هل يفوز أوباما بولاية ثانية ؟!
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية تظهر استطلاعات الرأي ان مرشح الحزب الجمهوري على وشك التقدم ليطفئ فارق ال ( 3% ) الذي يتفوق بها الرئيس باراك اوباما عليه .. ثم احراز تفوق ملحوظ على اوباما جراء نشاطه في اوساط ملايين العاطلين عن العمل وفي اوساط المنظمات الصهيونية.. لقد عجز اوباما عن الايفاء بتعهداته امام العاطلين عن العمل وهم يمثلون اكثر من ( 8.5% ) من الشعب الاميركي .. كما عجز رغم وعوده وتعهداته للمنظمات الصهيونية بمضاعفة الدعم المالي والعسكري لاسرائيل .. صحيح انه قدم لاسرائيل انواعا حديثة من الاسلحة وقدم مساعدات مالية .. ودافع عن سياسة اسرائيل العدوانية في مجلس الامن وفي الجمعية العامة للامم المتحدة وفي معظم المحافل الدولية .. كما تواطأ مع برامجها الاستيطانية في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية .. الا ان ذلك كله لم يقنع اسرائيل وبخاصة احزابها اليمينية المتطرفة بصداقة ادارة الحزب الديموقراطي ورعايته لمصالحها في المنطقة .. ادارة باراك اوباما ناصبت الامة العربية العداء وتنكرت لتعهداتها في خطاب اوباما في القاهرة من اجل تحقيق السلام العادل في المنطقة ومن اجل الكف عن محاربة الاسلام والمسلمين واعتبار المسلمين ارهابيين والاسلام مصدرا للارهاب .. وذلك من اجل كسب رضا اسرائيل والمنظمات الصهيونية الاميركية التي تدعمها بدون وجه حق وبدون حدود .. اوباما قد اعلن منذ مدة رغبته بترشيح نفسه عن الحزب الديموقراطي لولاية ثانية في بلاده ..وحاول حشد تأييد شعبي من خلال قانون جديد شامل للتأمين الصحي .. وقد استطاع بفضل هذا القانون كسب نسبة تأييد كبيرة من المواطنين .. وجعله يتفوق على منافسه المرشح ( ميت روماني ) من الحزب الجمهوري ..لكن تخبط سياسة ادراة اوباما الاقتصادية وعجزها عن انتشال البلاد والعباد من الازمة الاقتصادية المتفاقمة التي حولت ملايين المواطنين الى ما تحت خط الفقر ودون ان تجد هذه الادارة حلولا ناجعة للازمة قد افقدها نسبة كبيرة من تأييد المواطنين .. ناهيك عن ان انفاق المليارات من الدولارات في منطقة الشرق الاوسط وفي مناطق اخرى من العالم لاخضاع شعوب هذه المناطق لارادتها ولاثارة الفوضى والاضطرابات والحروب في بلدانها قد زاد من عجز الموازنة وضاعف حجم المديونية عليها ..
ففي محاولاتها الاستعمارية النكراء لتجيير ثورات الربيع العربي لصالحها ولاخضاع الحراكات الشعبية والشبابية والحزبية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والآن في سوريا لارادتها فقد انفقت اموالا طائلة ..
وهذا الانفاق غير المبرر قد اثر بطبيعة الحال على دافعي الضرائب في الولايات المتحدة وسيؤثر حتما على مواقفهم في انتخابات الرئاسة القادمة .. نعرف ان السياسة الاميركية الخارجية لا تؤثر على موقف الناخب الاميركي بقدر ما تؤثر عليه السياسة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية في الداخل .. واسرائيل والمنظمات الصهيوينية الاميركية لن ترضى عن باراك اوباما الا اذا ما اتبع ملتها وتطابقت سياسته بالكامل مع سياستها في المنطقة .. وعلى سبيل المثال فأن على اوباما التلويح بتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران حتى يحظى ببعض اموال اليهود وببعض اصواتهم التي قد تساعد على فوزه بولاية ثانية او لا تساعده .. والايام القادمة حبلى بالمفاجآت ..
(الرأي)