لماذا لا يشكرون الجيش السوري ؟

جو 24 :

أحداث محافظة " نينوى"العراقية بمركزها مدينة الموصل ومدن أخرى عدة قد فاجأت العالم وبخاصة دول المنطقة وصولا إلى العاصمة أنقرة وحتى إلى باريس ولندن وإلى البيت الأبيض الامريكي .. حيث احتلت "داعش" أي ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق وسوريا مدينة الموصل بل وسيطرت عسكريا على محافظة نينوى ..

وحتى ميليشياتها في طريقها الآن إلى مدينة أربيل وإلى منطقة صلاح الدين في الشمال..وقد استعدت واشنطن تقديم المساعدات العسكرية بما فيها الجوية للحكومة العراقية التي انهارت قواتها العسكرية والامنية بفعل ضربات مقاتلي "داعش"..

أما أنقرة التي احتجزت "داعش"أكثر من ثمانين من مواطنيها وسلكها الدبلوماسي فقد هددت بالمشاركة مع قوات "الناتو"في عملية عسكرية لتحريرمواطنيها ..

واللافت هنا أن الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا وبعض دول المنطقة قد اجتاح أوساطها الحاكمة ارتباك ملحوظ ..ففي حين انها أيدت ودعمت جميع التنظيمات المسلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة في حربها المجنونة ضد نظام الاسد ,نجد أنها مستعدة بدون تحفظ لمساندة الحكومة العراقية ضد "داعش"وغيرها من التنظيمات الارهابية ..

وهذا يعني أن هذه الدول الغربية وبعض العربية مستعدة للتعاون مع الارهابيين ومع الشياطين الزرق لتدمير سوريا وإضعاف جيشها الوطني وإسقاط نظامها بذرائع واهية لا تقنع طفلا ..فهي مثلا تتباكى على الشعب السوري بحجة أنه محروم من الحريات والحياة الديمقراطية والعدالة وتؤيد وتدعم أشد الأنظمة العربية تخلفا ورجعية واستبدادا وفسادا .. فالمهم عندها مصالحها النفطية وغيرها ومصالح اسرائيل وأمنها ليس إلا .. 

لقد استطاع الجيش السوري النظامي إلحاق هزيمة ساحقة بتنظيمات القاعدة وأجبر فلولها على مغادرة الاراضي السورية ..وهذه الفلول وجدت ضالتها في شمال العراق..حيث القوات العراقية هناك تعاني من تداعيات الصراع الطائفي ..ما مكن فلول داعش المهزومة في سوريا من احتلال محافظة نينوى وغيرها من مدن شمال العراق .. وهنا نقول : طالما أن واشنطن وباريس ولندن وأتباعها في المنطقة تعتبر تنظيم "داعش" إرهابيا ويجب محاربته والقضاء عليه ,فقد كان حريا بها توجيه الشكر لنظام الأسد ولجيشه الوطني الذي صمد متماسكا وقويا في التصدي للتنظيمات الارهابية وألحق الهزيمة الساحقة بها وطردها من أراضيه بدلا من دعمها لهذه التنظيمات الارهابية لتدمير سوريا وإبادة وتشريد الملايين من أبنائها ..
يبقى أن نحذر دول الجوار السوري من عبور فلول هذه التنظيمات الارهابية إلى أراضيها وقيامها بمثل ما قامت به في نينوى ..