jo24_banner
jo24_banner

"رجولة" الحكومة

ادهم غرايبة
جو 24 :

يربط رئيس الوزراء مفهوم " الرجولة " لدى حكومته برفعها للأسعار , هذا ما أكده تصريحه بالأمس في جلسة مجلس النواب بخصوص رفع أسعار الكهرباء, إذ قال " نحن لسنا صبية وأنما نحن رجال مسؤولون " .
فوق ذلك يلجأ دولته – كعادته – لربط ضمان المساعدات الماليه الدولية للأردن برفع الأسعار محليا !
مفهوم المساعدات – بشكل عام – يرتبط بتخفيف الاعباء على الدولة و الشعب الذي تقدم له هذه المساعدات, فكيف يستقيم إذا ربط تقديم المساعدات بنقيض غايتها ؟!
إذا كان الأمر يتعلق ب " رجولة " و " مسؤولية " دولته و حكومته العتيده فإن أفضل طرق إثباتها لا يكون بمواصلة حرب الغلاء و تراجع الخدمات التي تشن على جمهور عامة الناس , بل بالتوجه لملاحقة بضع عشرات من كبار لصوص الدولة الذين يحظون بالرعاية , سيما ان تقديم هؤلاء للعدالة يعطي رسالة قوية للواهبين الدوليين و يطمئنهم أن أموالهم التي وهبوها " لسواد عيوننا " تذهب لغاياتها و لا يسرقها احد.
هؤلاء نفضوا جيوب الدولة و شعبها دون ان يحظون بالحد الأدنى من مجرد العتاب !
لدى الحكومة خيارات متعددة للبت نهائيا بخيارات الطاقة في الاردن , الأول أن تستعيد مواردها التي نهبت عبر حملة قضائية تحقق بشكل جدي بكل البيوعات الباطلة التي شهدتها الدولة و بذلك يتحقق وفر مالي للخزينة من جهة وتستعاد قطاعات هائلة لتشغيل الاردنيين بعقلية جديدة أساسها التطوير والمنافسة وإثبات الذات بعيدا عن الترهل الحكومي المعتاد و المتعمد !
ثانيا , لدينا خيارات الطاقة البديلة التي ينعم الاردن بوافر منها بحكم موقعه الجغرافي . ليس بالضروره أن يصبح اعتمادنا على هذه الطاقة بشكل كلي لكن الوصول لنسبة 25% منها فقط يحقق أريحية مالية حتى لو عاد النفط للصعود .
ثالثا , لم يعد مقبولا الرضوخ لمقولة و عقلية محدودية الموارد في بلدنا , هناك دراسات متعددة لأردنيين من أصحاب الخبرة تؤكد إمكانية وجود مصادر طبيعية للطاقة و بكميات تكفي لنقل الاردن لمستويات اقتصادية متقدمة ,من الواجب تنظيم ورشة وطنية لدعوة شركات النفط الكبرى صاحبة الخبرة و السمعة للشروع بالتنقيب و تسهيل عملها وعزل السماسرة عنها .
رابعا , حتى لو افترضنا أن كل ما سبق غير متوفر و لا يمكن – لاي سبب كان - العمل به , هل بات دخل المواطن الاردني كافيا للعيش بالحد الأدنى حتى بدون رفع الأسعار من جديد ؟! و هل يعمل الأردنيون لمجرد دفع فواتير دون الحد الادنى من الرفاه و الامان الإجتماعي ؟!
لتنقطع المساعدات و القروض التي باتت تعد في هذا الزمن البائس و كأنها إنجاز يحسب للحكومات ! بماذا استفاد الشعب الاردني من هذه القروض و المساعدات ؟! شوارع مهترئة , و خدمات نظافة متردية , ومستشفيات تنافس المسالخ , و مياه شحيحة , و مدارس حكومية تشبه معتقلات التعذيب . مع أننا اصلا ندفع رسوما و ضرائب تغطي كل تلك الخدمات ومن المفترض أن تطورها اكثر المساعدات و القروض المزعومة !
إذا كانت " الرجولة " بمفهومكم هي تجويع الناس و التنكيل بهم , فلتكن الحكومة القادمة كلها من أطفال الحضانة !

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير