تدمير سوريا هدف أميركي - إسرائيلي مكشوف
من حق جميع شعوب المعمورة قبول او رفض حكامها والامتثال لارادتهم وطبيعة حكمهم وتدبيرهم وادارتهم لشؤون البلاد والعباد.
فالشعوب تعرف مصلحتها وتميز بين الحاكم العادل وبين الحاكم المستبد.. بين الحاكم الذي يشرك شعبه في صنع القرارات وبين الحاكم الديكتاتوري او الطاغية الذي ينفرد بصنع القرارات ومحاولة صنع حاضر ومستقبل البلاد والعباد..
وتاسيسا على ذلك فأن للشعب السوري مطلق الحرية في رفض حاكمه ونظام الحكم في بلاده.. فالشعب السوري هو صاحب الحق في اختيار ممثليه في الحكم وصناعة حاضر ومستقبل سوريا واختيار ممثليه في حكم وادارة بلاده..
وللمعارضة الوطنية السورية مطلق حرية رفض الحكم في سوريا ولها حق النضال في سبيل الاصلاح والتغيير..
وليس من حق نظام الحكم في دمشق قمع المعارضة الوطنية عنوة وبالقوة طالما انها تسلك الطرق المشروعة للمطالبة بالاصلاح والتغيير..
ومن واجب الدول الشقيقة والصديقة مساندة ارادة الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه، ومساندته في صنع حاضره ومستقبله بالنصيحة وبالموعظة الحسنة، ودفع قواه الوطنية نحو الحوار الهادىء والبناء بمنأى عن اي شكل من اشكال التدخل الاجنبي وبخاصة التدخل العسكري..
والدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الاميركية لها تاريخ حافل بمعاداة سوريا والامة العربية. وهي اليوم تتباكى على الشعب السوري بدموع التماسيح كما تباكت سابقا على شعبي العراق وليبيا..
وهي تستعد اليوم للانقضاض على سوريا لتدميرها وتحويلها الى انقاض.. ولا شيء في الدنيا يهمها اكثر من مصلحة اسرائيل التي تسعى لبسط سيطرتها على المنطقة برمتها..
وقد لجأت ادارة اوباما وحليفاتها الى مجلس الامن الدولي لعله يحقق ما تصبو اليه من عملية تطويق ومحاصرة سوريا ويتيح لها غزوها وتدميرها، لكن الفيتو الروسي والصيني حال دون ذلك.
صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية ذكرت يوم السبت الماضي ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. آي. ايه) تشارك في البحث عن الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية السورية قبل فوات الاوان.. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في ادارة الرئيس اوباما قولهم :(ان جهاز ال سي.آي.ايه) قد ارسل ضابطا الى المنطقة لتقييم برنامج التسلح السوري..
واشارت الصحيفة الى قول ( مايك روجرز ) رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي: ( ان الادارة الاميركية قد خصصت مؤخرا الموارد اللازمة لجمع المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرار جيد بشأن اسلحة الدمار الشامل السورية، وهنا ينبغي تذكر حكاية اميركا وحليفاتها مع اسلحة الدمار الشامل العراقية !
وفي تطور جديد للموقف الاوروبي فقد اكد وزير خارجية فرنسا (لوران فابيوس) ان استراتيجية فرنسا واوروبا تقوم على اضعاف سوريا.. اما في اسرائيل فقد قال وزير الحرب ايهود باراك ان اسرائيل تستعد للقيام بتدخل عسكري محتمل في سوريا وانه امر الجيش بزيادة استعداد استخباراته واعداد ما هو ضروري لدراسة تنفيذ عملية عسكرية في سوريا اذا دعت الضرورة.. وها هي بريطانيا تعد اسطولا لترحيل رعاياها في الاردن وسوريا ولبنان خشية نشوب حرب في المنطقة.. اذا فأن سوريا مستهدفة بموقعها الاستراتيجي واللوجستي ومستهدفة بقدراتها العسكرية والاقتصادية من قبل اعداء الامة العربية وبخاصة اسرائيل، فهل تستيقظ الاطراف المتصارعة من الشعب السوري وتكف عن المواجهات العسكرية واللجوء الى الحوار لمواجهة التحديات الخطيرة التي تستهدف سوريا وشعبها ؟
(الراي)