jo24_banner
jo24_banner

مستشار شؤون المراسم !

ادهم غرايبة
جو 24 : الخبر هامشي تماما , لم تنشره أغلب المواقع الإخبارية الأردنية . و أدعي أن من قرأه – بالصدفة مثلي – لا يزيدون عن العشرات .

ليس ما يجذبني للكتابة حوله هو وجود اسم التنظيم الحزبي و انتخاب هيئات " إضافية " برئاسة " الشيخ " فلان الفلاني – بحسب نص الخبر في أحد المواقع الإلكترونية – بل جذبتني سابقة في العمل الحزبي تتمثل في خلق منصب غير مسبوق ابتكره هذا الحزب – الذي أُجل و احترم كل منتسبيه بصفتهم الشخصية – من حيث أنهم انتخبوا أحد " رفاقهم " ليتولى مهام تاريخية عبر منصب " مستشار شؤون المراسم " !!

الصورة المرفقة مع الخبر تظهر اجتماعا لطاعنين في السن يرتدي اغلبهم اللباس التقليدي الاردني حتى أن أحدهم ظهر ب" الفروه " بينهم بضع شباب و بعض الصبية !

لم أسمع بالحزب من قبل , و قد يكون هذا عيبا مشتركا مني و من الحزب المقصر الذي لا يطلع العامة على " أفكاره " و" منطلقاته الفكرية " و" مواقفه الوطنية " , لكني لم افهم حتما حاجة الحزب لمنصب " مستشار شؤون المراسم " مثلا ؟!

الحزب الشيوعي الصيني الطاعن في الحكم و الإنجازات في الصين , و الذي يحوي عشرات الملايين من الأعضاء , أكاد أجزم أن ليس فيه منصبا مشابها للمنصب الذي إبتكره الحزب الأردني اياه الذي لا نعرف امتداداته و لا إنجازاته .

ما يلفت النظر أيضا هو الإصرار على الزج بلقب " الشيخ " لوصف الأمين العام للحزب,فالمشيخه لها بعد إجتماعي بالكاد هو موجود أصلا لدى بعض الفئات الاجتماعية , و لا علاقة له بفكر سياسي ومهام يفترض انها وطنية نضالية .

إستنفرت و احتدت الجهات المختصة بالعمل الحزبي حينما تقدمت تيارات وطنية تتبنى وجهات نظر جريئة و حازمة , مثل حزب " المؤتمر الوطني الاردني " و " حزب التحرر الوطني الاجتماعي " و سعت لإفشال حقهما المشروع في العمل الحزبي تحت غطاء قانوني , فيما " تغرش " هذه الجهات عن تجاوزات خطيرة لقانون الأحزاب , منها عدد المنتسبين لأغلب هذه التنظيمات سواء التي لا تعارض التوجهات الرسمية او تلك التي تحسب على " المعارضة التقليدية " التي لا تضع الهوية الوطنية الاردنية على قائمة اولوياتها و تتمسك بخطابات روتينية ولى زمانها , و التي باتت متوافرة في السوق الحزبي لغايات تتعلق بالديكور الديمقراطي الذي تتدعيه " الدولة " , و منها ما هو واجهة لجهات رسمية تريد تسخير هذه الأحزاب لغايات أمنية و سياسية قد تقتضيها المرحلة لاحقا , فضلا عن تشويه و تنفير الناس من العمل السياسي المنظم من خلال تسخيف أداء و شكل بعض الأحزاب التي تدار من " موظفين رسميين " . مثلما تم تسخيف الدور الرقابي و التشريعي لمجلس النواب عبر تنجيح و ادارة نواب " مفتعلين " , و أنا هنا لا أقصد بالضرورة الحزب الذي تناوله الخبر أياه الذي أتمنى لكل كوادره و " قياداته " و " مفكريه " كل خير , بما فيهم الرفيق " مستشار شؤون المراسم " حتما !
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير