jo24_banner
jo24_banner

انتصار المقاومة الفلسطينية يؤرخ لحقبة نهوض عربي جديدة

سلامة العكور
جو 24 :

بعد هذا الأداء الرائع والمفاجئ الذي قدمته المقاومة الفلسطينية في ميدان المواجهة الضارية وغير المسبوقة بدمويتها مع الجيش الصهيوني الفاشي والتي تميزت بقدرة المقاومةعلى دك أقصى مدن دويلة الإحتلال وإثارة الرعب والهلع في أوساط سكانها من الصهاينة وتكبيد جيشها خسائر موجعة في الأرواح والآليات , لا بد من وقفة شجاعة للفصائل الفلسطينية.. نعم لابد من وقفة شجاعة لفصائل المقاومة التي لامست وهي تتصدى للعدوان مدى صمود الشعب الفلسطيني الباسل ومدى إصراره على كسر غطرسة العدو وتهشيم أسباب عربدته الفاجرة.. والوقفة الشجاعة ينبغي أن تتوج بتحقيق وحدة وطنية مسلحة ببرنامج وطني شامل يعتمد جميع أشكال النضال الوطني بما في ذلك الكفاح المسلح لاستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة..

لقد حققت المقاومة في قطاع غزة المحاصر عربيا بالدرجة الأولى إنجازات عسكرية لافتة جدا وأظهرت قدرة فائقة على استخدام التكنولوجيا العسكرية الحديثة ..لا سيما قدرتها على إصابة أهدافها بدقة ملحوظة أربكت حكومة العدو وقادة جيشها العنصري ..وأذهلت حلفاءه من عتاة المستعمرين .. وأستطيع الزعم أن بعض الأوساط العربية الرسمية التي فاجأتها انتصارات المقاومة قد ندمت على انحيازها الظاهر للعدو وراحت تتراجع في مواقفها والتباكي على شهداء غزة من الأطفال والنساء والمدنيين العزل مطالبة بوقف القتال والتوصل إلى تهدئة ـ أي تهدئة !..

لقد برهنت المقاومة في معاركها الباسلة على أن زمن انتصارات العدو الصهيوني قد ولت إلى غير رجعة ..وأن الكيان الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين العربية إلى أفول عاجلا أم آجلا، حتى لو ساندته جميع قوى الاستعمار العالمي .. المهم اعتماد المقاومة نهجا ثابتا عند الشعب الفلسطيني والفعاليات العربية في معاركها ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم.. وأستطيع الزعم أيضا أن انتصارات المقاومة في قطاع غزة راحت تؤرخ لحقبة نهوض عربي جديدة يتغير فيها ميزان القوى العسكري مع العدو الصهيوني لصالح أمتنا .. صحيح أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة قد قدم قافلة جديدة من الشهداء والجرحى ..وتعرض لكل أشكال الدمار والخراب ,لكن هذه التضحيات على جسامتها ليست بدون مقابل..

أما عند الكلام عن وقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة ,فإنه ينبغي أن تكون مشروطة برفع الحصار الجائر عن القطاع وبفتح جميع المعابر بمافي ذلك معبر رفح ..فالطرف المنتصر وهو المقاومة يفرض شروطه على الطرف المهزوم ..والعدو الصهيوني هو المهزوم في هذه الحرب العدوانية ..وإلا فلماذا تتهافت واشنطن والعواصم الاستعمارية الحليفة لها التي رأت في العدوان الصهيوني دفاعا عن النفس مطالبة بتحقيق تهدئة تحفظ لنتنياهو ولجنرالاته ولو قليلا من ماء الوجه..

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير