منسف خليجي !
ادهم غرايبة
جو 24 : يثير رعبي و قلقي و اشمئزازي القصف العشوائي الذي يحترفه معظم الحراكيين و السياسيين الأردنيين و عدم خجلهم من إتخاذهم لمواقف متناقضه في ذات الوقت .
لا تحتاج لجهد كبير لتكتشف تفشي عقلية الإستعلاء التي يمارسها أغلبنا على دول الخليج العربي تحديدا وروح التنابز غير المبررة تجاه عمقنا الإستراتيجي , و الغريب حقا أن أكثر هؤلاء يحسبون أنفسهم عروبيون و دعاة وحدة ويتخذون مواقف عدائية من دول الخليج وأهلها لإعتبارات غير أردنية أصلا !
في إطار الإعداد لهذا المقال كنت أفكر في سرد إحصاءات تتعلق بحقائق إقتصادية و تنموية تتعلق بدول الخليج و أخرى تتعلق بالأثر الذي يتركه عمل أكثر من نصف مليون أردني في تلك الدول فوجدت أن الموضوع ليس هينا و مرعب و لا يسر أحدا من الشتامين و هم يتكاثرون للأسف!
النبز من دول الخليج عادة ما يتعلق بوضعها الجيوسياسي والديموغرافي فاذا كانت " البحرين و قطر تشتركان في حمام واحد " فلماذا نسعى إذا للحصول على وظائف هناك و نعفي أنفسنا من الوقوف في طوابير أمام الحمام إياه؟! ثم من قال أن الاردن إمبراطورية؟ ترى ماذا يقال عنا في دولة مثل الهند؟! دعك من الصين!
كاتب هذا المقال يعلم أن الدفاع عن دول الخليج يحيله الى هدف ترميه سهام التشكيك ورماح تهم التكسب التي أصبحت تسيطر على العقول , في الوقت الذي عانى فيه من ظلم كبير وعائلته في احدى تلك الدول لاسباب تتعلق بخلافات شخصية على مستويات عليا هو و غيره من الاردنيين لاسباب خارجة عن إرادتهم و كان أولى به أن يسعى للشتم من باب اهواء النفس و ميولها لإنتقام معنوي على أقل تقدير سيما انه لا يعيش في تلك الدولة ! , و لو كان من هدف شخصي وراء كتابة هذا المقال لكان أسهل لكاتبه أن " يسحج " في وطنه ليحظى بموقع لائق و هو يعلم أن ثمة من يرحب بذلك ! , لكنه في الحقيقة يدافع عن المصلحة الوطنية الأردنية قبل غيرها و عن سمعة شعبة التي تحظى بكل الاحترام و التبجيل في الخليج العربي و يحزنه أن يمسها الضر أو أن يصيبها الوهن . لذا إسمحوا لي بحكم الخبرة و التعايش أن أطلعكم على ما قد يحظى به " معلم مدرسة " أردني في احدى تلك الدول : راتب يصل لنحو ثلاثة الاف دينار أردني مع سكن مفروش " و مياه لا تنقطع " و تذاكر سفر و مدارس للاولاد. فهل يحصل دكتور جامعي في الاردن على ربع ذلك ؟!
قد تقولون المقارنة ظالمة بسبب فرق المداخيل و هنا إسمحوا لي إن اذكركم بدراسة تؤكد أن في الاردن نحو 30 مليار برميل نفط مخزنة في الصخر الزيتي لم تستخرج الى الأن , فضلا عن قائمة طويلة من الثروات التي بيعت و مساعدات تبخرت بدون وجه حق و لم يتم تطويرها و استثمارها لصالح أهلها !
تتنوع إمتيازات العمل في الخليج و تتفاوت الرواتب و المزايا , لكنها تبقى مجزية سيما أن حفرة الإنهدام في الأردن اصبحت اعلى منسوبا من مستوى الحياة فيه ببركة بضعة لصوص لم نستطع مواجهتهم و وقفهم عند حدودهم !
بيينا و بين أهل الخليج إرث طويل من المحبة و التقدير و بيننا سمات إجتماعية مشتركة يقدرونها سيما أن المجتمع الأردني يعد حلقة وصل بين الشامي و العراقي و الخليجي .
دول الخليج اليوم وصلت الى مستويات متقدمة في كل المجالات و احثك عزيزي القارئ أن تستعين بالشبكة العنكبوتيه لترى النهضة العمرانية الخرافية و مستوى الخدمات العامة الراقي . فقد إنعكست مداخيل النفط لتطوير الحياة , لذا بقيت ثروة الخليج لأهلها و لا يمكن خصخصتها كما فعل بعض الجهابذة عندنا ! و ارتدت نفعا ايضا على كثير من العرب بشكل مباشر و غير مباشر مثل توظيف ملايين العرب و تحويل مساعدات الى دول عربية ليس ذنب اهل الخليج ان لصوصا في تلك الاوطان قد وظفوها لغاياتهم الشخصية .
