jo24_banner
jo24_banner

خرج ولم يعد ..!!!

احمد الهروط
جو 24 : هو طفل لم يقطف بعد السنة الثالثة من عمره ، احببناه جميعاً ، وكان قدومه ينبىء بكتابة صفحة مهمة من صفحات التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا أيضاً ، هللنا له بالكلمات والمقالات والنداءات والمسيرات ، وتفاءلنا بقدومه خيراً لنكون اسرة واحدة متحابة ، نقاوم معاً العواصف القادمة من هنا وهناك ، و ندرأ عنا الخطر والظلم ، ونبادر بهجوم كاسح على معاقل الفاسدين ، ونُقدم النخبة المثقفة والسياسية البارعة ، ونُغيير الظروف المعيشية للناس أجمعين ، ونحمي صحافتنا الحرة ( مرآة الوطن ) من أيادي واقلام العابثين المستهترين ، وأن نجد الحلول لكل المشاكل العالقة بقرارات صائبة وجريئة يشترك في طبخها الجميع وبأمانة ودون استثناء ..!!
لكن ، هذا الطفل خرج ولم يعد ، فكان من واجبنا الإعلان عن هذا المفقود الذي بعودته سيرسم لنا مستقبلاً واعداً من جديد ..!!
فنحن وعندما نشير لذلك ، انما نؤكد أن لحظة ميلاد هذا الطفل كان قد هلل لها كل سادة الكلام من سياسيين واقتصاديين وخبراء وباقي الطبقات في بلادي ، بينما حاربها قلة من المتغولين على المال العام والعرف العام ..!!
في شهور الحمل الأولى ، هناك من وضع علامات التساؤل والاستعلام والاستفهام والتأكيد على أنه حمل كاذب .. وعند الولادة قال الكارهون الحاقدون إنه ضعيف وسوف يموت ، فأصابنا شيء يشبة انتفاضة الجسد ، مصحوب بالحيرة والتشاكي والتباكي !..
ولكن رأس هذا الطفل ( طل ) على الحياة والكل يرقب بحذر .. فحاولنا مراراً وتكراراً منعه من مرافقة قرناء السوء ، الذين طغوا في البلاد ، وأكثروا فيها الفساد .. لكن بعد أن بُح صوتنا بالمناداة والضجيج ، أصابتنا الخيبة بأنه يختلف عن أطفال كل العالم ببطء حركته ومشيته السلحفائية ، حتى اتضح بعد عدة شهور ان خطاه متعثرة ، اذ يخطو خطوة ويتعثر بالأخرى ، وبعد فترة أصبح بطيء الحركة ، حتى تبين أنه مصاب بالعرج.. إذ يخطو خطوة ويتعثر بالأخرى ..!!
حتى بتنا غير قادرين على استيعاب الأمر ونحن نسأل : ما الذي جرى لهذا الوليد الكاره للفساد والفاسدين واللصوص والمنافقين من اليسار واليمين ..؟؟!!
ماالذي أصاب هذا الطفل الذي يشبه ملامحنا ويحمل احلامنا، وينحاز للناس على اختلاف ألوانهم ومناطقهم ومذاهبم ..؟؟!!
من ذا الذي عّطل و غيّب هذا الطفل الذي كدنا نُسمي كل أولادنا بإسمه ..؟؟!!
الطفل الصغير المميز ، القادم للحياة أصبح ( مفقود ) منذ عامين تقريباً .. فهناك من قال أنه شاهده يحبو بالقرب من الدوار الرابع ، وهناك من رآه يقف بجانب مجلس الأمة ، وهناك من اقسم بأغلظ الإيمان انه شاهده مثل جذع نخلة هاوية وسط البلد ..!!
لقد انقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ ، وانا اتوجس خيفة عليه .. فنحن الأن بأمس الحاجة اليه .. فالرجاء ثم الرجاء ممن يعرف عنه أي معلومة أن يبادر لتقديمها لكل المخلصين ، المعنيين بالوطن ومستقبله ..
للعلم .. الطفل اسمه ( صلاح ) ونقوم بتدليعه بإسم ( إصلاح ) .!!!
تابعو الأردن 24 على google news