للأغنياء فقط

جو 24 : يستنفر غالبية الأغنياء ورجال الأعمال والمقتدرون كل رمضان وخصوصا العشر الأواخر منه، فيفيضون بالزكاوات والصدقات على الجمعيات الخيرية والمحتاجين، طلبا للأجر والمغفرة والبركة في المال والولد.
في الشهر الفضيل تتحول الجمعيات الخيرية ومراكز رعاية الأيتام وبيوت أئمة المساجد إلى خلايا نحل؛ تستقبل الصدقات والزكاوات والتبرعات العينية وتوزعها.
وما أن ينتهي شهر رمضان حتى تتوقف هذه العملية، وينتظر المحسنون والمحتاجون رمضان القابل لتعود الكرة مرة أخرى.
بعض الفقراء يأتيه الخير من كل مكان ويكفي نفسه وأهله شهر رمضان والعيد. ولكنه يبقى محتاجا طيلة العام.
إن رب رمضان الذي أجزل للمحسنين الأجر فيه هو رب ذي الحجة الذي جعل فيه عشرة أيام هن من أفضل ايام السنة، فعن ابن عباس –رضي الله عنهما– أنه قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ (يعني أيامَ العشر). قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء.
إنها دعوة للأغنياء المحسنين ليجعلوا أيام العشر من ذي الحجة كأيام رمضان فيوسعوا على المحتاجين، حتى لو تركوا جزءا من زكاواتهم لهذه العشر المباركة.
وكما ابتدع محسنون طرود الخير في رمضان، فهلا ابتدع آخرون طرود اللحم لتوزع على الفقراء في عيد الأضحى وما بعده.
من يسبق لهذه البدعة الحسنة وله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
بالتأكيد الدعوة ليست للأغنياء فقط.

السبيل