المخذلون عن «إسرائيل»
عبدالله المجالي
جو 24 : في الدول المتحضرة ينخرط الجميع في المجهود الحربي عندما يكون المجتمع في حالة حرب، وهذا ما يفعله الإعلام الإسرائيلي، فهو يساهم بشكل فعال في خدمة الحرب المجنونة التي تشن على قطاع غزة المحاصر، ويلتزم الجميع بقرار الرقيب العسكري الذي يقرر ماذا ينشر ومتى وكيف، وماذا لا ينشر.
في مجتمعاتنا التي يسيطر عليها المستبدون بحجة الاستقرار والعيش الكريم، يلعب جزء كبير من الإعلام الممول من الأنظمة والشخصيات العربية دورا مؤازرا للإعلام الصهيوني أكثر منه دورا حياديا، ناهيك أن يكون دورا مناصرا للمقاومة.
فهناك قسم كبير من هذا الإعلام ذهب بالناس إلى اهتمامات أخرى بعيدة كل البعد عن الهم الفلسطيني أو القومي أو الإسلامي، هدفه ملء الفراغ بــ»التوافه» لئلا يمتلئ بالنوافع، وهو إعلام يحظى برعاية وكفالة نظم عربية وشخصيات رسمية كبيرة، وهذا الإعلام يختطف جزءا كبيرا من المواطنين العرب.
وهناك قسم من الإعلام الذي أصبح لا يخجل من إظهار العداء للمقاومة الفلسطينية في غزة، ويحملها نتائج العدوان الصهيوني، لا بل إن بعضها حرّض ويحرّض ضد المقاومة، وهذا نجده في جزء من الإعلام المصري.
وهناك إعلام إسلامي ممول من شخصيات وجهات داعمة ومحبة للشعب الفلسطيني، لكن الإرهاب الذي مارسته بعض الأنظمة العربية ضد الربيع العربي وحركات المقاومة جعلها تتوارى، وتنقل ما يجري بخجل.وهناك إعلام وإعلاميون يظهرون التعاطف مع شعب غزة، ويدبجون المقالات والتقارير التي تسيل منها الدموع على ما يجري من عدوان وحشي، لكنهم يغمزون من جهة المقاومة، ويقررون أن لا شيء أغلى من دماء الفلسطينيين حتى لو كانت المقاومة هي الثمن. وهؤلاء أخطرهم على المقاومة، وأكثرهم تخذيلا عن إسرائيل من حيث يدرون أو لا يدرون.
ثم أين كانت دموع هؤلاء وهم يعدون ضحايا الحصار على غزة، فقد بلغوا 500 شهيد حتى عام 2010، ولماذا لا يفتح ملف الضحايا إلا عندما تدك المقاومة مواقع الاحتلال الصهيوني.
منتهى قول هؤلاء، إن العدو الصهيوني يفوقنا عدة وعتادا، ويمكنه قتل الآلاف بل مئات الآلاف من الفلسطينيين، ولذلك وتوفيرا للدماء الزكية، فعلى المقاومة أن تستسلم وترفع الراية البيضاء، ثم ليفعل العدو بعدها ما شاء، هذا المنطق يشبه تماما منطق اولئك الذين سلموا بغداد في يوم من الأيام ليدخلها التتار وليستبيحوها ويقتلوا ألف ألف من أهلها، وهو ذات منطق بعضهم حين كان يلقى تتري مجموعة من مسلمي بغداد، فيقول لهم: انتظروا هنا حتى آتي بالسيف لأقتلكم، فيبقون في أماكنهم انتظارا للقتل.
ليس هذا ابتهاجا بالدم، ولا رقصا على الجراح، لكنه منطق التاريخ، فليس هناك أمة تحررت بلا ضحايا، واسألوا إن شئتم أهل الجزائر.
إن على القادة أن يحرصوا على شعوبهم، ولكن عليهم في وقت من الأوقات أن يكونوا شجعانا في اتخاذا القرار حتى لو أدى ذلك إلى ضحايا، واسألوا إن شئتم تشرشل وستالين، ترى لو كان لديهم مستشارون كإعلاميينا الذين يتباكون على الضحايا زورا وبهتانا، ماذا كان سيكون شكل بريطانيا وروسيا اليوم.
