فلسطين ليست قضية العبيد
تامر خرمه
جو 24 :
مسلسلات رمضانية مشبعة بوباء القرن، تنزع ورقة التوت عن بعض الفضائيات، من أمثال الام بي سي وأخواتها، لتكشف حقيقة هذه المنصات الصفراء، وأجندتها الفاشية. في زمن الكورونا لم تعد البروباغاندا المأجورة تقف عند حدود الترويج للتطبيع مع العدو الصهيوني، بل تجاوزت هذه المسألة إلى الانحياز الكامل لخندق إعلام العدو.
مسلسلا "أم هارون"، و"مخرج 7"، اللذان تبثهما منابر البترودولار بكل ما يحملانه من خطاب كراهية، وتحريض ضد الشعب العربي الفلسطيني وقضيته، لا يتركان مجالا للشك بحقيقة انحياز هذه المنابر، التي باتت سلاح العدو الموجه إلى كل بيت عربي، في سياق هجمة سياسية ثقافية ممنهجة، لا تحاول حتى إخفاء وجهها المتصهين.
سقط القناع وما عادت صفة الرجعية تليق بما فيه الكفاية بهذه الأدوات المسخرة في خدمة الخزر واليانكيز، والتي باتت جزء لا يتجزأ من آلة الحرب العنصرية، التي تستهدف وجود الأمة بأسرها.
المتصهينون الجدد، المتنكرون للسان الضاد، دشنوا حملات موازية لهذا البث المسموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت شعار "فلسطين ليست قضيتي"، في محاولة شرسة لشيطنة الفلسطيني، وتهميش قضية الأمة المركزية. لكن ما يحصل على أرض الواقع فعلا، أن هذه الفئة الشاذة، التي لا تمثل إلا نفسها، ولا تعبر إطلاقا عن أي شعب ينبض بدماء العروبة، لم تعزل إلا نفسها، لتمارس مازوشيتها المقززة بين أقدام سيدها الخزري ووليها راعي البقر.
اليوم ما عاد فيلق البرجوازية الرجعية مرتبط بشعوب المنطقة الطامحة إلى الحرية والتحرير بتلك العلاقة الكلاسيكية القائمة على الوحدة والصراع في آن، بل بات صراعا مفتوحا، يجعل من النضال ضد هذه الرجعية اللاوطنية جزء لا يتجزأ من النضال ضد المشروع الصهيوني، بل وضد بقايا الفكر الفاشي العنصري، الذي يحاول بعث فرانكشتاينه في المنطقة العربية.
مقاطعة هذه القنوات المعادية تعد أضعف الإيمان، وأقل ردة فعل ينبغي أن تصدر عن كل عربي شريف، ضد هذه الهجمة الشرسة. القدس بوابة السماء، لا يمكن عزلها على الإطلاق، عن سياقها التاريخي، وستبقى نابضة في قلب كل حر، بصرف النظر عن مكان ولادته، أو إقامته. ومن يعتقد أن القضية الفلسطينية هي شأن فلسطيني داخلي، فهو باختصار محض أحمق!
البشاعة لا تعرف حدودا في زمن الكورونا والطفرة الترامبية. الرجعية المتصهينة تحاول بكل وقاحة، عبر مهاجمة فلسطين وقضيتها، تجميل المحتل، وتصوير الغزاة على أنهم "شعب الله المختار". كان يمكن فهم قيام النازية بتفضيل الشعب الآري، انطلاقا من نزعتها العنصرية، أو فهم طريقة تفكير موسيليني المريض بهوس أمجاد روما المندثرة. أما تمجيد "السيد" المحتل، فهو أقبح ما يمكن أن تبلغه مازوشية العبيد!