دلاء عديدة والبئر فارغة !
ماجد شاهين
جو 24 : مئات الكاتبين و أكثر في البلاد، في طولها وعرضها، يكتبون ويتحدّثون عن "حوادث مؤسفة ومريبة وخطيرة" هنا وهناك وعن "معارك وتحالفات" تدور رحاها في هذا الجزء من العالم أو ذاك.
ومئات الباحثين يسعون إلى تدوين وتوثيق " وقائع وتواريخ " هنا وهناك لغايات متباينة ، منهم من يبحث عن حصة في الذاكرة وفي الماضي ، و منهم من يبحث عن دور في الحاضر و منهم من يراقب قطار المستقبل ويكدّ للحصول على مقعد فيه .
ومئات المتحدثين والمحلّلين يعقدون "الندوات والحوارات" ويأخذون في شرح وتوضيح آراء وزوايا نظر في الفكر والاجتماع والاقتصاد والتاريخ والتأريخ والحضارة والعمارة والسياسة والكياسة .
ومئات المراقبين وأكثر، يأخذون أوضاعهم في البلاد كلّها ويتفرّجون ويحتفظون بملاحظات وانتقادات وتعليقات، استعداداً للانقضاض على الخصوم المفترضين أو المتوقعين في أيام قريبة أو أخرى غير منظورة .
ومئات المتوثّبين الجاهزين، يرفعون لافتاتهم ويعلنون منذ الآن أنهم في سباق مع مواقف ومنافسات وصراعات، لحجز مكان في المشهد .
ومئات الخطباء والعلماء والمفتين والمنظـّرين، يعتلون ناصية المشهد العام ويطلقون أحكامهم في الناس بلا هوادة، ويُهرَعون في ما بعد إلى ولائم أو إلى غرفهم الضيّقة لا يلوون على شيء.
...
ذلك كلّه يحضر في بؤرة الحكاية والصورة والعين !
و هناك ملايين عديدة ، تلسعهم السياط ويتعذبون ويعانون نتائج الخيبات .. وهناك ملايين عديدة و أكثر ممن يكتفون بالفرجة !
...
جزء من الأمّة مشغول بالصراخ والتحليل والاستعداد لسباقات المسافات القصيرة ، و جزء من الأمّة كبير كبير و لا حصر له يلوذ بالاختباء وراء الشاشات ويكتفي بالفرجة .. و جزء كبير كذلك منشغل بالدفاع عن هذا الموقف أو ذاك هنا أو هناك و الجزء الأكبر يلفـّه القهر و يفقد الملاذ !
...
لو جرّب هولاء وأولئك فكرة الاعتناء بالرصيف القريب والشجرة المجاورة والشارع المقابل لمنازلهم و أماكن سكناهم، أو جرّبوا الانخراط في ورشات تخصّ إمكاناتهم، ربّما ستكون النتائج مبهرة و مفيدة !
...
الذي يحدث أننا "نؤمن بقيمة أن يرمي المرء دلوه بين الدلاء" لكي يتأكد حضوره، ولكن الماء لا تكفي في الأحيان كلّها، وبذلك تختلط الأوراق ويخوض في العلوم عدد من المتحاورين وليس من بيهم عالم واحد، ويخوض في الفنون أشخاص عديدون ولا يوجد من بيهم مختصّ أو فنّان، ويخوض في الفقه عدد كبير من الناس وقد لا نجد فقيهاً واحداً من بين المتحدثين ويخوض في التقوى أشخاص ٌ يعلّقون على طرف المشهد ويجلسون عند أرصفة المساجد في انتظار أن يفرغ المصلّون من صلاتهم.
...
بدلا ً من الانشغال بجنس العصفور المريض، ينبغي أن نعالج مرضه أولا ً ثم نتحاور في: هل العصفور عصفور أم عصفورة؟
ولو اعتنى المرء بنافذته ورصيفه وشجرته ويديه، لأصبحنا أمّة مثمرة مؤهلة لخوض غمار الحوار والصراع والمعركة والمستقبل .
نخسر دائما ً، لأننا نرمي دلاءنا في بئر ونحن نعرف أن البئر فارغة وتعشش فيها القوارض والحشرات.
ومئات الباحثين يسعون إلى تدوين وتوثيق " وقائع وتواريخ " هنا وهناك لغايات متباينة ، منهم من يبحث عن حصة في الذاكرة وفي الماضي ، و منهم من يبحث عن دور في الحاضر و منهم من يراقب قطار المستقبل ويكدّ للحصول على مقعد فيه .
ومئات المتحدثين والمحلّلين يعقدون "الندوات والحوارات" ويأخذون في شرح وتوضيح آراء وزوايا نظر في الفكر والاجتماع والاقتصاد والتاريخ والتأريخ والحضارة والعمارة والسياسة والكياسة .
ومئات المراقبين وأكثر، يأخذون أوضاعهم في البلاد كلّها ويتفرّجون ويحتفظون بملاحظات وانتقادات وتعليقات، استعداداً للانقضاض على الخصوم المفترضين أو المتوقعين في أيام قريبة أو أخرى غير منظورة .
ومئات المتوثّبين الجاهزين، يرفعون لافتاتهم ويعلنون منذ الآن أنهم في سباق مع مواقف ومنافسات وصراعات، لحجز مكان في المشهد .
ومئات الخطباء والعلماء والمفتين والمنظـّرين، يعتلون ناصية المشهد العام ويطلقون أحكامهم في الناس بلا هوادة، ويُهرَعون في ما بعد إلى ولائم أو إلى غرفهم الضيّقة لا يلوون على شيء.
...
ذلك كلّه يحضر في بؤرة الحكاية والصورة والعين !
و هناك ملايين عديدة ، تلسعهم السياط ويتعذبون ويعانون نتائج الخيبات .. وهناك ملايين عديدة و أكثر ممن يكتفون بالفرجة !
...
جزء من الأمّة مشغول بالصراخ والتحليل والاستعداد لسباقات المسافات القصيرة ، و جزء من الأمّة كبير كبير و لا حصر له يلوذ بالاختباء وراء الشاشات ويكتفي بالفرجة .. و جزء كبير كذلك منشغل بالدفاع عن هذا الموقف أو ذاك هنا أو هناك و الجزء الأكبر يلفـّه القهر و يفقد الملاذ !
...
لو جرّب هولاء وأولئك فكرة الاعتناء بالرصيف القريب والشجرة المجاورة والشارع المقابل لمنازلهم و أماكن سكناهم، أو جرّبوا الانخراط في ورشات تخصّ إمكاناتهم، ربّما ستكون النتائج مبهرة و مفيدة !
...
الذي يحدث أننا "نؤمن بقيمة أن يرمي المرء دلوه بين الدلاء" لكي يتأكد حضوره، ولكن الماء لا تكفي في الأحيان كلّها، وبذلك تختلط الأوراق ويخوض في العلوم عدد من المتحاورين وليس من بيهم عالم واحد، ويخوض في الفنون أشخاص عديدون ولا يوجد من بيهم مختصّ أو فنّان، ويخوض في الفقه عدد كبير من الناس وقد لا نجد فقيهاً واحداً من بين المتحدثين ويخوض في التقوى أشخاص ٌ يعلّقون على طرف المشهد ويجلسون عند أرصفة المساجد في انتظار أن يفرغ المصلّون من صلاتهم.
...
بدلا ً من الانشغال بجنس العصفور المريض، ينبغي أن نعالج مرضه أولا ً ثم نتحاور في: هل العصفور عصفور أم عصفورة؟
ولو اعتنى المرء بنافذته ورصيفه وشجرته ويديه، لأصبحنا أمّة مثمرة مؤهلة لخوض غمار الحوار والصراع والمعركة والمستقبل .
نخسر دائما ً، لأننا نرمي دلاءنا في بئر ونحن نعرف أن البئر فارغة وتعشش فيها القوارض والحشرات.