زج الاردن في حرب محتملة جريمة كبرى ..
يتعرض الأردن في هذه الأيام لضغوط كبيرة من واشنطن وحليفاتها في المنطقة وخارجها .. وهذه العواصم تسعى لإقحام الأردن في نطاق الأزمة السورية ليقاتل الى جانب المعارضة المسلحة السورية .. فثمة تقارير مصادرها إقليمية ودولية تشير إلى أن قوات عسكرية سعودية تتدفق نحو الحدود الأردنية مع سوريا بدعوى حماية الأردن من سوريا ومن إيران !!!..
ويخضع الأردن لهذه الضغوط جراء أزمته الإقتصادية وحاجته الماسة للمساعدات السعودية والخليجية والأمريكية التي يتم التلكؤ المكشوف والمماطلة الكريهة في تلبيتها .. أي ان ثمة ابتزاز مفضوح تمارسه هذه الاطراف على الأردن ..
الأردن كما هو واضح ليس مع نشوب حروب في المنطقة .. وليس مع عدوان غربي – عربي على سوريا .. بل وليس مع أي تدخل أجنبي عسكري أو خلافه ضد سوريا .. فهكذا عدوان على سوريا لن يخدم المعارضة السورية ولن يخدم الشعب السوري الذي تتباكى عليه واشنطن وتل أبيب وعواصم غربية أخرى معادية تاريخيا لأمتنا العربية ..
فالتحالف الغربي – العربي – الإسرائيلي يستطيع بدء الحرب العدوانية ضد سوريا ولكنه لا يستطيع حصرها ضمن حدود معينة كما يريد ويشتهي .. ولا يستطيع أيضا وقفها عندما يريد ..
وعندما تنشب الحرب في سوريا وحولها ، فلن تستطيع أي دولة عربية في المشرق العربي أن تنأى بنفسها عن حرائق وويلات هذه الحرب .. والشعب السوري الذي يتباكى عليه هذا الحلف غير " المقدس" سيكون حتما وقود هذه الحرب .. أما الأردن فسيكون في نطاق أتون هذه الحرب سواء أراد أم أبى .. فهو على مرمى القذائف والصواريخ من جميع الأطراف المشاركة في الحرب .. أما إذا ما شارك بصورة مباشرة في هكذا حرب ، فانه سيكون ضحية لسلب إرادته وعدم صموده في وجه الضغوط الإقليمية والدولية .. بل سيكون ضحية لحسابات خاطئة لم يقدر أبعادها وعواقبها الوخيمة .. أما الكلام عن أن القوات السعودية تتدفق نحو الحدود الأردنية مع سوريا والعراق لحماية الأردن من أي اعتداء قد يتعرض له من سوريا أو من شيعة العراق ، فهذا كلام "ديماغوجي" بامتياز..
بل هو استخفاف بوعي الشعب الأردني الذي يعرف تمام المعرفة أن القوات العسكرية السعودية عاجزة حتى عن حماية بلادها..
وهنا نقول أن القبول بزج الأردن في الأزمة السورية وبمحاولات إشراكه أو إقحامه في أي حرب قد يشنها حلف " الناتو" مع دول عربية معنية ولربما مع تركيا أيضا ضد سوريا إنما هو خطيئة بل جريمة كبرى تقارف ضد الأردن وشعبه وسيادته واستقلاله ..
على كل حال إن مؤتمر جنيف الذي ستشارك فيه بصورة رئيسية واشنطن وموسكو وبكين مع دول اخرى غربية واقليمية لبحث إمكانية إنجاح مهمة كوفي عنان ومقترحات أخرى لإنهاء الأزمة السورية معرض للفشل .. وذلك لأن المعارضة المسلحة السورية وواشنطن وعواصم عربية وتل أبيب تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد كخطوة أولى لتحقيق التوافق .. وهذا لن ترضاه دمشق ولن ترضاه موسكو وبكين .. ويبقى أمام واشنطن وحليفاتها خياران .. فإما العمل بكل جدية وإخلاص وتعاون لإنجاح مهمة كوفي عنان وإما شن حرب عدوانية على سوريا .. وهكذا حرب لا يمكن حصرها في نطاق سوريا .. وهكذا حرب لا يمكن حصرها في نطاق سوريا .. بل ستمتد وتتسع دائرتها لتشمل المنطقة برمتها .. وموسكو وبكين لن تفرطا بوجودهما في المنطقة ولن تقفا مكتوفتي الأيدي متفرجتين فقط على سير هذه الحرب ..
اللهم احفظ الاردن وشعبه من عواقب الحسابات الخاطئة ومن عبث العابثين والحاقدين الذين لا يريدون له الحفاظ على أمنه واستقراره ..