وزراء يذهبون ويعودون ( مناوبات )
بالله عليكم يا قوم كما يقولها أخواننا اليمنيون ، ما هي حكاية التعديل الوزاري الذي جاء بعد طول انتظار .. أو لماذا اجريت عملية التجميل لهذه الحكومة وبهذه السرية والسرية التي لم نعهدها من قبل .. بينما الشعب كان واضعاً يديه على خده في الملعب بانتظار مباراة اعتزال دولة أبا زهير كما أرعد وأزبد وهدد النواب في خطبهم الرنانة منذ تسلم دولة النسور الراية من سلفه .!!!
في السابق كانت اسماء المرشحين لدخول الحكومة تتوالى على المواقع والجرائد والصالونات السياسية والتكهنان تكثر من هنا وهناك حول هذا الاسم او ذاك لكن ما جرى هنا أن الرئيس وبكل ما أوتي من دهاء وخبرة وفهم الآخر وتهميش للنواب ، كان يختفي خلف جدار وهو على رأس عمله يدرس ويقرر ويتخذ القرار دون ان نسمع ما يبل ريقنا باسم او حرف من اسم ، حتى جاءت التشكيلة الجديدة ومعها بوفيه تصريحات من الرئيس ( وانت وذوقك ايها المواطن ) ..!!
ولا شك أن هناك بعض الأسماء كان متفق عليها وجاهزة مع سبق الاصرار رغم انفراد دولته بالقرار .. لكن ما يهم أن النسور عّدل حكومته والوزراء الجدد أدوا اليمين والنواب كما أسلفت غائبون بعد أن أضاعوا بوصلتهم ، وعماد الفاخوري قفز الى وزارة التخطيط بنفوذه المعهود ، ومحمد الذنيبات أصبح في الخطوط الأمامية برفقة ناصر جوده والباحث ابراهيم سيف تربع على وزارة الطاقة بمفاجأة لم يتوقعها أحد وهي الوزارة التي تنفي بالمطلق مصطلح التكنوقراط بوجود رجل غير مختص لهذه الوزارة الحيوية ، ومقاعد وزارية للقطاع النسائي كانت هي الأعلى رقماً في تاريخ الحكومات الأردنية ، أضف الى ذلك أن دولة الرئيس احتفظ بوزارة الدفاع دون تسمية أي وزير لهذه الوزارة التي كثر الحديث حول استقلاليتها المفترضة والتلميح في أكثر من مقام الى ان الوزير المتخصص قادم .. والنواب يا عيني عليهم ومن جديد و بوضعهم الذي لا يسر عدواً ولا حتى صديق سارعوا الى تهنئة الحكومة وقريباتها وصديقاتها وتقديم اوراق اعتمادهم لها وهم يتغزلون بجسدها وتسريحتها وعطرها وقوامها الممشوق ..
على بلاطة أقول لدولة الرئيس .. نتمنى أن تنهض بالأردن على كافة الأصعدة وان تلبس الخوذة وتشاهد ما الذي يجري هنا وهناك ، وفي الشوارع المظلمة وأن تقف في وجوه جلادي الوطن الذين يسرقونه عيني عينك وتحت يافطة النزاهة وحب الوطن ..!!
فالأردن يحتاج الكثير .. ومدنه التي لا تقل واحدة منها قداسة عن الأخرى تنتظر العناية والرعاية .. والدول لا تنهض بالقرارات المسلوقة ولا بالخطابات شبيهة الوجبات السريعة ، كما أننا لا نريد أن نودع الوطن ونحن فيه ..
باختصار .. لا نريد ان يكون لدينا وزراء يذهبون ويعودون ( مناوبات ) وكأن الأرض لم تنجب غيرهم .. ولا نريد وزراء يبتسمون أمام الكاميرات ويقومون بأنشطة لا تهم الناس ، ولا نريد قوانين محبوكة تحال الى مجلس النواب لاجراء مناقشة صورية عليها .. ولا نريد سفرات الى دول اجنبية لا ينتج عنها شيء .. ولا نريد قرارات سليمة توضع في الجوارير .. .. نريد حكومة عن جد ، حكومة لا تفرض على المواطن أن يودع الوطن وهو فيه .. نريد حكومة تصلي على قبلة الوطن ...!!!