لا يجمعنا الرغيف .. لسنا شركاء !!
ماجد شاهين
جو 24 : إذا لم تكن مثلي، تخرج إلى الشارع والرصيف والسوق وتعرف ثمن " كيلو الدجاج " و تعرف أن الليمون يُباع الآن بالحبّة بعدما غدا من الأصناف خياليّة السعر، وتعرف أن صاحب البناية ينتظر لكي يحصل منك ومنّي أجرة المسكن وأن شركة الكهرباء لا تترك لك فاتورتك من دون حساب .
.. إذا لم تكن مثلي تعرف أن " عشرة دنانير " تقصم ظهر البعير والجمل والإنسان في مثل حالاتنا.
.. إذا لم يكن مسموحاً لي أن أكون مثلك تماماً في القول والرفض والمطالبة والحصول على الحق و أداء الواجب .
..
إذا لم يكن ذلك كلّه و أكثر ،
و إذا لم يتوضح المسكوت عنه ،
و إذا لم نتخلص من فزعة الكوز والجرّة ،
و إذا ..
...
إذا لم يكن ذلك كذلك ، فإننا لا ننفع أن نكون شركاء فقط في الخسارة !
هذا إذا أنت َ كنت َ قريباً من الخسارة .
...
لم يعد هناك سعي للتشارك في تحرير أوطان أو استرجاع الأندلس ، كلّ ما في الأمر أننا الآن نفترق ولا نتشارك معاناة لقمة الخبز أو طوابير الاصطفاف لطلب الحاجة .
...
إذا لم نكن على مسافة واحدة من الحق والواجب والمنفعة والصبر و التضحية ، فلن نكون شركاء في شيء .
...
كيف نكون شريكين أو أكثر، وأنت تسعى لكي تقدّم نفسك وتريدني فقط أن أكون رقماً في صندوقك أو شارعك أو منتداك أو في خطابك؟
وكيف يمكن أن نكون معاً وأنت لا تعرف رصيفي ولا شارعي ولا بائع الخضار الذي كثيراً ما يُشفق على حالنا ويحاول أن يقدّم ما يعتقد أنه ينفعنا، ولا تعرف بائع الشاي في الشارع وكيف نشتري شايا ونلوذ بالاكتفاء؟
وكيف يمكن أن نكون شركاء في الهمّ والغمّ والموقف والمستقبل وأنت تنشغل في رحلة مرتقبة بعدما عدت للتو ّ من رحلة قريبة، أو تنشغل بمكان وشكل وأسماء وحكايات تجمعها لتقيم لياليك الملاح احتفاء بميلاد صبيّ أو قطّة أو لمجرّد البهرجة؟
...
لا ينفع أن نكون شركاء، فأنت تبحث عن مليونك العاشر مثلا ً، فيما نحن، كثيرون، نبحث عن راتب شهريّ لا يزيد عن 300 دينار، ونسعى لكي لا يتآكل؟
...
لا أنت منشغل بي، ولا أنا مؤهل لكي أرتفع عندك!
...
لم تعد هناك قضايا أمّة يمكن أن تهتف في وجهي من أجلها، ولم تعد بلاد العرب حاضرة في اليوميّات !
...
أنت تبحث عن تيهك ،
و انا أسعى إلى الرغيف !
و لسنا شركاء .
.. إذا لم تكن مثلي تعرف أن " عشرة دنانير " تقصم ظهر البعير والجمل والإنسان في مثل حالاتنا.
.. إذا لم يكن مسموحاً لي أن أكون مثلك تماماً في القول والرفض والمطالبة والحصول على الحق و أداء الواجب .
..
إذا لم يكن ذلك كلّه و أكثر ،
و إذا لم يتوضح المسكوت عنه ،
و إذا لم نتخلص من فزعة الكوز والجرّة ،
و إذا ..
...
إذا لم يكن ذلك كذلك ، فإننا لا ننفع أن نكون شركاء فقط في الخسارة !
هذا إذا أنت َ كنت َ قريباً من الخسارة .
...
لم يعد هناك سعي للتشارك في تحرير أوطان أو استرجاع الأندلس ، كلّ ما في الأمر أننا الآن نفترق ولا نتشارك معاناة لقمة الخبز أو طوابير الاصطفاف لطلب الحاجة .
...
إذا لم نكن على مسافة واحدة من الحق والواجب والمنفعة والصبر و التضحية ، فلن نكون شركاء في شيء .
...
كيف نكون شريكين أو أكثر، وأنت تسعى لكي تقدّم نفسك وتريدني فقط أن أكون رقماً في صندوقك أو شارعك أو منتداك أو في خطابك؟
وكيف يمكن أن نكون معاً وأنت لا تعرف رصيفي ولا شارعي ولا بائع الخضار الذي كثيراً ما يُشفق على حالنا ويحاول أن يقدّم ما يعتقد أنه ينفعنا، ولا تعرف بائع الشاي في الشارع وكيف نشتري شايا ونلوذ بالاكتفاء؟
وكيف يمكن أن نكون شركاء في الهمّ والغمّ والموقف والمستقبل وأنت تنشغل في رحلة مرتقبة بعدما عدت للتو ّ من رحلة قريبة، أو تنشغل بمكان وشكل وأسماء وحكايات تجمعها لتقيم لياليك الملاح احتفاء بميلاد صبيّ أو قطّة أو لمجرّد البهرجة؟
...
لا ينفع أن نكون شركاء، فأنت تبحث عن مليونك العاشر مثلا ً، فيما نحن، كثيرون، نبحث عن راتب شهريّ لا يزيد عن 300 دينار، ونسعى لكي لا يتآكل؟
...
لا أنت منشغل بي، ولا أنا مؤهل لكي أرتفع عندك!
...
لم تعد هناك قضايا أمّة يمكن أن تهتف في وجهي من أجلها، ولم تعد بلاد العرب حاضرة في اليوميّات !
...
أنت تبحث عن تيهك ،
و انا أسعى إلى الرغيف !
و لسنا شركاء .