إن شعبا تحت الاحتلال سيبقى يقدم الضحايا إلى الأبد، أما الشعب الحي فهو الذي يقدم ضحايا ليعيش الشعب حرا كريما الى الابد.
السبيل
في مجتمعاتنا التي يسيطر عليها المستبدون بحجة الاستقرار والعيش الكريم، يلعب جزء كبير من الإعلام الممول من الأنظمة والشخصيات العربية دورا مؤازرا للإعلام الصهيوني أكثر منه دورا حياديا، ناهيك أن يكون دورا مناصرا للمقاومة.
فهناك قسم كبير من هذا الإعلام ذهب بالناس إلى اهتمامات أخرى بعيدة كل البعد عن الهم الفلسطيني أو القومي أو الإسلامي، هدفه ملء الفراغ بــ»التوافه» لئلا يمتلئ بالنوافع، وهو إعلام يحظى برعاية وكفالة نظم عربية وشخصيات رسمية كبيرة، وهذا الإعلام يختطف جزءا كبيرا من المواطنين العرب.
وهناك قسم من الإعلام الذي أصبح لا يخجل من إظهار العداء للمقاومة الفلسطينية في غزة، ويحملها نتائج العدوان الصهيوني، لا بل إن بعضها حرّض ويحرّض ضد المقاومة، وهذا نجده في جزء من الإعلام المصري.
وهناك إعلام إسلامي ممول من شخصيات وجهات داعمة ومحبة للشعب الفلسطيني، لكن الإرهاب الذي مارسته بعض الأنظمة العربية ضد الربيع العربي وحركات المقاومة جعلها تتوارى، وتنقل ما يجري بخجل.وهناك إعلام وإعلاميون يظهرون التعاطف مع شعب غزة، ويدبجون المقالات والتقارير التي تسيل منها الدموع على ما يجري من عدوان وحشي، لكنهم يغمزون من جهة المقاومة، ويقررون أن لا شيء أغلى من دماء الفلسطينيين حتى لو كانت المقاومة هي الثمن. وهؤلاء أخطرهم على المقاومة، وأكثرهم تخذيلا عن إسرائيل من حيث يدرون أو لا يدرون.
ثم أين كانت دموع هؤلاء وهم يعدون ضحايا الحصار على غزة، فقد بلغوا 500 شهيد حتى عام 2010، ولماذا لا يفتح ملف الضحايا إلا عندما تدك المقاومة مواقع الاحتلال الصهيوني.
منتهى قول هؤلاء، إن العدو الصهيوني يفوقنا عدة وعتادا، ويمكنه قتل الآلاف بل مئات الآلاف من الفلسطينيين، ولذلك وتوفيرا للدماء الزكية، فعلى المقاومة أن تستسلم وترفع الراية البيضاء، ثم ليفعل العدو بعدها ما شاء، هذا المنطق يشبه تماما منطق اولئك الذين سلموا بغداد في يوم من الأيام ليدخلها التتار وليستبيحوها ويقتلوا ألف ألف من أهلها، وهو ذات منطق بعضهم حين كان يلقى تتري مجموعة من مسلمي بغداد، فيقول لهم: انتظروا هنا حتى آتي بالسيف لأقتلكم، فيبقون في أماكنهم انتظارا للقتل.
ليس هذا ابتهاجا بالدم، ولا رقصا على الجراح، لكنه منطق التاريخ، فليس هناك أمة تحررت بلا ضحايا، واسألوا إن شئتم أهل الجزائر.
إن على القادة أن يحرصوا على شعوبهم، ولكن عليهم في وقت من الأوقات أن يكونوا شجعانا في اتخاذا القرار حتى لو أدى ذلك إلى ضحايا، واسألوا إن شئتم تشرشل وستالين، ترى لو كان لديهم مستشارون كإعلاميينا الذين يتباكون على الضحايا زورا وبهتانا، ماذا كان سيكون شكل بريطانيا وروسيا اليوم.
إن شعبا تحت الاحتلال سيبقى يقدم الضحايا إلى الأبد، أما الشعب الحي فهو الذي يقدم ضحايا ليعيش الشعب حرا كريما الى الابد.
السبيل