حين أطيحت في الدار حمامة ٌ !

جو 24 : منذ أزيد من أربعين سنة ، كان للعائلة منزل مستأجر ٌ ، و كانت على الجهة الداخلية للجدار / سور المنزل ، هناك صفائح معندية مفتوحة جُعلَت مساكن للحمام .. الأسرة كانت تعتني بتربية الحمام ، و أغصان البيلسان تظلّل الصفائح و تحمي الحمام من شمس ٍ حارقة متوقعة .
.. وهناك ليمونة ( شجرة ليمون ) تتغذّى من حفرة امتصاصيّة في وسط الدار / في المساحة القليلة التي يسمّونها فناء المنزل / باحته / مصطبته .. وفي التراب نباتات منزلية / نعنع وبقدونس و سواهما .
....
استيقظت من نوم ٍ مرتبك ، ذات يوم ، وأظنّه لم يكن يوم دوام ٍ مدرسيّ .. وجدت أبي و عددا ً من أفراد الأسرة يتحلّقون أو هم قريبون من حمامة نافقة / ميّتة / مقتولة ... لم أسأل ، فقد كان باب البيت مفتوحا ً ، جاءت عيناي / وقعت على أفعى متوسطة الحجم والطول مقتولة وملقاة في الشارع .
....
عرفت أن ّ الأفعى تسلّلت من الشارع إلى سور المنزل في محاولة منها لاقتناص حمامة أو عصفور .. استطاعت ، وعلى ما ظهر ، تلك الأفعى أن تلدغ / تقتل حمامة ضعيفة .. ولم أعلم إلى الآن كيف كان مقتل الحمامة .. ولم أعرف إلى الآن كيف فطن الوالد إلى وجود أفعى وحمامة ميّتة ..
....
الأفعى لقيت عقابا ً جرّاء اعتدائها على حمامة وادعة في صفيحة من التنك في دارنا / الأفعى مهروسة الرأس ملقاة في الشارع ، ربّما لتكون عبرة ً لكثير من كائنات معتدية .
....
الحمامة فقدت صوتها و لم تعد تهدل لنا ، بفعل اعتداء غادر أو عبثيّ من أفعى ، والأفعى لقيت مصيرا ً بشعا ً عقابا ً لها على فعلتها .. ما الذي دفع أفعى إلى اعتداء على حمامة ؟
....
الأفعى اعتدت وفقدت فحيحها أو صوتها المكروه ،
فيما نحن فقدنا هديل حمامة كانت تبدأ معنا النهار بالنشيد الجميل !
....
ما ضرّ لو اجترحنا عقوبة لكلّ أفعى تحاول بثّ سمومها بين حمامنا الوادع ؟