إنجاز تاريخي عظيم
المصالحة الوطنية الفلسطينية إن استكملت حلقاتها وشروطها واستحقاقها تعتبر إنجازا تاريخيا عظيما بحق ..فهي تنطوي على تحد صارخ لإرادة نتنياهو وحكومته ولإرادة الرئيس باراك اوباما ..وكذلك للمنظمات الصهيونية حيثما وجدت ..ولا نغفل حقيقة أن بعض الأوساط العربية الرسمية لا ترحب بحكم علاقاتها مع واشنطن وتل أبيب بهذه المصالحة التي انتظرها جميع الشرفاء الفلسطينيين والعرب ونادو او دعوا إليها ..كما انتظرها جميع قوى التحرروالسلام في العالم ..لذلك سارع نتنياهو ليترأس اجتماعا طارئا لحكومته ولقادة جيشه الفاشي للبحث في السبل التي يمكن أن تؤدي لإجهاض هذا الإنجاز الفلسطيني الشجاع .. وقد خيرت حكومته الرئيس عباس بين استمرار المفاوضات العدمية معها وبين الاستمرار في المصالحة مع حركة حماس !.. أما الإدارة الامريكية فقد أعربت عن خيبة أملها إزاء هذا الإنجاز المدوي !..
ويكتسب هذا الإنجاز اهميته التاريخية من كونه جاء بعد يأس القيادات الفلسطينية ومعها الشعب الفلسطيني من إمكانية تحقيق السلام المنشود مع حكومات اليمين واليسار الاسرائيلية ..لا سيما وقد رفضت بتعنت شديد مجرد الإشارة إلى حق العودة وإلى قضية القدس وحتى الكلام حول إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلا بشروط استفزازية ..وكل ما أرادته من المفاوضات هو كسب الوقت والإفادة من الوساطة الامريكية لانتزاع اعترافا فلسطينيا وعربيا بيهودية الدولة الاسرائيلية ..
إن إنجاز المصالحة الفلسطينية قد جاء محصلة لاتفاقيتي القاهرة والدوحة ونأمل في أن تلتزم حركتا فتح وحماس وجميع الفصائل والفعاليات الوطنية
الفلسطينية باستحقاقات هذا الإنجاز التاريخي العظيم ..
إن أسباب مخاوف الحكومة والقيادات الاسرائيلية ناجمة عن احتمال أو توقع استئناف النضال الوطني الفلسطيني بجميع أو بمعظم أشكاله ..وهذا ما يبعث الرعب والهلع في اوساط الاسرائيليين داخل اسرائيل وفي المستوطنات ..وقد تتخذ القيادة الفلسطينية قرارا بتحميل اسرائيل أوزار وأعباء الضفة الغربية اقتصاديا وأمنيا ..وهذا ما لا تطيقه اسرائيل بتاتا ..أما الادارة الامريكية فتخشى من انتهاء أو تراجع احتكارها للتدخل منفردة في الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي أو في عملية السلام ..إن على جميع الدول العربية أن تتحمل مسؤوليتها في دعم المصالحة الفلسطينية والعمل على إنجاحها .. وهذا يقتضي عدم الإذعان لضغوط واشنطن وتلأبيب وغيرهما ..
نرحب بهذا الانجاز العظيم ونهتف له ..ونتمنى على القيادات الفلسطينية بصورة خاصة عدم الاستمرار الرهان على الدور الامريكي ..فالرهان عليه كالرهان على إمكانية صيد السمك في صحراء نيفادا..