عزيزي الناشط الاردني و أنت تسخر من لباس أهل الخليج تذكر انه بالأصل لباس أجدادك أنت ! و انه يشرف الشعوب و لا يعيبها تمسكها بتراثها الاجتماعي الذي يميزها عن باقي الشعوب , الا يثير اعجابنا تقدم اليابان و تمسكها بموروثها الشعبي ؟!
و تذكر جيدا ان المندي و الكبسه كما المنسف بالنسبة لك... اذا كنت ما زلت تذكر طعم و شكل المنسف طبعا !
في الوقت الذي لنا فيه ملاحظات كبيرة على اداء وزارة الخارجية الاردنية فإن اداءها يظل افضل بكثير من اراء النشطاء الذين بفضلهم لن يبقى لنا حليف و لا صديق , بعضهم لا يريد علاقة مع العرق إلا اذا عاد حزب البعث للحكم ! و البعض يريد إسقاط نظام الحكم في سوريا مفضلا عليه " داعش " و البعض يريد قطع العلاقات مع الخليج بسبب موقفها من النظام السوري ! و البعض لا يكتفي بدعوته لقطع العلاقات مع ايران لانها " شيعيه " بل يريد تجهيز جيش لاعادة فتح طهران ! و البعض يريد عودة " الاخوان "لمصر كشرط اساسي لتطوير العلاقة معها و كل ذلك بينه و بين مصلحتنا الوطنية " سفر سنه ضوئية " !
علاقة الأردن بالخليج يجب ان تتعزز دوما و هي علاقة إجتماعية مثلما هي علاقة نفعية تستفيد منها كل الاطراف . حوالات المغتربين هناك تصل لنحو ثلث الناتج المحلي الاردني,العام الماضي دخل الاردن نحو 3.65 مليار دولار ! و قدمت دول الخليج مؤخرا ما قيمته 3.75 مليار دولار مساعدات من المفترض ان ترتد بالنفع على حياة الاردنيين اذا قدر لها ان توظف لغاياتها و عفت نفوس البعض عن مد يدها نحوها !
و اذا كان من ثمة ملاحظات على هذه العلاقات فيجب ان تتعلق بالتكافئ و الاحترام المتبادل و الحرص على دفعها الى الامام و الحرص على ابداء وجهات النظر بمحبة وصدق و وضوح سيما ان الاردني يحظى بتقدير و احترام شعوب الخليج و صورته ان صادق و جاد و يحترم نفسه مثلما يحترم الاخرين.
لا تحتاج لجهد كبير لتكتشف تفشي عقلية الإستعلاء التي يمارسها أغلبنا على دول الخليج العربي تحديدا وروح التنابز غير المبررة تجاه عمقنا الإستراتيجي , و الغريب حقا أن أكثر هؤلاء يحسبون أنفسهم عروبيون و دعاة وحدة ويتخذون مواقف عدائية من دول الخليج وأهلها لإعتبارات غير أردنية أصلا !
في إطار الإعداد لهذا المقال كنت أفكر في سرد إحصاءات تتعلق بحقائق إقتصادية و تنموية تتعلق بدول الخليج و أخرى تتعلق بالأثر الذي يتركه عمل أكثر من نصف مليون أردني في تلك الدول فوجدت أن الموضوع ليس هينا و مرعب و لا يسر أحدا من الشتامين و هم يتكاثرون للأسف!
النبز من دول الخليج عادة ما يتعلق بوضعها الجيوسياسي والديموغرافي فاذا كانت " البحرين و قطر تشتركان في حمام واحد " فلماذا نسعى إذا للحصول على وظائف هناك و نعفي أنفسنا من الوقوف في طوابير أمام الحمام إياه؟! ثم من قال أن الاردن إمبراطورية؟ ترى ماذا يقال عنا في دولة مثل الهند؟! دعك من الصين!
كاتب هذا المقال يعلم أن الدفاع عن دول الخليج يحيله الى هدف ترميه سهام التشكيك ورماح تهم التكسب التي أصبحت تسيطر على العقول , في الوقت الذي عانى فيه من ظلم كبير وعائلته في احدى تلك الدول لاسباب تتعلق بخلافات شخصية على مستويات عليا هو و غيره من الاردنيين لاسباب خارجة عن إرادتهم و كان أولى به أن يسعى للشتم من باب اهواء النفس و ميولها لإنتقام معنوي على أقل تقدير سيما انه لا يعيش في تلك الدولة ! , و لو كان من هدف شخصي وراء كتابة هذا المقال لكان أسهل لكاتبه أن " يسحج " في وطنه ليحظى بموقع لائق و هو يعلم أن ثمة من يرحب بذلك ! , لكنه في الحقيقة يدافع عن المصلحة الوطنية الأردنية قبل غيرها و عن سمعة شعبة التي تحظى بكل الاحترام و التبجيل في الخليج العربي و يحزنه أن يمسها الضر أو أن يصيبها الوهن . لذا إسمحوا لي بحكم الخبرة و التعايش أن أطلعكم على ما قد يحظى به " معلم مدرسة " أردني في احدى تلك الدول : راتب يصل لنحو ثلاثة الاف دينار أردني مع سكن مفروش " و مياه لا تنقطع " و تذاكر سفر و مدارس للاولاد. فهل يحصل دكتور جامعي في الاردن على ربع ذلك ؟!
