jo24_banner
jo24_banner

دفاعا عن الأردن لا إيران

ادهم غرايبة
جو 24 : أصدر حزب مسجل في وزراة الداخلية الأردنية إسمه حزب "الوسط" الاسلامي بيانا صحفيا يحذر فيه ما أسماه ب "إغراءات" السفير الإيراني في عمان وحذر أصحاب القرار من الإنسياق وراء الأهداف المادية التي عرضها السفير!

بيان مختصر، وحسنا أنه كذلك. لأن لا رغبة لأحد بقرأة شيء خصوصا إذا كان بيانا حزبيا!. هو مختصر لكنه مخجل أيضا! وينم عن تطرف لا يليق بحزب يدعي أنه "وسطي" سيما أننا في وقت أحوج ما نكون فيه للتصدي لأي أفكار إقصائية، وينبغي علينا التحصن لمواجهة الوباء الطائفي الذي زاد تفتيت "خير أمة أخرجت للناس"! وجعلها تشيح بقلوبها وضمائرها عما يحدث في القدس الشريف لإنشغالها بتدمير نفسها!

لست هنا بصدد الدفاع عن العلاقة مع إيران ولا عن لقاءات سفيرها في عمان لسبب بسيط جدا, فلا ايران ولا سفيرها يحتاجان لمن يدافع عنهم اصلا، لقاءات السفير وأحاديثه علنية، وضمن اختصاصه، ومهامه التي جاء لاجلها، وليس فيها عيب، ولا تسيء للاردن بشيء، لا بل انه تقدم ب "اغراءات" يستفيد منها الاردن وايران معا، وهذا هو جوهر عمل اي سفير في العالم. وليس صحيحا أنه حينما تحدث عن بترول الأردن قاصدا فتح باب السياحة الدينية للايرانيين كما جاء في نص البيان الذي أقترفه أحد أئمة المساجد في حزب الوسط اياه على ما يبدو. فالسفير تحدث في حيثيات مختلفة، وفرق بين بترول الاردن -الذي تحدث عنه فنيا- وعن امكانية تنظيم زيارات للأضرحة التي تحظى باهتمام لدى الشيعه في مقام مختلف كليا. ثم ما العيب من تنظيم افواج سياحية تدخل لنا عملة صعبة وتساهم في رفع مستوى معيشة أهل المناطق التي تحوي تلك الأضرحة؟!

هل نخاف من التشيع لمجرد حضور بضع إيرانيين؟! هل إيماننا بالمذهب السني هش لهذا الحد ؟ طيب لماذا لا نستغل فرصة زياراتهم ونتحاور معهم عسانا نقنعهم بمذهب أهل السنه؟! لماذا ننكر زيارة الشيعة - وهم أهل اسلام - فيما لا يعترض أحد على زيارة أفواج سياحية "اسرائيليه" تسبب احداها بمقتل شرطي أردني دون الإمساك بالمذنب وتقديمه للعدالة؟!

لدينا مصالح كبيرة مع ايران وهذه المصالح يجب الا تتناقض مع مصالحنا مع الدول العربية الاخرى حتما ولعلنا أمام نموذج إماراتي – إيراني يتم فيه تقديم المصالح دون التنازل عن حق المطالبة بالجزر الاماراتية الثلاث. نحتاج لعقليات أكثر إنفتاحا لجني المكاسب تلك وأعول شخصيا على ذكاء وثقافة سفيرنا عبد الله ابو رمان في دفعها الى الامام.

ما الذي نعيبه على إيران اليوم ويدعونا لكل هذا العداء؟! هل لكونها دولة ذات حضور إقليمي طاغي وقوي ومتغلغله في اكثر من بلد عربي؟! هل نلومها ام نلوم انفسنا اذا؟! هل المطلوب منها أن تكون فاسدة ومديونة وبلا هوية وطنية كي ترضينا؟!

هل نعيب على إيران "فارسيتها" فيما نحن نتغنى بعروبة تشهر خناجرها بوجه أهلها بعد ان استبدلت ياسمينها القومي باشواك الطائفية؟!

هل نعيب على ايران تشيعها ونحن العرب من صدر لها التشيع اصلا؟! التشيع الذي لا يعرف معناه غالبية الناس برغم اني شخصيا غير معجب به بحكم حيادي الديني.

نحن في الاردن تحديدا يجب أن نتأمل في ما حولنا عسانا نعي كارثية النهج الطائفي والتكفيري الذي عانت منه المنطقة، سيما اننا اصلا مجتمع شبه موحد طائفيا. فلماذا نسمح لبضع فاشلين في الحياة ان ينشروا أحقادهم وجنونهم مستغلين التراجع الهائل في مستوى العيش وجهل الناس وبؤسهم؟!

حزب يدعي أنه "وسطي" يصدر بيانا يستعدي فيه ايران وسفيرها لانهم شيعة، فما هو "التشدد" اذا؟!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير