كانت مجرّد " فشخة " تثير فزعنا !
ماجد شاهين
جو 24 : في الأيام التي صارت فائتة وانقضت ، أيام زمان ، كانت الـــ
" فشخة " تـُعد ّ الحدث الأكبر في الحارات والأزقّة و أثناء الرجوع من المدارس أو اللعب في الساحات القليلة المجاورة للمنازل ، باستثناءات نادرة الحدوث .
والفشخة كانت تقع جرّاء مشاجرة / اشتجار / مشكلة / سوء تفاهم ، بين ولدين أو شابّين او كهلين في المدرسة أو الشارع أو السوق ، وأكبر صور " الطوشة " كانت تتجلّى في " رضّة " في كتف أحدهم جرّاء ضربة بقبضة اليد المغلقة أو جرّاء ضربة بعصا أو قطعة خشب ( قد تشبه الهراوة ولكن ليست بصلابتها ) ، وغالبا ً ما كانت تنتهي الطوشة إلى فض ّ اشتباك وتصالح في حينه و إذا تعرّض أحدهم إلى فشخة فإن الحاضرين يداوونها باليود الأحمر و القطن أو إذا كانت رضّة في الكتف أو كدمة في الوجه والجبين فإن الأمّهات كن ّ يتكفّلن بالمعالجة بالماء الفاتر والملح أو بزيت الزيتون الساخن .
..
غالبا ً كانت تنتهي المصادمات بأن يتطوّع المشاهدون لفضّ الاشتباك و يزجرون الأولاد بصوت مرتفع لكي يتفرقوا إن كانت الطوشة بين ولدين أو أكثر ، أمّا إن كانت مشاجرة بين كهلين أو رجلين فإن المقاهي غالباً ما تحتضن المصالحة وبخاصة حين تقع المشاجرة في الأسواق ، وقد كانت أبواب الدكاكين وعتباتها مكانا ً ملائماً للمصالحة بتناول الشاي و بقيام أطراف وسيطة بالضغط والتأثير على المتخاصمين للسلام على بعضهم و تكون احتفالية تبويس الرؤوس والاحتضان حاضرة .
التبويس فعل إيجابيّ تاريخيّا ً ، حين يكون وفق ضرورة و عند الحاجة .
..
في تلك الأيّام ، حين كانت نقطة دم واحدة تسيل من جرح في جبين أحدهم أو ظهره ، كنّا نعدّها حالة مؤلمة وكارثيّة ولا ينبغي أن تحدث .
..
الآن ، تُستَخدَم الأدوات الحادة والأسلحة والذخائر و في كلّ يوم نسمع عن ميتات بسبب اشتجارات هنا وهناك ولأسباب لا تقنع أحدا ً ، و نسمع عن وفيات جرّاء حوادث لم نكن نعهدها قبل سنوات ، و نسمع ونرى ما يحدث من فنون القتال والمنازلة بين أفراد وجماعات في الشوارع والحارات والأماكن العامة وربّما في وسائل النقل والجامعات ( وإن ْ بدت الآن تتراجع في مؤشر إيجابيّ ) ، وصار الدم مشهدا ً غير مستهجن ٍ ربما في كثير من المناطق .
الآن ، لا نكاد نتصفح موقعاً إخبارياً و نشاهده ونتابعه ،إلا ّ وتقع العين على مجموعة مخيفة من أخبار الموت والإصابات جرّاء مشاجرات هنا وهناك ولأسباب لا تبدو عميقة .
..
في الزمن الذي انقضى ، كنّا ننشغل بالمحبة والتلاقي النبيل و أحاديث الخير والفرح ، أمّا الآن فتشغلنا وبعنف أحوال التنابز الاجتماعيّ والحوادث المفجعة و التخاصمات غير المبرّرة و الافتراقات لأسباب واهية .
..
كلّنا نعرف الحكايات اليوميّة ، ولكن ّ السؤال : من أين جاء هذا التحوّل المفجع في أيامنا ومن أين جاء كلّ هذا الخوف والتوتر ؟
" فشخة " تـُعد ّ الحدث الأكبر في الحارات والأزقّة و أثناء الرجوع من المدارس أو اللعب في الساحات القليلة المجاورة للمنازل ، باستثناءات نادرة الحدوث .
والفشخة كانت تقع جرّاء مشاجرة / اشتجار / مشكلة / سوء تفاهم ، بين ولدين أو شابّين او كهلين في المدرسة أو الشارع أو السوق ، وأكبر صور " الطوشة " كانت تتجلّى في " رضّة " في كتف أحدهم جرّاء ضربة بقبضة اليد المغلقة أو جرّاء ضربة بعصا أو قطعة خشب ( قد تشبه الهراوة ولكن ليست بصلابتها ) ، وغالبا ً ما كانت تنتهي الطوشة إلى فض ّ اشتباك وتصالح في حينه و إذا تعرّض أحدهم إلى فشخة فإن الحاضرين يداوونها باليود الأحمر و القطن أو إذا كانت رضّة في الكتف أو كدمة في الوجه والجبين فإن الأمّهات كن ّ يتكفّلن بالمعالجة بالماء الفاتر والملح أو بزيت الزيتون الساخن .
..
غالبا ً كانت تنتهي المصادمات بأن يتطوّع المشاهدون لفضّ الاشتباك و يزجرون الأولاد بصوت مرتفع لكي يتفرقوا إن كانت الطوشة بين ولدين أو أكثر ، أمّا إن كانت مشاجرة بين كهلين أو رجلين فإن المقاهي غالباً ما تحتضن المصالحة وبخاصة حين تقع المشاجرة في الأسواق ، وقد كانت أبواب الدكاكين وعتباتها مكانا ً ملائماً للمصالحة بتناول الشاي و بقيام أطراف وسيطة بالضغط والتأثير على المتخاصمين للسلام على بعضهم و تكون احتفالية تبويس الرؤوس والاحتضان حاضرة .
التبويس فعل إيجابيّ تاريخيّا ً ، حين يكون وفق ضرورة و عند الحاجة .
..
في تلك الأيّام ، حين كانت نقطة دم واحدة تسيل من جرح في جبين أحدهم أو ظهره ، كنّا نعدّها حالة مؤلمة وكارثيّة ولا ينبغي أن تحدث .
..
الآن ، تُستَخدَم الأدوات الحادة والأسلحة والذخائر و في كلّ يوم نسمع عن ميتات بسبب اشتجارات هنا وهناك ولأسباب لا تقنع أحدا ً ، و نسمع عن وفيات جرّاء حوادث لم نكن نعهدها قبل سنوات ، و نسمع ونرى ما يحدث من فنون القتال والمنازلة بين أفراد وجماعات في الشوارع والحارات والأماكن العامة وربّما في وسائل النقل والجامعات ( وإن ْ بدت الآن تتراجع في مؤشر إيجابيّ ) ، وصار الدم مشهدا ً غير مستهجن ٍ ربما في كثير من المناطق .
الآن ، لا نكاد نتصفح موقعاً إخبارياً و نشاهده ونتابعه ،إلا ّ وتقع العين على مجموعة مخيفة من أخبار الموت والإصابات جرّاء مشاجرات هنا وهناك ولأسباب لا تبدو عميقة .
..
في الزمن الذي انقضى ، كنّا ننشغل بالمحبة والتلاقي النبيل و أحاديث الخير والفرح ، أمّا الآن فتشغلنا وبعنف أحوال التنابز الاجتماعيّ والحوادث المفجعة و التخاصمات غير المبرّرة و الافتراقات لأسباب واهية .
..
كلّنا نعرف الحكايات اليوميّة ، ولكن ّ السؤال : من أين جاء هذا التحوّل المفجع في أيامنا ومن أين جاء كلّ هذا الخوف والتوتر ؟