أو ، للغياب أسباب أخرى!
ماجد شاهين
جو 24 : التحوّلات في المنطقة ، أغلقت الطرق على حضور ٍ كان طاغياً لكثير من تصنيفات المواقف السياسيّة الحزبيّة العربيّة والوطنيّة !
.. فمع صعود لغة الدم ّ والحوار بالبنادق والقذائف ، غابت فكرة القول السياسيّ و انقطعت صلة المؤسّسات الحزبيّة والفكريّة بواقع الأمّة ، باستثناءات محدودة جداً !
.. أين تقع الآن ، هيئات و أحزاب و مؤسّسات و منظمات و لافتات ، حملت عناوين ومواقف صُنّفَت ْ في خانات :
اليسار
اليسار الوسط
يمين اليسار
يسار اليسار
اليمين
وسط اليمين
يمين الوسط
يسار اليمين
يمين اليمين
..
..
..
..
..
..
..
و إلى آخر قائمة تطول .. لم نعد نعرف عناوين ( خطابات / هتافات / لافتات / مرايا ) سياسيّة استقرّت في الوجدان الشعبيّ والثقافيّ وتركت أثراً واضحاً في تشكيل الذهن والذائقة السياسيّة .
...
لماذا غابت منظومات قيم وسلوكات سياسيّة حزبيّة وانقطعت ، بعدما أثرت حياتنا في جوانبها العديدة و قدّمت نماذج في التضحية والبناء ؟
.. هل الغياب مردّه أنّ سطوة المال تغوّلت و صار عنوان الحياة مرتبطاً بالجيوب و المصالح والمنافع ؟
.. لا أزعم معرفة أكثر من الآخرين ، لكنّني أطرح أسئلة مشروعة حول واقع اختلّت فيه المعايير وغابت عنه مناهج وبرامج وسلوكات كانت تحكم سعي الناس وتؤطّر يوميّاتهم .
.. أضع الإجابة عن سؤال الغياب برسم المثقفين والسياسيّين والعارفين والمتلوّنين والمتحوّلين وغيرهم ممّن صدقوا أو ممّن استمرأوا الضحك على ذقوننا واستغفالنا لزمن ٍ لم يكن قصيراً .
.. المواقف التي تلاشت والوجوه التي اندثرت رغم بقائها على قيد الحياة والأحزاب التي فقدت بريقها و روحها .. هذه كلّها وتلك وسواها ، من الفئات التي قلنا عنها وعن تعطّل مشاريعها وعن الإعثار الذي دهمها والعفن ، ربّما ، الذي أصابها جرّاء الركون إلى الفكرة اليابسة وإلى الحالة الواحدة والحوار العقيم ... كلّها آلت إلي ما آلت إليه .. لأسباب يمكن حصرها في ما يلي :
- أن يكون كثير من القائمين على تلك الأفكار والمشروعات الذهنيّة والأحزاب ، اكتفوا بالدور التوعويّ التنظيريّ و مارس عدد منهم كذباً وتدليساً علينا واكتفوا بما ملأ جيوبهم وحين صارت التحوّلات فرّوا إلى الصمت .. وهنا نكون من فئة المضحوك عليهم .
- أن نكون نحن كذبنا على أنفسنا وخدعناها طيلة عقود مضت ومارسنا دور المثقف والسياسيّ الملتزم ، في حين كنّا نعيش في أعماقنا شروط الهزيمة .. كنّا مهزومين سلفاً .
- أن تكون الأسباب جميعها التقت فينا وفي رموز العمل الفكري والثقافيّ والسياسيّ ، إضافة إلى أنّ كثيرين منّا عاشوا قصّة الإبقاء على حبل العلاقة موصولا ً مع الأطراف المتناقضة كلّها ، أو التي كنّا نتوهم أنها في حالة تناقض ، بما فيها الأنظمة العربية ... وعند أوّل سطوع حقيقيّ للشمس انكشفنا جميعنا .
...
أو ، للغياب ، أسباب لا نعرفها !!
وحتى نكون منصفين : هل أودى القمع والقهر بملامح التكوينات الحزبيّة وأطاح منظوماتها و هياكلها وتاريخها وعرقل أفكار نهوضها ؟
.. وقد يصرخ ُ مدافع قائلا ً أن ّ العناوين موجودة ، فأقول له : أنا أسأل عن الدور والموقف والتاريخ ..أمّا العناوين المجرّدة فالكثير منها لا تزيد عن كونها نمورا ً من ورق .
