أزمة منتصف عمر.. ولكن مختلفة!
باتر محمد علي وردم
جو 24 : من الثابت في علم النفس أن نسبة عالية من الرجال تمر في أزمة منتصف العمر عند مرحلة الأربعينات، ومع أن اسباب هذه الازمة تختلف الا أن مظاهرها تتشابه لدى كثير من الرجال في شتى المجتمعات. وفي واقع الأمر فانني اشعر وبوضوح أنني أمر فعليا في هذه الأزمة ولكن بطريقة تختلف عما تقدمه كتب علم النفس التحليلي أو المجلات الشعبية المخصصة لقضايا علم النفس الاجتماعي.
بالنسبة للكثير من الرجال في سن الأربعين فان المرة الأولى التي يسمعون فيها كلمة “مرحبا عمو” من فتاة في العشرين قد تكون صدمة حقيقية ومثيرة للاحباط تدفعهم لاعادة النظر في كل حياتهم خاصة ما مضى منها، ولكن بالنسبة لي كان الأمر بسيطا جدا لأنني في واقع الأمر اشعر داخليا بأنني “جدو” ولست “عمو” فقط!.
أصحو من النوم منهكا ومتثاقلا ولا أضيع وقتا اضافيا في ارتداء ملابسي، والخيار المفضل لي هو الجينز مقاس 34 الذي لا أزال أفخر بقدرتي على ارتدائه براحة مع اي قميص متوفر على علاقة الملابس. لا أهتم بالسنوات السابقة من العمر وشعور الشباب بقدر ما أتمنى الوصول الى سن التقاعد والراحة في منزل هادئ ومتعة القراءة أو مشاهدة تلفاز بشاشة كبيرة مع فنجان من القهوة بجانب نافذة ذات هواء عليل وبدون الحاجة الى تلبية متطلبات العمل لمدة 8 ساعات ومتطلبات أفراد الأسرة لعشر ساعات اضافية والنوم فيما توفر من الوقت. ولكنني في نفس الوقت أشعر بكثير من القلق حول قدرتي في الوصول الى هذا المستقبل واشعر بأنني سأمضي بقية عمري في العمل الدؤوب لتلبية المتطلبات المتزايدة.
استطيع أن أربط وببساطة مع بين الارهاق والتعب الذي اشعر به وما بين ولادة التوأم زيد ويارا قبل سنتين عندما كنت في التاسعة والثلاثين. اضافة زيد ويارا الى حياتي كانت أمرا رائعا بكل معنى الكلمة وشكلت اكتمالا لمعنى الاسرة بعد ولادة سوزان قبلهما بتسع سنوات، ولكن ذلك ترافق مع جهد بدني وذهني ونفسي كبير أضطررت لتحمله مع زوجتي. أن تربية الأطفال في سن الأربعين تجربة أصعب وأكثر ارهاقا بكثير من التربية في سن الثلاثين حيث تكون القدرات النفسية والجسدية أكثر جاهزية لمواجهة التحديات.
ولكن مواجهة صريحة مع ذاتي يمكن أن تؤكد لي بأن السبب الجوهري لشعوري بالضيق في هذه المرحلة يتمثل في النتائج السلبية الكبيرة على مهنتي والتي تسبب بها تزايد أعبائي المنزلية. لأن عملي يتطلب التركيز الذهني أنا بحاجة الى أوقات من الهدوء لتحقيق أفضل انجازاتي في العمل وهي الأوقات التي اصبحت نادرة جدا في بيت مليء بالمسؤوليات والأعباء المتعلقة بالأطفال. أنظر الى نفسي والى بعض زملائي في العمل لأجد أنهم قد اصبحوا أكثر تطورا مني وأفضل جاهزية للتنافس المهني بسبب قدرتهم على تخصيص المزيد من الوقت للعمل والمشاركة في فعاليات مهمة لاكتساب القدرات والمهارات بينما اضطررت طوال السنتين الماضيتين الى التخلي عن فرص السفر والمشاركة في فعاليات كان يمكن لها أن تحقق تطورا مهنيا كبيرا بسبب عدم قدرتي أخلاقيا على ترك مسؤولياتي المنزلية والسفر.
في هذا الوضع لا بد من البحث عن الجوانب الايجابية. كما قلت سابقا لا أزال فخورا بقدرتي على ارتداء الجينز ولا أزال مضطرا للذهاب الى الحلاق كل فترة لأن الصلع لم يهجم بعد على رأسي وأعتقد بأن هذه مزايا يحمدها كثيرا معظم الرجال. لا يزال هنالك في الكأس النصف المليء الذي يمكن التمتع به.
الدستور
بالنسبة للكثير من الرجال في سن الأربعين فان المرة الأولى التي يسمعون فيها كلمة “مرحبا عمو” من فتاة في العشرين قد تكون صدمة حقيقية ومثيرة للاحباط تدفعهم لاعادة النظر في كل حياتهم خاصة ما مضى منها، ولكن بالنسبة لي كان الأمر بسيطا جدا لأنني في واقع الأمر اشعر داخليا بأنني “جدو” ولست “عمو” فقط!.
أصحو من النوم منهكا ومتثاقلا ولا أضيع وقتا اضافيا في ارتداء ملابسي، والخيار المفضل لي هو الجينز مقاس 34 الذي لا أزال أفخر بقدرتي على ارتدائه براحة مع اي قميص متوفر على علاقة الملابس. لا أهتم بالسنوات السابقة من العمر وشعور الشباب بقدر ما أتمنى الوصول الى سن التقاعد والراحة في منزل هادئ ومتعة القراءة أو مشاهدة تلفاز بشاشة كبيرة مع فنجان من القهوة بجانب نافذة ذات هواء عليل وبدون الحاجة الى تلبية متطلبات العمل لمدة 8 ساعات ومتطلبات أفراد الأسرة لعشر ساعات اضافية والنوم فيما توفر من الوقت. ولكنني في نفس الوقت أشعر بكثير من القلق حول قدرتي في الوصول الى هذا المستقبل واشعر بأنني سأمضي بقية عمري في العمل الدؤوب لتلبية المتطلبات المتزايدة.
استطيع أن أربط وببساطة مع بين الارهاق والتعب الذي اشعر به وما بين ولادة التوأم زيد ويارا قبل سنتين عندما كنت في التاسعة والثلاثين. اضافة زيد ويارا الى حياتي كانت أمرا رائعا بكل معنى الكلمة وشكلت اكتمالا لمعنى الاسرة بعد ولادة سوزان قبلهما بتسع سنوات، ولكن ذلك ترافق مع جهد بدني وذهني ونفسي كبير أضطررت لتحمله مع زوجتي. أن تربية الأطفال في سن الأربعين تجربة أصعب وأكثر ارهاقا بكثير من التربية في سن الثلاثين حيث تكون القدرات النفسية والجسدية أكثر جاهزية لمواجهة التحديات.
ولكن مواجهة صريحة مع ذاتي يمكن أن تؤكد لي بأن السبب الجوهري لشعوري بالضيق في هذه المرحلة يتمثل في النتائج السلبية الكبيرة على مهنتي والتي تسبب بها تزايد أعبائي المنزلية. لأن عملي يتطلب التركيز الذهني أنا بحاجة الى أوقات من الهدوء لتحقيق أفضل انجازاتي في العمل وهي الأوقات التي اصبحت نادرة جدا في بيت مليء بالمسؤوليات والأعباء المتعلقة بالأطفال. أنظر الى نفسي والى بعض زملائي في العمل لأجد أنهم قد اصبحوا أكثر تطورا مني وأفضل جاهزية للتنافس المهني بسبب قدرتهم على تخصيص المزيد من الوقت للعمل والمشاركة في فعاليات مهمة لاكتساب القدرات والمهارات بينما اضطررت طوال السنتين الماضيتين الى التخلي عن فرص السفر والمشاركة في فعاليات كان يمكن لها أن تحقق تطورا مهنيا كبيرا بسبب عدم قدرتي أخلاقيا على ترك مسؤولياتي المنزلية والسفر.
في هذا الوضع لا بد من البحث عن الجوانب الايجابية. كما قلت سابقا لا أزال فخورا بقدرتي على ارتداء الجينز ولا أزال مضطرا للذهاب الى الحلاق كل فترة لأن الصلع لم يهجم بعد على رأسي وأعتقد بأن هذه مزايا يحمدها كثيرا معظم الرجال. لا يزال هنالك في الكأس النصف المليء الذي يمكن التمتع به.
الدستور