رشوة بفقاعة صابون !
رشوة بفقاعةِ صابون !!
● ماجد شاهين
الذين وصفوا المشهد أو قدّموا مقاربات حوله ، بالتأكيد نقول عن مشهد التحوّلات ، لم يقلبوا طاولات ولم يعبثوا بــ ِ ( ظهر المجن ّ ) ولم يلوّحوا بأكثر من ( تقطيب وعبوس ووقار مزعوم )
و كثيرون من ( الحواة ) أو ( مسوّدو الأوراق ) اكتفوا بــ ِ ( شقلبة / عكس ) فردة حذاء لطرد الوسواس أو درء الحسد .
مال كاتبون ، عديدون ، إلى ( انتقاء الكلام ) والتعليق على المشهد بعدما تكون ( فضائيّات وصالونات ومقاه ٍ وشوارع ) أشبعت الأحداث قراءة وتحليلاً ، وبدت الكتابة الجديدة مترنّحة ً من غير نِزال ٍ ، ولاهثة ً مقطوعة الأنفاس من دون ( مشاركة في سباق ) .. و وقع َ كلام الكاتبين ، في مجملهم ، إمّا في باب ( تحبير البياض ولزوم ملء الصفحات ) أو في باب هذر الكلام وهدره ، أو ما أقول عنه : إراقة دم المفردة ِ .
النوايا الحسنة أو الطيّبة ، لا تنفع ، ولا تشّكل مدخلا ً موضوعياً للغوص في ( حكاية موقف ) ، وخلق ُ الذرائع لا يمنح الكاتب فرصة ً ( تاريخيّة ) لتمرير ( رسالة / شيفرة / إشاعة ) ، وإذا كان كاتب استطاع الإفلات من ( دَلف ِ ) الرواية المواربة والقصة البديلة ، فلا يعني ذلك قدرته على ( اختراق ) ذاكرة وذهن المتابع والقاريء بــ ( مزراب ) جرى تعليقه على الجدار ... لا المزراب ينفع ولا الدلف يواري السوءة ، وكلاهما ، لفحتهما رياح جافّة ولم يعودا ينفعان لتسويق ذريعة أو تبرير انتكاسة ٍ أو رتق ِ ثوب ٍ أكَله ُ العث ّ أو تهرّأ بفعل الرطوبة .
في المشهد ، وحين حاول نفر من الكاتبين التخلّص من سطوة التقليد والتكرار ، وقعوا في شرّ ( الغموض ) وانعدام ( الحبكة الدراميّة ) الملائمة والأقرب إلى واقعيّة التذرّع ، وحين حاولوا الخروج من أو خلع ( عباءات ارتدوها ) أو صفات وُصموا بها ، زلّت أقدامهم وأقلامهم وأدوارهم وتزحلقوا في ( طين ٍ قليل ٍ ) شكّلتْهُ
أمطار خفيفة بلّلت الأرض على أعتاب التحوّلات .
لا أتهرّب من الوضوح ، والفكرة لا تتعثّر ، لكن المفردة استعصت على الرّصف ِ وربما ترفض ُ ( أي ْ المفردة ) الخروج من بهاء سرّها .. وقبل أن تتوه بوصلة القول هنا أو يصير الوصف في غير توقيته والكلمة زائدة عن الحاجة ، أحاول تجنّب َ التأشير إلى عنوان أو لافتة ، لكي لا أقع في ( سقطة / خطأ / موبقة / حماقة ) رشوة القاريء بفقاعة صابون إعلاميّة مثلما فعل ( نفر ٌ من الكاتبين ) .
madaba56@yahoo.com