2024-09-02 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أوراق من أطراف الحكايات !

ماجد شاهين
جو 24 : ( 1 )

يـتدافع ُ الناس و يُهرَعون إلى " أسواق تبيع الوهم " و يـُقبـِلون على " شراء الوهم " بأكلاف عالية باهظة و يدفعونها عن طيب ِ خاطر ... أمّا " أسواق الحكمة " فلا أحد يرتادها و تبدو مقفرة رغم أنّها تمنح بضاعتها للناس بلا ثمن و من غير عناء .


( 2 )

المتروكون في طرف الهامش ، الذين يكتفون بالصبر والحكمة والقوت المُتاح والماء القليلة ، لا يأبهون بــ ِ / لــ ِ " غلواء و غلظة و صلف " المتغطرسين الذين يتعاملون مع الناس بوصفهم أرقاما ً وحسب أو بوصفهم حفاة ً على قارعة الطريق .
المتروكون على الهامش ، يفرحون بما لديهم ويكتفون ويدلقون ألسنتهم استهزاء بــ ِ " خيلاء زائفة " يمارسها آخرون .
المتروكون على الهامش ، و مع أنّهم لا يملكون مع يكفي لــ ِقوت يومهم ، إلا أنّهم لا يقيمون وزناً لغير القيم والحقّ والنفس المتواضعة .


( 3 )

أشدّ أو أكثر أنواع و صنوف الأسئلة سوءا ً و رداءة ً ، ليست الأسئلة التي لها إجابات رديئة .. بل تلك الأسئلة التي ينتظر طارحوها أن يسمعوا إجابات محدّدة تلائم أهواءهم واشتهاءاتهم وربّما تتوافق مع شيطناتهم .


( 4 )

العاشقـون المجانين ، يبذلون ما في وسعهم من عشق ، ولكنهم لا يحصدون ثمار عشقهم !

( 5 )


المدن الجميلة لا تحرق ُ قصائد شعرائها ، ولا تُلقي بهم في الغياب ..
المدن الجميلة توضـّب للشاعر أوقاته و تضفر للقصص جدائلها لكي تروح بهيّة الملامح إلى أوراق الكاتبين والرواة وأذهانهم !
المدن الجميلة تراقب الشبابيك و تبقي عليها مواربة لكي يظلّ الهواء نقيّاً ، و حين ننام تحرسنا و تقرأ فينا تمائم الحكمة و روايات الأمّهات العتيقات !
المدن ُ الجميلة تهيـّئ لنا مطارح البوح ولا تزيـّف الحكايات ،
بل تطرد عنـّا سيرة الوشاة
و تحفظ أسماءنا و ألوان التعب
و تحرس في الجوار رائحة الورد والفاكهة ،
المدن الجميلة ، تحتمل و تنتظر مثل الحبيبات الصابرات .


( 6 ) الحكاية كلّها !

لم !!
...
.. لم يبذل ماء وجهه لغاية أو نفع ،
ولم يقف بباب أحد ٍ ، رغم عوز ٍ وحاجة انتابته ،
ولم يبرح ذاكرته ،
ولم يرقص في جوقة ٍ لا يتقن أهزوجتها ،
ولم ...
.. قالوا أنه يعيش في عباءة الماضي
.. قالوا عنه : خائف و منزو ٍ و عاجز
.. وقالوا أصابه جنون و مسّ
وقالو ا ...
.. لم يكن قاسياً / حادّا ً / كارهاً للآخر
لم يكن بارعاً في التورية والمراوغة
ولم ...
.. كان يكتفي من القهر بالصمت ،
و من الويل بالحكمة
و من المطر بالرذاذ
و من النار بالدفء
و من الخبز بكسرة من رغيف ٍ
و من الشارع بالرصيف !
..
و إلى الآن ، رغم وقت ٍ لم يعد مؤاتياً
، رغم حال ٍ ما عادت تسرّ
، رغم أنّ الدنيا تضيق .. لم يقف بباب ِ أحد !

...

و لم أقف بـباب ِ أحد !
تابعو الأردن 24 على google news