عصفورنا لم يحلّق بعيدا ً !!
ماجد شاهين
جو 24 : بعد موت العصفور ، اتّصلت هاتفياً بالولد الشقيّ و قبل أن أقول شيئاً ، سبقني بقوله : ( العصفور مات ) ، ولا يعنيه هنا أن يقدّم فعل الموت أو يؤخره ، فذهنه منشغلٌ بصيده الثمين و لعبته التي فقدها .
▪ لا أعلم ، على وجه الدّقة ، ولا أعرف ، من الذي اخترع أو اكتشف فكرة صنع ِ ( النقّافة ) أو ( المقليعة ) ، كما نعرفها في اللهجة الدارجة .. فالفكرة تنطوي على اجتياح أماكن وأجساد من دون استئذان ، ما يشكّل تعدّياً سافراً على كائنات حيّة لها الحقّ كلّه في العيش والتحليق و الغناء والشدو والبكاء والصراخ وبلهجتها الخاصّة .. فكرة الصيد أو الاصطياد أو التصيّد لا تغادر مربّع الخبث واللؤم وانتهاك قوانين الحياة ، وإلاّ لماذا نباغت ُ طائراً مغرّداً محلقاً ونلقي القبض عليه بحجر أو عصا ، وقد نرديه صريعاً وتتناوله القطط أو في أحسن الأحوال يغدو جزءاً من قمامة ، أو نصطاده حيّاً فنضعه في قفص محكم الإغلاق ونلقمه حبوباً عن غير رغبته ، بينما كان في تحليقه يقطف عطراً من هنا و طعماً من هناك ، على غصن ٍ أو من فم وردة أو عند حافّة مجرى مياه شهدَ ذات يوم قصة لقاء ٍ بين اثنين ، فسجّل في ذرّات الماء كلمة محبة أو احتفظ بسرّ غير قابل للبوح ؟
▪ كنّا ، مساء الأحد 30 _ 5 _ 2010 ، تسابقنا في المنزل في محاولة لإرضاء رغبات العصفور ، هذا يقرّبه من حفنة ماء ليشرب وتلك تحاول عنوة أن تلقمه شيئاً من طعام ... من قال لنا ولكل الدنيا أن العصافير تأكل وفق أهوائنا وتشرب عبر ( حنفيّاتنا ) ؟ في آخر الأمر نام العصفور البارحة في غرفة شبه معتمة وفي وعاء بلاستيكيّ كنا استخدمناه ذات يوم لغاية منزليّة ... وفي الصباح كان العصفور يعاني من ( كسر ٍ واضح ٍ في ساقه ) .. من أين جاء الكسر وكيف ؟ لا أحد يعلم ... لكنّ تطويع الكائنات الرقيقة يتلف وجدانها ويذيب قلبها فيذوي ويموت !
▪ نسيت أن أشير إلى ( التوت ) ، حينما حشرنا العصفور ودفعناه لتناول شيء من الطعام ، كانت حبات التوت قريبة فنقرها و كرّر فعلته في مشهد يدلّ على ( تلذّذ و استطابه ) ... لقد استطاب للعصفور مذاق التوت فتناول منه ما استطاع .. لا ندري لماذا ، ولكن أوراق التوت في حياتنا أخذت في تساقط مريع ٍ وانكشف المخبوء .
▪ بالمناسبة ، قصة العصفور حدثت و بالشكل الذي سردناه ، وكنا في وقت مضى وارينا عصفوراً مشابهاً التراب ، لكن العابثين وبعد يوم واحد نبشوا قبر العصفور وتركوه نهباً للمجهول ... أمّا ( التوت ) فتلك مصادفة جاءت من ( صحن توت ) كان حصّتنا الأسبوعية من ( جدّة الأولاد ) الغالية ، فشجرة توتهم مثمرة وفي العادة يصيبنا منها خير .
▪ هل كان صحيحاً ، ما يُشاع ، أننا نفشل في خنق أرواحنا أو نهرب من أوجاعنا ، فلنجأ إلى خنق العصافير ؟ أيّ ساديّة وخبث وقهر و موات ٍ هذا ؟
▪ لا أعلم ، على وجه الدّقة ، ولا أعرف ، من الذي اخترع أو اكتشف فكرة صنع ِ ( النقّافة ) أو ( المقليعة ) ، كما نعرفها في اللهجة الدارجة .. فالفكرة تنطوي على اجتياح أماكن وأجساد من دون استئذان ، ما يشكّل تعدّياً سافراً على كائنات حيّة لها الحقّ كلّه في العيش والتحليق و الغناء والشدو والبكاء والصراخ وبلهجتها الخاصّة .. فكرة الصيد أو الاصطياد أو التصيّد لا تغادر مربّع الخبث واللؤم وانتهاك قوانين الحياة ، وإلاّ لماذا نباغت ُ طائراً مغرّداً محلقاً ونلقي القبض عليه بحجر أو عصا ، وقد نرديه صريعاً وتتناوله القطط أو في أحسن الأحوال يغدو جزءاً من قمامة ، أو نصطاده حيّاً فنضعه في قفص محكم الإغلاق ونلقمه حبوباً عن غير رغبته ، بينما كان في تحليقه يقطف عطراً من هنا و طعماً من هناك ، على غصن ٍ أو من فم وردة أو عند حافّة مجرى مياه شهدَ ذات يوم قصة لقاء ٍ بين اثنين ، فسجّل في ذرّات الماء كلمة محبة أو احتفظ بسرّ غير قابل للبوح ؟
▪ كنّا ، مساء الأحد 30 _ 5 _ 2010 ، تسابقنا في المنزل في محاولة لإرضاء رغبات العصفور ، هذا يقرّبه من حفنة ماء ليشرب وتلك تحاول عنوة أن تلقمه شيئاً من طعام ... من قال لنا ولكل الدنيا أن العصافير تأكل وفق أهوائنا وتشرب عبر ( حنفيّاتنا ) ؟ في آخر الأمر نام العصفور البارحة في غرفة شبه معتمة وفي وعاء بلاستيكيّ كنا استخدمناه ذات يوم لغاية منزليّة ... وفي الصباح كان العصفور يعاني من ( كسر ٍ واضح ٍ في ساقه ) .. من أين جاء الكسر وكيف ؟ لا أحد يعلم ... لكنّ تطويع الكائنات الرقيقة يتلف وجدانها ويذيب قلبها فيذوي ويموت !
▪ نسيت أن أشير إلى ( التوت ) ، حينما حشرنا العصفور ودفعناه لتناول شيء من الطعام ، كانت حبات التوت قريبة فنقرها و كرّر فعلته في مشهد يدلّ على ( تلذّذ و استطابه ) ... لقد استطاب للعصفور مذاق التوت فتناول منه ما استطاع .. لا ندري لماذا ، ولكن أوراق التوت في حياتنا أخذت في تساقط مريع ٍ وانكشف المخبوء .
▪ بالمناسبة ، قصة العصفور حدثت و بالشكل الذي سردناه ، وكنا في وقت مضى وارينا عصفوراً مشابهاً التراب ، لكن العابثين وبعد يوم واحد نبشوا قبر العصفور وتركوه نهباً للمجهول ... أمّا ( التوت ) فتلك مصادفة جاءت من ( صحن توت ) كان حصّتنا الأسبوعية من ( جدّة الأولاد ) الغالية ، فشجرة توتهم مثمرة وفي العادة يصيبنا منها خير .
▪ هل كان صحيحاً ، ما يُشاع ، أننا نفشل في خنق أرواحنا أو نهرب من أوجاعنا ، فلنجأ إلى خنق العصافير ؟ أيّ ساديّة وخبث وقهر و موات ٍ هذا ؟