الكتابة و ضرورة الانحياز للنقد الاجتماعيّ
ماجد شاهين
جو 24 : لم يترك الكاتبون مجالا ً إلا ّ وخاضوا فيه وأشبعوه توصيفاً و قراءة وتحليلاً ، ولم يعد هناك ما يخفى على القارىء العربيّ بعدما شاعت وسائل الصحافة الإلكترونيّة و الميديا الفضائيّة و وسائل التواصل الاجتماعيّ ، و بخاصة بعدما صار الفضاء متاحاً للكتابة والقراءة ونقل الخبر والصورة دون تأخير أو تاجيل .
.. فالفضائيّات وبرامجها التحليليّة و أخبارها وتقاريرها غطّت جوانب الأحداث العربيّة والعالميّة و واكبتها وما تزال ساعة بساعة و خبراً بخبر ، و محللّو الفضائيّات أشبعوا الهواء تمحيصاً وافتراضات و استشرافات و مقاربات ، و صار الهتاف حاضراً في متناول يد وعين المتابع العربيّ وسواه ، مثلما الشتائم تتوافر وبالكيفيّة التي تطيب لهذا المتابع او ذاك .
.. ولم يعد في الكتابة أسرار أو خفايا أو " سبق صحافيّ أو فكريّ " ، فالأوراق الآن مكشوفة و لا حاجة لكثير اجتهاد لقراءتها ، مثلما صارت الشتائم في الشوارع العربيّة متاحة ولم يعد هنالك ما يمنع قولاً أو كتابة أو رسماً أو صراخاً .
.. والآن لا يستطيع كاتب أو محلّل سياسيّ الزعم أو الادّعاء بأنه يعرف شيئاً محبوءاً أو أنه يمتلك معلومة لا يملكها آخرون ، فالمشهد مكشوف ولا حاجة لزعم امتلاك أسراره أو خفاياه .
.. وهناك آلاف الكاتبين في العالم العربيّ ، بل ربّما عشرات الآلاف ، الذي يملؤون مساحات الصحف والمواقع الإلكترونيّة بالعناوين المتشابهة والمشتبهة وبالمفردات المتقاربة وبالتحليلات المستندة إلى وصف ما جرى ومحاولة التنبؤ بما قد يحدث وعلى طريقة ما تتناقله الفضائيّات والصالونات .
.. وإذا قلنا أن " التحريض " مهمّة أساسيّة للكاتب ، فإن ّ الشوارع العربيّة الآن صارت ساحات تحريض دونما خوف أو تورية أو مواربة أو سطر ممنوع في الكتابة هنا أو جملة غير واضحة هناك .. و إذا أشرنا إلى أن التنوير جزء أساس من وظائف الكتابة ، فالساحات والشوارع ومشاهد الدم باتت مناير تنوير و وعي بزّت ما سبقها من " حكي وتنظير وهتافات و منشورات سريّة وسواها " .
.. هل تفقد الكتابة الآن دورها ؟
لا أظنّ ذلك بشكل محدّد ، لكنّ الكتابة أخلت مساحات التنوير والوعي والتحريض و أفرغت المكان الآن للمشهد اليوميّ الواقعيّ ، والمؤمّل أن يستعيد الكاتبون الحقيقيّون والمفكرون والتنويريّون زمام المبادرة للبدء في مشروع استنارة جديد يعتمد على إعادة بناء المواقف والأفكار لتواكب المستقبل و تسانده و تعمل على تجميل صورته و تحديد ملامحه ، بما في ذلك الاشتغال على بناء منظومة سلوكات حضاريّة متطوّرة للإنسان العربيّ تأخذ من الماضي ما يحفظ القيم و من الحاضر من يمنح الفرص لحياة ديمقراطية ناضجة من غير تهويل أو صراخ ، و صولا ً إلى مستقبل مستند ٍ إلى " الضرورة والحاجة والشروط الحقيقيّة للبقاء والحريّة " ، التي من شأنها تحقيق مجتمعات العدل والمساواة والعلم والتكافل الإنسانيّ .
.. في انتظار أن تتبدّل الأحوال ، لا مناص لنا من الاستمرار في كتابة النقد الاجتماعيّ لنؤسّس لبناء اجتماعيّ متين يكون الإنسان فيه عنوان الحضارة والحياة .
.. فالفضائيّات وبرامجها التحليليّة و أخبارها وتقاريرها غطّت جوانب الأحداث العربيّة والعالميّة و واكبتها وما تزال ساعة بساعة و خبراً بخبر ، و محللّو الفضائيّات أشبعوا الهواء تمحيصاً وافتراضات و استشرافات و مقاربات ، و صار الهتاف حاضراً في متناول يد وعين المتابع العربيّ وسواه ، مثلما الشتائم تتوافر وبالكيفيّة التي تطيب لهذا المتابع او ذاك .
.. ولم يعد في الكتابة أسرار أو خفايا أو " سبق صحافيّ أو فكريّ " ، فالأوراق الآن مكشوفة و لا حاجة لكثير اجتهاد لقراءتها ، مثلما صارت الشتائم في الشوارع العربيّة متاحة ولم يعد هنالك ما يمنع قولاً أو كتابة أو رسماً أو صراخاً .
.. والآن لا يستطيع كاتب أو محلّل سياسيّ الزعم أو الادّعاء بأنه يعرف شيئاً محبوءاً أو أنه يمتلك معلومة لا يملكها آخرون ، فالمشهد مكشوف ولا حاجة لزعم امتلاك أسراره أو خفاياه .
.. وهناك آلاف الكاتبين في العالم العربيّ ، بل ربّما عشرات الآلاف ، الذي يملؤون مساحات الصحف والمواقع الإلكترونيّة بالعناوين المتشابهة والمشتبهة وبالمفردات المتقاربة وبالتحليلات المستندة إلى وصف ما جرى ومحاولة التنبؤ بما قد يحدث وعلى طريقة ما تتناقله الفضائيّات والصالونات .
.. وإذا قلنا أن " التحريض " مهمّة أساسيّة للكاتب ، فإن ّ الشوارع العربيّة الآن صارت ساحات تحريض دونما خوف أو تورية أو مواربة أو سطر ممنوع في الكتابة هنا أو جملة غير واضحة هناك .. و إذا أشرنا إلى أن التنوير جزء أساس من وظائف الكتابة ، فالساحات والشوارع ومشاهد الدم باتت مناير تنوير و وعي بزّت ما سبقها من " حكي وتنظير وهتافات و منشورات سريّة وسواها " .
.. هل تفقد الكتابة الآن دورها ؟
لا أظنّ ذلك بشكل محدّد ، لكنّ الكتابة أخلت مساحات التنوير والوعي والتحريض و أفرغت المكان الآن للمشهد اليوميّ الواقعيّ ، والمؤمّل أن يستعيد الكاتبون الحقيقيّون والمفكرون والتنويريّون زمام المبادرة للبدء في مشروع استنارة جديد يعتمد على إعادة بناء المواقف والأفكار لتواكب المستقبل و تسانده و تعمل على تجميل صورته و تحديد ملامحه ، بما في ذلك الاشتغال على بناء منظومة سلوكات حضاريّة متطوّرة للإنسان العربيّ تأخذ من الماضي ما يحفظ القيم و من الحاضر من يمنح الفرص لحياة ديمقراطية ناضجة من غير تهويل أو صراخ ، و صولا ً إلى مستقبل مستند ٍ إلى " الضرورة والحاجة والشروط الحقيقيّة للبقاء والحريّة " ، التي من شأنها تحقيق مجتمعات العدل والمساواة والعلم والتكافل الإنسانيّ .
.. في انتظار أن تتبدّل الأحوال ، لا مناص لنا من الاستمرار في كتابة النقد الاجتماعيّ لنؤسّس لبناء اجتماعيّ متين يكون الإنسان فيه عنوان الحضارة والحياة .