jo24_banner
jo24_banner

الشعب منح السلطة وهو الذي سوف يسحبها!

باتر محمد علي وردم
جو 24 : لا استطيع ابدا القول بأنني مرتاح أو سعيد بفوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية، بل اشعر بالكثير من القلق والتخوف. مصدر القلق هو في تلك التجربة الاستثنائية التي سوف تعيشها مصر والعالم العربي في حصول الإخوان المسلمين على حق إدارة الدول للمرة الأولى وكيف سيتصرف الأخوان إزاء هذه السلطة واسعة النطاق.

يقول البعض بأن الحكم السلبي المسبق ضد قدرة الإخوان على إدارة الدولة في مصر قد يكون غير منصف لأنه لم يتم تجربة الإخوان من قبل. بالطبع فإن رصيد الإخوان إيجابي مقارنة برصيد الأنظمة الاستبدادية والفاسدة أو كليهما معا، ولكن هذا لا يعني الاحتفال الكبير بهذا الفوز وبأنه نجاح للثورة والإرادة الشعبية. في واقع الأمر أن الشعب المصري وجد نفسه في مواجهة خيار صعب جدا ما بين مرشح الإخوان المسلمين ومرشح النظام السابق المعروف بالفساد. ولكن الخيار لم يكن سهلا لان حوالي 48% من الناخبين المصريين اختاروا أحمد شفيق وهذه نسبة كبيرة وتدل على وجود عدم ثقة بمرشح الإخوان المسلمين.

هل يدرك الإخوان بعد الفوز بأنهم الآن اصبحوا في مسؤولية قيادة الشعب المصري كله وليس في حكم هذا الشعب بادعاء تمثيل الإسلام وفرض رؤية الإخوان على الجميع؟

إذا كانت منظومة اتخاذ القرار لدى الإخوان تستوعب هذا الواقع يمكن وجود نسبة من النجاح ولكن في حال ركب الإخوان موجة الغرور واعتقدوا بأنهم قد حصلوا على تفويض شعبي تام لتطبيق رؤاهم فهم في انتظار مفاجأة كبيرة لأن الشعب المصري الذي أطاح بنظام مبارك ووقف بشجاعة ضد الحكم العسكري لن يسمح لجماعة الإخوان بالسيطرة عليه وتقييد طموحاته في الحرية والازدهار.
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news