إعادة تدوير الفشل
ادهم غرايبة
فهل بتنا في زمن يسجل للمسؤول أنه أستطاع تنظيف الشوارع ؟!
هل بات حلما أن تكون شوارعنا نظيفة ؟!
..............
الغريب ان الرئيس السابق للعقبة الاقتصادية - د.كامل محادين - لم ينجح حتى في موضوع النظافة العامة في مدينة عرف عنها طويلا نظافتها سيما أن مساحتها و عدد سكانها لا يشكلان تحديا برغم أعداد السائحين . ومع إخفاقه حتى في أبسط المواضيع إلا أنه أعفي من منصبة ليعين في منصب أخر بدلا من إقصائه على أقل تقدير !
قيل في أداء " د. المحادين " ما قيل , و " للرجل " تاريخ طويل من المواقف الإشكالية مع أهل المدينة و مفاصل إقتصادية حساسة فيها , و قد طال بقاءه في سلطة العقبة الإقتصادية كي لا يقال ان أطرافا شعبية - على رأسها بعض نواب العقبة - قد نجحوا في الخلاص منه و كأن معاندة الرغبة الشعبية و مناكفة تطلعات الناس و عدم الاستجابة لمظالمهم بطولة و حكمه و دليل قوة !
يقال عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الكثير . و نسمع قصصا غريبة , فما من دخان فساد بدون نار الحكومة .فتسمع عن محسوبيات توصل شقيق نائب مشكوك في أمره أصلا لموقع قيادي بلا وجه حق , و رؤوساء دوائر بلا مؤهلات دراسية يعمل تحت قياتهم من يحملون شهادات عليا و لديهم كفاءات و خبرات محترمة و رواتب " بالهبل " لأشخاص لا يفيدون المدينة بشيء !
عموما هذا يحدث في عموم وزارات و مؤسسات البلد الكبرى , فحيثما يفشل طبيب في عيادته يأتون به وزيرا للصحة و حيثما يفشل معلم شاورما تجده وزيرا للسياحة واترك القائمة الطويلة لمخيلتك .
من الغريب و المعيب حقا أن أطرافا متحكمة في الاردن تهبط بمستوى طموحاتنا الى حل مشكلات النظافة التي ندفع لأجلها الضرائب و الرسوم التي تدر أرباحا على الحكومة اكثر من الكلف الحقيقة و مع ذلك تتفاقم المشكلة التي لا تحتاج لاكثر من صيانة سيارات النظافة المتوفرة و شراء المزيد منها فضلا عن التفكير بطرق بسيطة يتحمل فيها الناس مسؤولياتهم تجاه نظافة مدنهم و قراهم , فكيف نتوقع من هكذا حكومات حلولا لمشاكل الطاقة و المواصلات و تطوير التعليم و الخدمات الصحية و الامن الغذائي و الاصلاح السياسي ؟!
...............
لا مشكلة لدي في أن يستلم ذات الشخص اكثر من منصب بشرط ان يثبت نجاحة و يبرهن على عفته و يبدي حرصا على التغيير الايجابي أما أن يكون رصيده من الانجازات في السالب و رصيده في البنك بالموجب فهذا تجب محاسبته و تغريمه لا تكريمه .
بالمناسبة ,أكثر ما يحتاج ل " إعادة التدوير " في بلدنا هي القمامة !
فالمشروع طال انتظاره .