يوم الانجعاء الوطنيّ !

جو 24 : طلبة المدارس يفرحون ويكسبون يوماً إضافيّا ً للارتخاء و يمكثون في بيوتهم و ينالون حصصاً إضافيّة من النوم و اللهو و تزجية الوقت !
.. والمعلّمون والموظفون و العاملون في البنوك والشركات ، يميلون إلى انجعاء و يتمغّطون و يطيلون فترة التثاؤب .
.. المدراء والوزراء ورؤساء مجالس الإدارات العليا و الحكومات كلّها ، جميعم يحتفلون بــ ِ قرار الحكومة بتعطيلهم في يوم العمّال !
تنهض المرأة الموظفة من نومها من دون ضغوط الاستعجال و التحضيرات المنزلية ، التي تمارسها في أيام العمل ، و تغسل وجهها بارتياح و تنادي على أفراد الأسرة بعد العاشرة ، مثلا ً ، أن انهضوا لكي نتناول الفطور ، و تروح إلى مطبخها تحمل بقايا النفايات و ترميها من نافذة البيت أو تخرجها إلى الرصيف لكي يحملها العامل إلى حاوية مخصصة او عربة يجرّها ... النساء الموظفات يحتفين بيوم العمال ويمكثن في المنازل وعامل النظافة يمارس عمله ولا يجد من يقدم له التهنئة في عيده أو يومه .
و بعد أن يصحو ربّ الأسرة / الأب من نومه و يعدّ نفسه ، يخرج بملابس النوم بصحبة طفل من أولاده و يستقل سيارته و يذهب إلى مطعم لشراء وجبة فطور من الحمص والفول والفلافل ، وهناك العاملون في المطعم يقدمون له الخدمة و لا يحتفلون بيومهم .
...
وهكذا ،
في محال الخضار
في المطاعم
في الفنادق
في المستشفيات
في المقاهي
في الدكاكين
في محطات الوقود
في المركبات
في البلديات
في محال الدواجن واللحوم
في عربات الباعة الجائلين
في محال الألبسة والأقمشة
و هكذا ،
العمال يكدّون ويتعبون و ولا ينالون ما يمكن ان يهديء نفوسهم .
...
عندنا في بلادنا :
يأتي عيد العمّال وتقرّر الحكومات تعطيل العمل والدوام للموظفين والرؤساء والمدراء ، فينام الجميع ويشقى العامل .
عندنا في بلادنا :
تأخذ الحكومات استراحتها الإضافيّة في يوم العمّال و تمارس " التمغـّط " والانجعاء و العمال يحرسون الشوارع والمنازل والمطاعم والأسواق .
...
عندنا : العامل يكدّ في يومه ويشقى والحكومات تنجعي و تشرب قهوتها على مهلها .
و كلّ عام و البلاد في خير .