..
قلنا عن الحالة و نقرّ أن ّ الاستثناء حاضر وبهيّ .
madaba56@yahoo.com
.. فمع صعود لغة الدم ّ والحوار بالبنادق والقذائف ، غابت فكرة القول السياسيّ و انقطعت صلة المؤسّسات الحزبيّة والفكريّة بواقع الأمّة ، باستثناءات محدودة جداً !
.. أين تقع الآن ، هيئات و أحزاب و مؤسّسات و منظمات و لافتات ، حملت عناوين ومواقف صُنّفَت ْ في خانات :
اليسار
اليسار الوسط
يمين اليسار
يسار اليسار
اليمين
وسط اليمين
يمين الوسط
يسار اليمين
يمين اليمين
..
..
..
..
..
..
..
و إلى آخر قائمة تطول .. لم نعد نعرف عناوين ( خطابات / هتافات / لافتات / مرايا ) سياسيّة استقرّت في الوجدان الشعبيّ والثقافيّ وتركت أثراً واضحاً في تشكيل الذهن والذائقة السياسيّة .
...
لماذا غابت منظومات قيم وسلوكات سياسيّة حزبيّة وانقطعت ، بعدما أثرت حياتنا في جوانبها العديدة و قدّمت نماذج في التضحية والبناء ؟
.. هل الغياب مردّه أنّ سطوة المال تغوّلت و صار عنوان الحياة مرتبطاً بالجيوب و المصالح والمنافع ؟
.. لا أزعم معرفة أكثر من الآخرين ، لكنّني أطرح أسئلة مشروعة حول واقع اختلّت فيه المعايير وغابت عنه مناهج وبرامج وسلوكات كانت تحكم سعي الناس وتؤطّر يوميّاتهم .
.. أضع الإجابة عن سؤال الغياب برسم المثقفين والسياسيّين والعارفين والمتلوّنين والمتحوّلين وغيرهم ممّن صدقوا أو ممّن استمرأوا الضحك على ذقوننا واستغفالنا لزمن ٍ لم يكن قصيراً .
.. المواقف التي تلاشت والوجوه التي اندثرت رغم بقائها على قيد الحياة والأحزاب التي فقدت بريقها و روحها .. هذه كلّها وتلك وسواها ، من الفئات التي قلنا عنها وعن تعطّل مشاريعها وعن الإعثار الذي دهمها والعفن ، ربّما ، الذي أصابها جرّاء الركون إلى الفكرة اليابسة وإلى الحالة الواحدة والحوار العقيم ... كلّها آلت إلي ما آلت إليه .. لأسباب يمكن حصرها في ما يلي :
- أن يكون كثير من القائمين على تلك الأفكار والمشروعات الذهنيّة والأحزاب ، اكتفوا بالدور التوعويّ التنظيريّ و مارس عدد منهم كذباً وتدليساً علينا واكتفوا بما ملأ جيوبهم وحين صارت التحوّلات فرّوا إلى الصمت .. وهنا نكون من فئة المضحوك عليهم .
- أن نكون نحن كذبنا على أنفسنا وخدعناها طيلة عقود مضت ومارسنا دور المثقف والسياسيّ الملتزم ، في حين كنّا نعيش في أعماقنا شروط الهزيمة .. كنّا مهزومين سلفاً .
- أن تكون الأسباب جميعها التقت فينا وفي رموز العمل الفكري والثقافيّ والسياسيّ ، إضافة إلى أنّ كثيرين منّا عاشوا قصّة الإبقاء على حبل العلاقة موصولا ً مع الأطراف المتناقضة كلّها ، أو التي كنّا نتوهم أنها في حالة تناقض ، بما فيها الأنظمة العربية ... وعند أوّل سطوع حقيقيّ للشمس انكشفنا جميعنا .
...
أو ، للغياب ، أسباب لا نعرفها !!
وحتى نكون منصفين : هل أودى القمع والقهر بملامح التكوينات الحزبيّة وأطاح منظوماتها و هياكلها وتاريخها وعرقل أفكار نهوضها ؟
.. وقد يصرخ ُ مدافع قائلا ً أن ّ العناوين موجودة ، فأقول له : أنا أسأل عن الدور والموقف والتاريخ ..أمّا العناوين المجرّدة فالكثير منها لا تزيد عن كونها نمورا ً من ورق .
..
قلنا عن الحالة و نقرّ أن ّ الاستثناء حاضر وبهيّ .
madaba56@yahoo.com