التزمير والمقاعد الفارغة !
ماجد شاهين
جو 24 : ( 1 )
المقاعِد ُ ، فارغة كانت أم مملوءة ، تثير الأسئلة و تستدعي التمحيص والتدبّر والتروّي .
.. المقاعد صنفُ منها فارغ ٌ ، وصنف ٌ آخر مملوء ٌ .. هذا وصف للحالة المادّية للمقاعد .
.. لكنّ التوصيف الأشدّ عمقاً ، يكمن في أنّ هناك مقاعد فارغة مملوءة ، و مقاعد مملوءة فارغة ً !
.. الفارغ المملوء ، ذاك ما نراه بلا أحد ، في التصنيف الجسديّ ، أي ْ لا أحد يجلس عليه الآن ، لكنّه مملوء بهالة ٍ آدميّة لها إدهاشها .. وإذا تفحّصنا الحكاية نجد أن شخصاً ذا وزن ٍ و قيمة كان يجلس على المقعد وحين غادره لم تغادر هيبته أو شخصيّته .
( يغادرون نعم ، لكنّهم يتركون أثرهم و تأثيرهم وحضورهم في المكان ) .
....
أمّا المقاعد المملوء الفارغة ، فتلك يجلس فيها أشخاص ،أو نراها محشوّة ً بأجساد آدميّة ، لكنّنا لا نراهم ولا يتركون أثراً ولا يحدثون فرقاً .
( 2 )
الضاحك ُ مع / الضاحك ُ على / المضحوك معه / المضحوك عليه !
إن ْ كنت َ تحبّ الضحك أو تضحك ، فينبغي أن تكون في واحد من التصنيفات التالية :
" ضاحك مع " أو " ضاحك على " أو " مضحوك معك " أو " مضحوك عليك " !
.. الأمر المُستهجن والخطير و المفاجيء : أن يكتشف المرء أنه لا يقع ضمن عنوان محدّد من عناوين الضحك المذكورة .
المُستهجن ، بعد فوات الأوان ، ربّما ، أن يتجاهلك المصنِّـفون ولا يحسبونك في خانة من خانات الضحك وأن تجد حالك خارج إطار عناوين الضحك رغم الزمن كلّه الذي انقضى و أنت تحمل مع الناس عناوين ضحكهم و تشاركهم " القهقهة " !
.. تلك فتنة الوعي المتأخر أو فتنة انكشاف جاء بعد فوات الأوان .
.. يحدث ذلك كثيرا ً ، و أكثر .
( 3 )
تشتعل الزوامير ، في المركبات والعربات و ناقلات الحلويات والطبائخ ، على اختلاف ألوانها ، ويـُعْلى من شأن الزوامير تبعاً / ارتباطا ً بالأحداث والمناسبات والانتخابات و ربّما اللهو وحسب .
دهاة / حكماء / متخصصون / خبثاء ، يعلّقون و يضيفون : المهم ّ من يسمع الزامور والمهمّ كذلك من يزمّر في الآخر !
..هل التزمير ضرورة وطنيّة كبرى ؟
والذي يحدث أن :
... الرابح يزمّر وأنصاره يزمّرون .
والخاسر يزمّر لإعلان اعترافه بالهزيمة .
والمتفرّج يزمّر على سبيل المشاركة .
و عابر الطريق يزمّر على سبيل أنه ينبغي أن يمرّ في سرعة لأنه منشغل باحتفالية تزمير في مكان آخر .
أمّا الذي لا يزمّر ، بل تقوم الأطراف مجتمعة بإشعال حفلة تزمير عند رأسه ، ولا يكترث أو يعطي انتباها ً ، فهو الذي لعب َ بمفرده وغرّد حسب اشتهاءاته و لم يرقص في عتمة آخرين ولا حتى في عزّ نهارهم.
... هل التزمير مرض ٌ أم علاج ٌ أم احتجاج ؟
المقاعِد ُ ، فارغة كانت أم مملوءة ، تثير الأسئلة و تستدعي التمحيص والتدبّر والتروّي .
.. المقاعد صنفُ منها فارغ ٌ ، وصنف ٌ آخر مملوء ٌ .. هذا وصف للحالة المادّية للمقاعد .
.. لكنّ التوصيف الأشدّ عمقاً ، يكمن في أنّ هناك مقاعد فارغة مملوءة ، و مقاعد مملوءة فارغة ً !
.. الفارغ المملوء ، ذاك ما نراه بلا أحد ، في التصنيف الجسديّ ، أي ْ لا أحد يجلس عليه الآن ، لكنّه مملوء بهالة ٍ آدميّة لها إدهاشها .. وإذا تفحّصنا الحكاية نجد أن شخصاً ذا وزن ٍ و قيمة كان يجلس على المقعد وحين غادره لم تغادر هيبته أو شخصيّته .
( يغادرون نعم ، لكنّهم يتركون أثرهم و تأثيرهم وحضورهم في المكان ) .
....
أمّا المقاعد المملوء الفارغة ، فتلك يجلس فيها أشخاص ،أو نراها محشوّة ً بأجساد آدميّة ، لكنّنا لا نراهم ولا يتركون أثراً ولا يحدثون فرقاً .
( 2 )
الضاحك ُ مع / الضاحك ُ على / المضحوك معه / المضحوك عليه !
إن ْ كنت َ تحبّ الضحك أو تضحك ، فينبغي أن تكون في واحد من التصنيفات التالية :
" ضاحك مع " أو " ضاحك على " أو " مضحوك معك " أو " مضحوك عليك " !
.. الأمر المُستهجن والخطير و المفاجيء : أن يكتشف المرء أنه لا يقع ضمن عنوان محدّد من عناوين الضحك المذكورة .
المُستهجن ، بعد فوات الأوان ، ربّما ، أن يتجاهلك المصنِّـفون ولا يحسبونك في خانة من خانات الضحك وأن تجد حالك خارج إطار عناوين الضحك رغم الزمن كلّه الذي انقضى و أنت تحمل مع الناس عناوين ضحكهم و تشاركهم " القهقهة " !
.. تلك فتنة الوعي المتأخر أو فتنة انكشاف جاء بعد فوات الأوان .
.. يحدث ذلك كثيرا ً ، و أكثر .
( 3 )
تشتعل الزوامير ، في المركبات والعربات و ناقلات الحلويات والطبائخ ، على اختلاف ألوانها ، ويـُعْلى من شأن الزوامير تبعاً / ارتباطا ً بالأحداث والمناسبات والانتخابات و ربّما اللهو وحسب .
دهاة / حكماء / متخصصون / خبثاء ، يعلّقون و يضيفون : المهم ّ من يسمع الزامور والمهمّ كذلك من يزمّر في الآخر !
..هل التزمير ضرورة وطنيّة كبرى ؟
والذي يحدث أن :
... الرابح يزمّر وأنصاره يزمّرون .
والخاسر يزمّر لإعلان اعترافه بالهزيمة .
والمتفرّج يزمّر على سبيل المشاركة .
و عابر الطريق يزمّر على سبيل أنه ينبغي أن يمرّ في سرعة لأنه منشغل باحتفالية تزمير في مكان آخر .
أمّا الذي لا يزمّر ، بل تقوم الأطراف مجتمعة بإشعال حفلة تزمير عند رأسه ، ولا يكترث أو يعطي انتباها ً ، فهو الذي لعب َ بمفرده وغرّد حسب اشتهاءاته و لم يرقص في عتمة آخرين ولا حتى في عزّ نهارهم.
... هل التزمير مرض ٌ أم علاج ٌ أم احتجاج ؟