الغفلة والمغفلون
سامر حيدر المجالي
جو 24 : هناك ربطُ متعسف وخطير وخبيث يضع العشائر في مواجهة الحراكات الشعبية، ويقودها إلى صدام ليس صدامها ولا قضيتها ولا شأنا يخصها من قريب أو بعيد...
أولاً، المسؤول عن التصعيد هو الدولة وأجهزتها الأمنية. وأحداث إربد قبل أسبوع هي شيء من اثنين: إما حماقة أمنية، وإما قذارة سياسية اقترفتها جهة أرادت إحراج الحكومة وزجها في خصام يضعفها وربما يقضي عليها وهي لمّا تزل في طور التشكل وطلب الثقة...
ثانياً: رغم أن الحركة الإسلامية شاركت بفعالية في مظاهرات هذا اليوم في إربد وعمان، غير أن أطياف المعارضة الأخرى كانت موجودة إلى جانب الإخوان. والطرفان؛ الإخوان والحراك هم جزء من نسيج هذا المجتمع، تماما كما هي العشائر وسواها من المكونات التي لا تتم الهوية الوطنية بدونها...
ثالثا: الدولة هي المسؤولة عن التفاهم مع الإخوان في حالة تجاوزهم الخطوط المسموح بها أثناء المسيرات. والمقصود هنا هو الاستعراض التنظيمي شبه العسكري الذي يذكر باستعراضات حماس وحزب الله. فلا شأن للعشائر بذلك، وسيكون من سوء التقدير والفوضى وربما الذلة لهذه العشائر أن تُزج في هذا الخصام نيابة عن الدولة؛ لأن هذا نذير بانهيار السلم المجتمعي، وطريق نحو الاحتراب، وهو بالتأكيد سقوط مريع لمفهوم الدولة من أساسه...
الدول لا تتخلى عن سلطانها وهيمنتها وهيبة قوانينها مهما كانت المبررات إلا إذا كان هناك خلل في بنيان الدولة نفسه، أو كان وجودها منوطا بفئة مستفيدة دون غيرها من السلطان والهيمنة. عندئذ نستطيع وبربط سريع بين معطيات التردي وظهور آثار الفساد المتراكم واستخدام فئة ضالة من أبناء العشائر واصطناعها مسوخا وطنية خالية من اللون والنكهة، نستطيع أن نفهم لمَ تُقاد العشائر في الأزمات فقط إلى الواجهة، وكيف تُستَخدَمُ استخداما رخيصا لحماية الدولة-الفئة التي تستأثر بكل شيء في أزمنة الرخاء، فإذا وقعت في مشكلة انسحبت من المواجهة وتركتها لآخرين يستخدمون استخداما رخيصا مبتذلا، وهم عن حقيقة الأمر ساهون...
كفاكم غفلة يا أبناء العشائر، فنحن أمام مجموعة من الورطات الداخلية والخارجية التي تتطلب منا مزيدا من اليقظة والواقعية والحكمة. والأردن دولة وليس مناطق نفوذ جهوية متنازع عليها...
أولاً، المسؤول عن التصعيد هو الدولة وأجهزتها الأمنية. وأحداث إربد قبل أسبوع هي شيء من اثنين: إما حماقة أمنية، وإما قذارة سياسية اقترفتها جهة أرادت إحراج الحكومة وزجها في خصام يضعفها وربما يقضي عليها وهي لمّا تزل في طور التشكل وطلب الثقة...
ثانياً: رغم أن الحركة الإسلامية شاركت بفعالية في مظاهرات هذا اليوم في إربد وعمان، غير أن أطياف المعارضة الأخرى كانت موجودة إلى جانب الإخوان. والطرفان؛ الإخوان والحراك هم جزء من نسيج هذا المجتمع، تماما كما هي العشائر وسواها من المكونات التي لا تتم الهوية الوطنية بدونها...
ثالثا: الدولة هي المسؤولة عن التفاهم مع الإخوان في حالة تجاوزهم الخطوط المسموح بها أثناء المسيرات. والمقصود هنا هو الاستعراض التنظيمي شبه العسكري الذي يذكر باستعراضات حماس وحزب الله. فلا شأن للعشائر بذلك، وسيكون من سوء التقدير والفوضى وربما الذلة لهذه العشائر أن تُزج في هذا الخصام نيابة عن الدولة؛ لأن هذا نذير بانهيار السلم المجتمعي، وطريق نحو الاحتراب، وهو بالتأكيد سقوط مريع لمفهوم الدولة من أساسه...
الدول لا تتخلى عن سلطانها وهيمنتها وهيبة قوانينها مهما كانت المبررات إلا إذا كان هناك خلل في بنيان الدولة نفسه، أو كان وجودها منوطا بفئة مستفيدة دون غيرها من السلطان والهيمنة. عندئذ نستطيع وبربط سريع بين معطيات التردي وظهور آثار الفساد المتراكم واستخدام فئة ضالة من أبناء العشائر واصطناعها مسوخا وطنية خالية من اللون والنكهة، نستطيع أن نفهم لمَ تُقاد العشائر في الأزمات فقط إلى الواجهة، وكيف تُستَخدَمُ استخداما رخيصا لحماية الدولة-الفئة التي تستأثر بكل شيء في أزمنة الرخاء، فإذا وقعت في مشكلة انسحبت من المواجهة وتركتها لآخرين يستخدمون استخداما رخيصا مبتذلا، وهم عن حقيقة الأمر ساهون...
كفاكم غفلة يا أبناء العشائر، فنحن أمام مجموعة من الورطات الداخلية والخارجية التي تتطلب منا مزيدا من اليقظة والواقعية والحكمة. والأردن دولة وليس مناطق نفوذ جهوية متنازع عليها...