متى سنحترم الحرية الفردية التي لا تؤذي أحدا؟
باتر محمد علي وردم
جو 24 : جاءت مناسبة عيد القديس فالنتاين الذي بات يعرف بعيد الحب ليشكل مناسبة جديدة للمجتمع للسخرية من الممارسات المرتبطة بهذا العيد خاصة منح الورود والهدايا بين الأحبة. السخرية في بعض الحالات تتحول إلى غضب وتهديد بعظيم الأمور إلى درجة وصف الممارسين لهذه العادات بالخروج عن القيم الاجتماعية والدينية ومبادئ الإسلام والثقافة الوطنية.
بالرغم من عمومية كل هذه الطروحات والتسميات فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا حول مدى الأذى الذي يمكن ان تتسبب به ممارسات بسيطة مثل منح الهدايا والورود في يوم مختلف ومتغير عن بقية ايام السنة؟ من الذي يمكن أن يشعر بأذى من هذا السلوك (باستثناء الأحبة الذين لا يحصلون على الهدايا؟) ولماذا تجد كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية صعوبة كبيرة في تقبل مثل هذه السلوكيات؟
الحرية الفردية مبدأ بات رئيسا في كافة قيم حقوق الإنسان وكذلك العناصر الأساس في بناء المجتمعات الحديثة. حرية الفرد بالطبع تتوقف تماما عندما تتسبب في أذية الآخرين. على سبيل المثال مجتمعنا يتحمل وبشكل غريب ممارسات التدخين مع أنها تؤذي الآخرين وتهدد صحتهم. من النادر أن نجد شخصا في مجتمعنا يجرؤ على توبيخ مدخن في مكان عام ويطلب منه إطفاء سيجارته احتراما للآخرين وحماية لصحتهم، ولكن الجميع تقريبا يجد في نفسه القدرة على التعليق السلبي تجاه ملابس الآخرين وطريقة كلامهم أو مشيهم أو ضحكاتهم أو نمط معيشتهم الخاص أو الأغاني التي يسمعونها.
عندما نقول، إن الحياة في مجتمع ديمقراطي تتطلب بناء ثقافة ديمقراطية عند المجتمع فهذا ليس مبالغة ولا قفزا عن الأولويات. قبل أن نتحدث عن حكومات منتخبة وإصلاح سياسي ربما من المهم أن نبدأ بمنح أنفسنا والآخرين المساحة التي يحتاجها كل إنسان من الحرية الفردية بعيدا عن فضول الآخرين وتعليقاتهم واتهاماتهم وأوصافهم السلبية إلى درجة حتى التهديد بالضرب والاعتداء على من لا تعجبنا طريقة لبسه وكلامه.
صحيح أن هنالك قيما اجتماعية ينبغي احترامها ولكن القيمة الأهم هي مساحة الحرية بشكل لا يؤذي الآخرين. لا يضير المجتمع ولا الدين ولا الشعور القومي ولا الوطني ان يقوم البعض بتبادل بعض الهدايا في يوم الفالنتين ولدينا من المشاكل والتحديات وخاصة في سياق الفساد ونهب المال العام ما هو أهم للمراقبة والتعليق والغضب من سلوكيات مجموعة شبان وشابات أو حتى كبار في السن لا يزالون شبابا في القلب.
(الدستور)
بالرغم من عمومية كل هذه الطروحات والتسميات فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا حول مدى الأذى الذي يمكن ان تتسبب به ممارسات بسيطة مثل منح الهدايا والورود في يوم مختلف ومتغير عن بقية ايام السنة؟ من الذي يمكن أن يشعر بأذى من هذا السلوك (باستثناء الأحبة الذين لا يحصلون على الهدايا؟) ولماذا تجد كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية صعوبة كبيرة في تقبل مثل هذه السلوكيات؟
الحرية الفردية مبدأ بات رئيسا في كافة قيم حقوق الإنسان وكذلك العناصر الأساس في بناء المجتمعات الحديثة. حرية الفرد بالطبع تتوقف تماما عندما تتسبب في أذية الآخرين. على سبيل المثال مجتمعنا يتحمل وبشكل غريب ممارسات التدخين مع أنها تؤذي الآخرين وتهدد صحتهم. من النادر أن نجد شخصا في مجتمعنا يجرؤ على توبيخ مدخن في مكان عام ويطلب منه إطفاء سيجارته احتراما للآخرين وحماية لصحتهم، ولكن الجميع تقريبا يجد في نفسه القدرة على التعليق السلبي تجاه ملابس الآخرين وطريقة كلامهم أو مشيهم أو ضحكاتهم أو نمط معيشتهم الخاص أو الأغاني التي يسمعونها.
عندما نقول، إن الحياة في مجتمع ديمقراطي تتطلب بناء ثقافة ديمقراطية عند المجتمع فهذا ليس مبالغة ولا قفزا عن الأولويات. قبل أن نتحدث عن حكومات منتخبة وإصلاح سياسي ربما من المهم أن نبدأ بمنح أنفسنا والآخرين المساحة التي يحتاجها كل إنسان من الحرية الفردية بعيدا عن فضول الآخرين وتعليقاتهم واتهاماتهم وأوصافهم السلبية إلى درجة حتى التهديد بالضرب والاعتداء على من لا تعجبنا طريقة لبسه وكلامه.
صحيح أن هنالك قيما اجتماعية ينبغي احترامها ولكن القيمة الأهم هي مساحة الحرية بشكل لا يؤذي الآخرين. لا يضير المجتمع ولا الدين ولا الشعور القومي ولا الوطني ان يقوم البعض بتبادل بعض الهدايا في يوم الفالنتين ولدينا من المشاكل والتحديات وخاصة في سياق الفساد ونهب المال العام ما هو أهم للمراقبة والتعليق والغضب من سلوكيات مجموعة شبان وشابات أو حتى كبار في السن لا يزالون شبابا في القلب.
(الدستور)