في فنون الهتاف : أريد صورة لي على هيئة بطل !!
لن أخلع ثيابي في الشارع ، ولن أعطّل حركة المرور ...
لن أضرب عن الطعام ...
لن أرفع لافتات الشتيمة ،
وبالضرورة فلن أرمي بنفسي من الطابق الأوّل إلى الأرض ...
سأحتج ّ وعلى طريقتي :
أخلع نعليّ / الحذاء
وأسير في الشارع حافيا ً ...
وتحت إبطي الأيمن ستكون فردتا حذائي ،
فيما أتأبط في جهة اليسار ملفا ً لشروطي واحتياجاتي و وجعي و تأملاتي المستقبليّة !
لن أطيل المكوث في الشارع ، ففرصة الفرجة على " احتجاجي " أو على " غضبي " ، محدودة .. وهناك قد أعقد مؤتمرا ً صحافيّا ً لضرورات الهتاف والانتشار ، أجمع له مندوبي وسائل الإعلام والكلام والسلام والغرام .. سأعرض أمامهم أبرز وأهم ّ ملامح
خطّتي لتحسين شروط الحياة ، ولن أخوض في موقفي من الطغاة !
قبيل الانصراف بقليل ، أو عند موعد التصفيق ، سأطلب من " جمهرة المتفرجين " الالتزام بعدم التصفيق ، وأدعوهم إلى استذكار موتاهم والدعاء لهم ، بوصفها حالة تستدعي الاستذكار .. و قبل المداهمة المتوقعة وقبل خراطيم مياه قد تنطلق باتجاهي وقبل تحرّكات كبيرة بهدف وقف تجربتي ، سأعلن موعدا ً لاحقا ً لإعلان خطوتي المقبلة .
لن أفاوض علنا ً ، سأقبل العروض المقدمة إلي ّ بالتقسيط ، ولن أعرقل فكرة عاقلة يقدّمها " ضالع " في " جبر الخواطر " أو يقترحها وسيط وقور مهتم ّ باستقرار حالتي ... سأكون " طريّا ً " إلى حد ّ بعيد وناضجا ً بما فيه الكفاية ، وربما سأقبل بعدد متفق عليه من " الحصص " ، دون إعلان عن ذلك ، احتراما ً لتاريخي ومواقفي وكياستي و وقاري .
لن أحرق ورقة أو عجلة دراجة هوائية صغيرة ، ولن أرفع صوتي خارج إطار المعقول ...
ولا ينفع أن أقفز في مسافات مجهولة ، فلقد تمرّنت / تدجنت على الرقص في حلبة ضيّقة ... لن أخالف شروط اللعب ولن أخرج عن إطار اللعبة .
اللعبة ، قد تنتهي قريبا ً .. سأواصل التلويح بالاحتجاج والسير حافيا ً ، في انتظار الحصول على فرصة ٍ للظهور ولو في محطة إعلاميّة محليّة مجهولة .
أظنّهم يجرون ترتيبات لإطهار صورتي على هيئة بطل / و ربّما تكون تدابير مكافأتي جاهزة !
هكذا يرقص بعضهم على ضميري / و يتفنّن في الهتاف .