jo24_banner
jo24_banner

يا جماعة .. شوية انتماء تكفي

احمد الهروط
جو 24 :

أقرأُ أحوال البلاد والعباد ، فتتكون في رأسي قناعات ، لا علاقة لبعضها بالبعض الآخر، ولا رابط بينها إلا كونها قناعات ( بشعة ) تشكلت و تكونت عندي وأخذت تكبُر وتكبُر مع مرور الزمن :
قناعتي الأكيدة الأولى ، أن بعض مسؤولينا رموا كراماتهم وضمائرهم من نوافذ سياراتهم وهي تسير بأقصى سرعة ، واستبدلوها بلعق أحذية الأكبر منهم في سبيل الحصول على الكراسي الوثيرات ، فتم لهم ما أرادوا وخططوا فركزوا على ارضاء أصحاب الأحذية ، ومندوبيهم هنا وهناك ، فأسقطوا الوطن من حساباتهم ، فبكى هذا الوطن وهو يهبط في هاوية الاهمال واللامبالاة .!!
والحقوني على القناعة الثانية .. التي تؤكد أن المتدين الحق ، هو البعيد كل البعد عن السياسة ، وقناعة ملحقة بهذه القناعة تقول بأن بعض أبناء البلد لوثتهم التيارات الدينية السياسية ، فدخلوا في صراع نفسي وفكري حول كره تياراتهم التي يرونها الآن لا تناسبهم من جهة ، والطمع في المناصب والثروات من جهة أخرى فكان الانقلاب السريع على المبادىء والقيّم التي عايشوها عقودا من الزمن ، مقابل رغباتهم التي حققوها من أول تلويحة يد ..!!
أما القناعة الثالثة .. فإنها تؤكد أن الرضا الشعبي في أدنى مستوياته ، وأن همس الأردنيين في مجالسهم الخاصة آخذ بالتضاعف خشية على وطن تتلاعب بمصيره حفنة من السماسرة وتجار الوطنية الذين هلكونا بخطاباتهم المُعلبة التي تُعكر المزاج العام للأردنيين وتقضي على آمالهم المستقبلية ..!!
وهناك أيضا قناعة مهمة وما أكثر القناعات ، وهي أن التطور حليف العقل وعدو العاطفة، فكلما غلبت العاطفة انحدر المجتمع أو البلد ، والعكس صحيح. والعاطفة ثوب فضفاض يضم من بين ما يضم، الدم أو صلة القرابة والنسّب ، مثلاً .. في أوروبا رجح العقل فحلقت تلك الدول في فضاء النجاحات ، أما نحن فقد سيطرت العاطفة أو القرابة فاطمأن الفساد على مستقبله الى الأبد ، والنتيجة : ما نحن فيه من سلبية وتشاؤم ..!!
كذلك ترسخت في ذهني قناعة تجارية تقول بأن بعض تجّارنا( لا سامحهم الله ) يهّرولون خلف الفساد حيثما حل ، تماماً كما يتبع البدو الرحّل لمعة البرق في السماء ، فهؤلاء التُجار الذين أنشأوا مشاريع في بعض الدول العربية، لم ينشئوها هناك لأن قوانين ذلك البلد تشجع الاستثمار الخارجي ، وإنما لأن فساد البلد ذاك يُرى بالعين المجردة ويُسمع بالأذن المبردة ، وكل ما على تاجرنا عمله هو أن ( يرضي ) اثنين أو ثلاثة فقط من كبار البلد ذاك وسينفتح أمامه الجووالبر والبحر و الطرق والجسور والخطوط السريعة، و .. الخ .. ( اتفضل يا عم ) أنت ونفايات العالم .. من هنا لا بد أن نلاحظ أن هؤلاء التجار لا يقتربون من أوروبا على الاطلاق إلا عبر إيداع أرصدتهم في بنوكها فقط ..!!!
فرجاءً أخيراً .. لا تخبروني عن دوافع حريق شب في موقع ضخم ، ولا عن بِركة ماء مات فيها مواطنون لا ذنب لهم سوى أنهم يتنزهون ، ولا تخبروني عن سبب وفاة هذا وانتحار ذاك ، ولا تخبروني عن فقر أو بطالة أوفساد ، ولا حتى عن سياسي مبتذل يتحدث باسم العامة ، أو شجارات مخجلة حصلت بين ثلة من النواب في بيت الشعب ، أو قوانين تم اقرارها على غفلة من الناس .. !!
نريد فقط ان نتخلص من الأفعال الهوجاء ، نريد أن نترك عنا الفهم الأهوج للرأي الآخر وأن نحتكم الى العقل والمنطق ..( لنصل ) ..
يا جماعة .. ( شوية انتماء للبلد تكفي لدفن كل مشاكلنا ومعاناتنا .. .. شعور بالذنب يكفي ، لكي لا نكون مهمشين وطارئين على هذا الوطن .!!!

تابعو الأردن 24 على google news