليهودي” في حدود 1948 5- حق العودة يمارس بشكل طفيف جدا في حدود 1967 المستعادة ولكن ليس في 1948 6- عاصمة فلسطينية في الجزء الشرقي من القدس.
يعتقد فريدمان أن كل هذه العناصر صعبة جدا ولن يقبل بها أحد من الطرفين وهذا أمر مؤكد، ولكن مجرد طرحها بهذه المستويات المباشرة يعني أننا إزاء مفاوضات جادة ربما تكون الأهم منذ قمة عرفات-باراك تحت إشراف كلنتون منذ حوالي 15 عاما في كامب ديفيد. حسب مقال فريدمان فإن كيري يقوم حاليا بترك الفلسطينيين والإسرائيليين يتفاوضون ولكنه يدرك تماما بأنهم لن يتفقوا وأن الولايات المتحدة سوف تتدخل لتمارس الضغط وطرح مبادرتها بشكل أكبر في النصف الثاني من العام القادم بهدف الوصول إلى تفاهمات جدية قبل انتهاء ولاية أوباما الثانية.
تم فتح الملفات الأصعب في الفترة الأسوأ وهذا هو الخيار المراوغ الذي سوف تستفيد منه إسرائيل التي تتمتع حاليا بأفضل سيطرة على موازين القوى منذ اربعين سنة وذلك بفضل الفوضى التي أحدثها “الربيع العربي” وجعل السلطة الفلسطينية بلا سند عربي، وللأسف قد تكون جاهزة الآن لتقديم التنازلات التي صمدت في مواجهة ضغوطاتها لبضع سنوات!
(الدستور)
سخرية وسائل الإعلام والمحللين السياسيين في العالم العربي تحولت فقط إلى الثرثرة مؤخرا بسبب غياب المعلومات وعدم رغبة السياسيين الرسميين في الدول العربية المعنية بطرح القضايا أمام الرأي العام تجنبا للحرج والمطالبة بمواقف متشددة في سياق التفاوض. في الأردن نشعر بالكثير من القلق نتيجة غياب المعلومات وبالتالي سيادة الشائعات والمصادر غير المؤكدة. اصبحنا الآن نعتمد على الصحافة الإسرائيلية والأميركية وبعض مراكز البحث الاستراتيجي المقربة من صناع القرار في تل ابيب وواشنطن لاستقاء المعلومات.
في مقال مهم جدا في صحيفة نيويورك تايمز قبل يومين طرح الكاتب الأميركي الأشهر توماس فريدمان معلومات جديدة حول المبادئ الاساس في خطة كيري وأوضح أن هذه الخطة سوف تضع إسرائيل والسلطة الفلسطينية معا في مواجهة لحظة الحقيقة والحاجة الى اتخاذ قرارات في غاية الخطورة. خطة كيري حسب معلومات فريدمان تتضمن 1- انسحابا إسرائيليا تدريجيا من المنطقة التي احتلتها في العام 1967 2- الإبقاء على بعض المستوطنات في الضفة الغربية ومبادلتها بأراض “إسرائيلية” تصبح تحت سلطة الفلسطينيين 3- ترتيبات أمنية “غير مسبوقة” في وادي الأردن لحماية الأمن الإسرائيلي 4- اعتراف فلسطيني بأن إسرائيل هي “دولة الشعب اليهودي” في حدود 1948 5- حق العودة يمارس بشكل طفيف جدا في حدود 1967 المستعادة ولكن ليس في 1948 6- عاصمة فلسطينية في الجزء الشرقي من القدس.
يعتقد فريدمان أن كل هذه العناصر صعبة جدا ولن يقبل بها أحد من الطرفين وهذا أمر مؤكد، ولكن مجرد طرحها بهذه المستويات المباشرة يعني أننا إزاء مفاوضات جادة ربما تكون الأهم منذ قمة عرفات-باراك تحت إشراف كلنتون منذ حوالي 15 عاما في كامب ديفيد. حسب مقال فريدمان فإن كيري يقوم حاليا بترك الفلسطينيين والإسرائيليين يتفاوضون ولكنه يدرك تماما بأنهم لن يتفقوا وأن الولايات المتحدة سوف تتدخل لتمارس الضغط وطرح مبادرتها بشكل أكبر في النصف الثاني من العام القادم بهدف الوصول إلى تفاهمات جدية قبل انتهاء ولاية أوباما الثانية.
تم فتح الملفات الأصعب في الفترة الأسوأ وهذا هو الخيار المراوغ الذي سوف تستفيد منه إسرائيل التي تتمتع حاليا بأفضل سيطرة على موازين القوى منذ اربعين سنة وذلك بفضل الفوضى التي أحدثها “الربيع العربي” وجعل السلطة الفلسطينية بلا سند عربي، وللأسف قد تكون جاهزة الآن لتقديم التنازلات التي صمدت في مواجهة ضغوطاتها لبضع سنوات!
(الدستور)