قد تقولون المقارنة ظالمة بسبب فرق المداخيل و هنا إسمحوا لي إن اذكركم بدراسة تؤكد أن في الاردن نحو 30 مليار برميل نفط مخزنة في الصخر الزيتي لم تستخرج الى الأن , فضلا عن قائمة طويلة من الثروات التي بيعت و مساعدات تبخرت بدون وجه حق و لم يتم تطويرها و استثمارها لصالح أهلها !
تتنوع إمتيازات العمل في الخليج و تتفاوت الرواتب و المزايا , لكنها تبقى مجزية سيما أن حفرة الإنهدام في الأردن اصبحت اعلى منسوبا من مستوى الحياة فيه ببركة بضعة لصوص لم نستطع مواجهتهم و وقفهم عند حدودهم !
بيينا و بين أهل الخليج إرث طويل من المحبة و التقدير و بيننا سمات إجتماعية مشتركة يقدرونها سيما أن المجتمع الأردني يعد حلقة وصل بين الشامي و العراقي و الخليجي .
دول الخليج اليوم وصلت الى مستويات متقدمة في كل المجالات و احثك عزيزي القارئ أن تستعين بالشبكة العنكبوتيه لترى النهضة العمرانية الخرافية و مستوى الخدمات العامة الراقي . فقد إنعكست مداخيل النفط لتطوير الحياة , لذا بقيت ثروة الخليج لأهلها و لا يمكن خصخصتها كما فعل بعض الجهابذة عندنا ! و ارتدت نفعا ايضا على كثير من العرب بشكل مباشر و غير مباشر مثل توظيف ملايين العرب و تحويل مساعدات الى دول عربية ليس ذنب اهل الخليج ان لصوصا في تلك الاوطان قد وظفوها لغاياتهم الشخصية .
عزيزي الناشط الاردني و أنت تسخر من لباس أهل الخليج تذكر انه بالأصل لباس أجدادك أنت ! و انه يشرف الشعوب و لا يعيبها تمسكها بتراثها الاجتماعي الذي يميزها عن باقي الشعوب , الا يثير اعجابنا تقدم اليابان و تمسكها بموروثها الشعبي ؟!
و تذكر جيدا ان المندي و الكبسه كما المنسف بالنسبة لك... اذا كنت ما زلت تذكر طعم و شكل المنسف طبعا !
في الوقت الذي لنا فيه ملاحظات كبيرة على اداء وزارة الخارجية الاردنية فإن اداءها يظل افضل بكثير من اراء النشطاء الذين بفضلهم لن يبقى لنا حليف و لا صديق , بعضهم لا يريد علاقة مع العرق إلا اذا عاد حزب البعث للحكم ! و البعض يريد إسقاط نظام الحكم في سوريا مفضلا عليه " داعش " و البعض يريد قطع العلاقات مع الخليج بسبب موقفها من النظام السوري ! و البعض لا يكتفي بدعوته لقطع العلاقات مع ايران لانها " شيعيه " بل يريد تجهيز جيش لاعادة فتح طهران ! و البعض يريد عودة " الاخوان "لمصر كشرط اساسي لتطوير العلاقة معها و كل ذلك بينه و بين مصلحتنا الوطنية " سفر سنه ضوئية " !
علاقة الأردن بالخليج يجب ان تتعزز دوما و هي علاقة إجتماعية مثلما هي علاقة نفعية تستفيد منها كل الاطراف . حوالات المغتربين هناك تصل لنحو ثلث الناتج المحلي الاردني,العام الماضي دخل الاردن نحو 3.65 مليار دولار ! و قدمت دول الخليج مؤخرا ما قيمته 3.75 مليار دولار مساعدات من المفترض ان ترتد بالنفع على حياة الاردنيين اذا قدر لها ان توظف لغاياتها و عفت نفوس البعض عن مد يدها نحوها !
و اذا كان من ثمة ملاحظات على هذه العلاقات فيجب ان تتعلق بالتكافئ و الاحترام المتبادل و الحرص على دفعها الى الامام و الحرص على ابداء وجهات النظر بمحبة وصدق و وضوح سيما ان الاردني يحظى بتقدير و احترام شعوب الخليج و صورته ان صادق و جاد و يحترم نفسه مثلما يحترم الاخرين.