jo24_banner
jo24_banner

حكومة انتقالية وحكومة امتطائية

عبدالله المجالي
جو 24 : تتخذ الحكومات عندنا أوصافا مختلفة؛ تطلقها على نفسها أو يطلقها عليها الإعلام، فهناك حكومة الثورة البيضاء، وحكومة إصلاحية، وحكومة حراثين، وحكومة بزنس، وحكومة ديجتال، وحكومة محاربة الفساد، إلى آخره.
حكومة الطراونة الثانية توصف بالحكومة الانتقالية، وهو وصف أضفاه عليها الملك عبد الله الثاني في كتاب التكليف، لكنها بالتأكيد ليست حكومة تؤسس للانتقال من عهد إلى عهد أو من مرحلة إلى مرحلة، لكنها بحسب رئيسها حكومة "النقل من مرحلة الدعوة الى الاصلاح الى مرحلة انجاز هذا الاصلاح، فهي عملية تعبيد طريق وهذا هو مفهوم الانتقالية والمسألة ليست قصة وقت".
حكومة الخصاونة في رأيي كانت حكومة امتطائية؛ امتطاها البعض لعبور مرحلة ما بهدوء وبأقل التكاليف؛ مرحلة ساخنة ومضطربة كان لا بد من تبريدها وتهدئتها لحين استكشاف الموقف ومحاولة الالتفاف عليه.
حاول الخصاونة بكل براءة استقطاب المعارضة خاصة الإسلامية منها إلى العمل معه وفق خطته لإنقاذ البلد الذي يراه يدخل في حرب أهلية! "الضمان الأفضل لاستمرارية النظام السياسي يكون بمشاركة كافة الأطياف في الحياة السياسية وليس إقصائها، لكي يتحولو من معارضة ضدّ الحكومة والدولة، إلى جزء من النظام"، هذه هي خطة الخصاونة وفق الايكونومست، ولا أعتقد أن خطة الرجل كانت من وراء القصر أو القوى فوق الحكومية.
المعارضة السياسية وخصوصا الإسلامية تعلم جيدا قدرات وأدوار الحكومات في البلد، لذلك فقد أبعدت نفسها عن هذه "الورطة" واكتفت بتشجيع الرجل مع أطيب التمنيات له بالنجاح، ووعدته بفترة هدوء مناسبة.
لو كان الخصاونة رجل سياسة لكان فهم الرسالة الأولى؛ رسالة أحداث المفرق؛ وحده السياسي المحنك والمقرب من الرئيس –راكان المجالي-التقط الإشارة، ولم يتورع عن اتهام جهات معينة بتدبير الحادث الأليم الذي أسفر عن فقدان دكتور جامعي عينه، وعشرات الإصابات، واعتداء على مقر حزب سياسي أمام مرأى أجهزة الأمن. ولا أدري ما الذي حصل في كواليس الحكومة إذ ذاك، لكن النتيجة كانت أن الخصاونة لم يلتقط الإشارة جيدا، واستمر امتطاء حكومته إلى أن حصلت الكارثة بتقديمها قانون انتخاب يعيد قانون "الصوت الواحد" بصياغة أخرى.
السياسي المحنك الآخر في حكومة الخصاونة وزير العدل سليم الزعبي انسحب مبكرا، ولا أدري كيف لم يستطع إقناع رئيسه بأدب بأنه مجرد جواد لاجتياز مخاضة فقط.
باختصار؛ تم امتطاء حكومة الخصاونة، وأخذوا كل ما يريدون منها، واجتاز الممتطون المرحلة الساخنة المضطربة دون خسائر تذكر، وما نجح فيه الخصاونة هو أنه أوقعهم من على ظهره، قبل أن يركلوه ويخرجوه من المضمار.
سيقول البعض أن كل الحكومات الاردنية ينبطق عليها وصف الامتطائية، صحيح، لكن الفرق هنا أن الخصاونة كان يعتقد، ويريد غير ذلك.
السبيل
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير