رهان شعبي واسع على مبادرة من الملك لانهاء الازمة ..
تراهن نخب سياسية واجتماعية وأحزاب عدة على أن الملك لن يقبل بسياسة الاقصاء التي تمارسها قوى ومراكز الشد العكسي ضدأحزاب وقوى المعارضة..
لا سيما وأن ثمة توجه لجلالته للقاء قوى حزبية وسياسية وإعلامية للتشاور حول ما يخدم مسيرة الإصلاح التي يؤكد على ضرورة مضيها قدما إلى الأمام..وذلك باعتباره ينظر إلى الاصلاح من منطلق المسؤولية الوطنية وان النجاح في تحقيق الإصلاح يعتمد على تحمل الجميع للمسؤولية وكل من موقعه ..
أي يعتمد على جميع مكونات الشعب الاردني بجميع طبقاته وشرائحه الاجتماعية وبنخبه الحزبية والسياسية.. لكن الاصرار على قانون الصوت الواحد المعدل قد دفع أحزابا وقوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية للإعلان عن مقاطعتها للإنتخابات .. في حين أن جلالته كان قد أكد غير مرة أن جميع الاحزاب ومن بينها حزب العمل الاسلامي جزء من مكونات الشعب الاردني ..وان قلوبنا مفتوحة للجميع بما في ذلك الاخوان المسلمون ..
إن الملك إذ يحرص على لقاء أحزاب وقوى المعارضة استنادا إلى اهمية الحوار الذي تقوم عليه الثقافة الديمقراطية المؤمنة بالتعددية فإنه حريص حتما على مشاركتهم جميعا بالإنتخابات وبدون استثناء.. وطالما أن جلالته حريص على مشاركة الجميع بما في ذلك الإخوان المسلمون والأحزاب القومية واليسارية والفعاليات والحراكات الشعبية والشبابية في الانتخابات القادمة فإنه لاشك حريص أيضا على التوصل إلى تفاهم وتوافق معه حول صيغة جديدة للقانون المعدل ..
وبذلك يكون جلالته قد أنهى هذه الأزمة المتفاقمة والمرشحة للتفاقم أكثر فأكثرإذا ما جرت الإنتخابات على أساس قانون الصوت الواحد .. فالأزمة خطيرة وغير مسبوقة وإذا ما استمرت بالتصعيد فإنها قد تحدث انقسامات لا يحمد عقباها في المجتمع الأردني..وقد يترتب على تصعيدها إثارة اضطرابات وفوضى وأعمال شغب غير مسبوقة ..بخاصة وان تصاعد الازمة السورية واحتدام المواجهات العسكرية هناك وتزايد أعداد السوريين الذين يلجأون للأردن طلبا للأمان ولربما بحثا عن أشياء اخرى ينبغي أن يدفع الجميع لتحمل المسؤولية الوطنية ..
إن قطاعات واسعة من الشعب الاردني تتطلع إلى جلالته وهي بانتظار مبادرة منه لإنهاء هذه الازمة ولإعادة الأمان والطمأنينة إلى نفوسهم .. ثم إلى وضع قطار الإصلاح الشامل على سكته .. الملك نادى بالتوصل إلى تشكيل حكومة برلمانية من الكتل الحزبية والسياسية في مجلس النواب ..ولما كان قانون الصوت الواحد لن يحقق هذا الهدف الوطني المرجو بل سيأتي بمجلس على غرار المجلس الحالي والمجالس السابقة التي عجزت عن تلبية تطلعات الشعب والملك معا في الإصلاح وفي خطوات التحول الديمقراطي وفي مكافحة الفساد المالي والإداري المستشري والذي تعاظم خطره في مؤسساتنا ودوائرنا المختلفة فإنه ينظر إلى مبادرة جلالته على أنها مفتاح الحل لمشاكلنا الصعبة .. ومفتاح بوابة الإصلاح الشامل الذي لن يتحقق إلا من خلال مجلس نيابي كفؤ ومنتخب بحرية ونزاهة وحكومة برلمانية كفؤة وقادرة على الإضطلاع بجدارة بمهماتها على أفضل وجه ..
وهنا نؤكد أن إنهاء الأزمة وإعادة الثقة الشعبية بمؤسساتنا الدستورية ستصب حتما في صالح مجتمع مستقر ومؤهل لتحقيق التقدم والرخاء في ظل حياة ديمقراطية خلاقة ومزدهرة ..