تسريب بيانات الأردنيين.. و"لا من شاف ولا من دري"
عبدالله المجالي
جو 24 :
تعامل الأردنيون مع خبر تسريب بيانات 3.1 مليون أردني بتطبيق "واتساب" بكثير من السخرية والاستهزاء.
"شو بدهم يستفيدوا من سواليفنا"، "يعني أجت على هاي"، "جمعة مباركة وأصدقائها"، "يعني تسريب أسرار نووية"، "عرفوا اسم ام فلان"،...
قد يكون هذا لسان حال الأغلبية؛ فتطبيق "واتساب" وغيره هو مجرد تسلية، وتبادل أخبار ومقاطع قد تكون ذات فائدة أو مجرد مسخرة، أو مراسلات جدية لضمان سير العمل، أو صور لمواد تموينية أو غيرها حتى يأخذ رب البيت الضوء الأخضر من ربة البيت لشرائها، أو أنها المادة المقصودة بالفعل.
ورغم أن ذلك ليس حال البعض، إلا أن مما يعنيه ذلك أن التطبيق ليس من ضرورات الحياة، كما أنه ليس كالماء الذي إن فقد انتهت الحياة، ومع ذلك فإننا نرى كثيرين باتوا مدمنين على تطبيقات السوشيال ميديا، وهم لا يتصورون حياتهم من دونه!!
على العكس من ذلك تماما، فإن البيانات تعتبر كنزا ثمينا لا تقدر بثمن لبعض الجهات، فهي توفر قاعدة بيانات يمكن استغلالها لكثير من الأغراض، ولذلك فإن تسريبها يشكل فضيحة ومسؤولية كبيرة في الدول الغربية.
يكفي أن نشير إلى فضيحة شركة "كمبردج أناليتيكا" التي جمعت معلومات خاصة عن أكثر من 50 مليون مستخدم أمريكي لموقع فيسبوك من خلال تطوير تقنيات لدعم الحملة الانتخابية لدونالد ترامب في عام 2016، ما اعتبر محاولة للتأثير بالانتخابات واضطر السلطات الأمريكية لإجراء تحقيق في الأمر.
المفارقة أنه ربما كان تسريب بيانات الأردنيين بمحض اختيارهم، فنحن مولعون بتنزيل أي شيء ونضغط على كلمة "موافق" أو "استمر" دون أن نكلف أنفسنا مؤونة قراءة ما نوافق عليه.