الوسط الإسلاميّ ينسحب لصالح "المحاصصة" المبهمة. . والأحوال لا تسر !
ماجد شاهين
جو 24 : باعة الخضار لا يتقيّدون بالأسعار المُعلن عنها والمحدّدة من قِيَل وزارة الصناعة والتجارة ، و يقولون أنّ تجّار الجملة و زعماء السوق هم الذين يتحكمون في الأسعار ضاربين بقرارات " التسعير " عُرض الحائط .
... والأحوال في طريقها إلى "ما لا يُصدّق"، فما عاد عقل آدميّ يحتمل كلّ هذا الجدل والصراخ في الشارع والبيت والمحل التجاريّ و حافلة النقل ، وفي الهواجس .
.. ليست الأزمة في الأسعار والغذاء والدواء والماء والهواء والكهرباء ، فحسب ، بل ثمّة عناوين أخرى واضحة ومخيفة للأزمة / الأزمات، هناك أزمة خوف وترقّب وقلق على المستقبل القريب والبعيد ، وهناك قلق على تحوّلات مجتمعيّة أخلّت بكثير من القيم والسلوكات الإيجابيّة وأحالت كثيراً من مشاهد حياتنا الجميلة إلى مشاهد خوف و فزع ، والأمثلة كثيرة في الأنحاء .
.. ينفعنا ، وإن بشكل مؤقت ، أن ننتصر في مشهد رياضيّ لكي نفرح و نؤجّل حلقات النميمة والوقيعة أو نعمل على ترحيلها .. ذلك ينفع لكنّه مؤقت ، وسرعان ما نعود إلى قضايانا الأساسيّة المُلحّة والمتصلة بقوت الناس و عناوين حياتهم السياسيّة والمجتمعيّة .
من غير المعقول أن نمرّ على أخبار ٍ مؤلمة من دون الحديث فيها ، بعيداً عن ( استقالة هنا وإقالة هناك و غضب هنا و استرضاء هناك و موقف معلن هنا وموقف في الخفاء هناك ) ، أقصد بعيداً عن لعبة ( الاستغمّاية ) فالحال لا تسرّ ، لا في المستوى الاقتصاديّ المعيشيّ ولا في كلام الصالونات و لهجات التخاطب التي تعدّدت لصالح ( مشارط التقسيم والبحث عن حضور في التاريخ أو غياب في الجغرافيا ) وبشكل لم نعهده من قبل .
.. مخيف هذا الذي يحدث ، وليس لائقاً بالمرّة أن نتجاهل الخوض في سبل معالجته ، فاليوم مثلا ً ، تخرج إلينا كتلة نيابيّة سياسيّة تمثل حزب الوسط الإسلاميّ بتصريح يفسر ويقدم حيثيّات " سحب / انسحاب " مرشّح الحزب لسباق رئاسة الندوة النيابيّة .
والحزب يقول في بيان الانسحاب ما نصّه : " ثانيا: تقديرا من الكتلة لاعتبارات توزيع المؤسسات الدستورية على الطيف الوطني و بالنظر الى تشكيل رئاسة مجلس الاعيان فقد ارتأى النائب الدكتور مصطفى العماوي سحب ترشيحة من انتخابات رئاسة مجلس النواب ."
.. حاولت أن أستوعب الفكرة فلم أفلح في ذلك ، ما معنى اعتبارات توزيع المؤسسات الدستورية على الطيف الوطني ؟ وهل ذلك معقول وهل يكون التبرير مقبولا ً من حزب سياسيّ لا يعرف التجزئة ويحاربها ؟
.. وهل يقرّ الحزب بفكرة المحاصصة ، لو افترضنا أنها حاصلة أو أن ّ أحدا ً يعمل عليها ؟
...
أنا أكاد أجزم أن خلايا الدماغ البشريّ تتلف وتموت ، ليس فقط بسبب أمراض محدّدة ، بل كذلك بسبب أخبار و إشاعات و عناوين يجري الخوض فيها هنا وهناك .
.. القصص باتت يوميّة وتتصل بحوادث و مصائب لم تكن تخطر على بال أحد ، فتلك الأم التي فضّلت حقن طفلتها المريضة لكي تنهي حياتها ، لا بدّ من أسباب كبيرة دفعتها إلى فعلتها ، أمّ الفتاة ذات السنوات العشر التي انتحرت بمنديل ، فالأمر في حاجة إلى انتباه مثلما هي حالة الرضيعة التي قضت غرقا ً في سطل / جالون ماء .
...
يحدث ذلك كلّه وما نزال ، وبالأسف كلّه ، نقص ّ الأثر وراء بعضنا ونبحث عن ألوان عيون الجد ّ السادس لكل واحد فينا !
... والأحوال في طريقها إلى "ما لا يُصدّق"، فما عاد عقل آدميّ يحتمل كلّ هذا الجدل والصراخ في الشارع والبيت والمحل التجاريّ و حافلة النقل ، وفي الهواجس .
.. ليست الأزمة في الأسعار والغذاء والدواء والماء والهواء والكهرباء ، فحسب ، بل ثمّة عناوين أخرى واضحة ومخيفة للأزمة / الأزمات، هناك أزمة خوف وترقّب وقلق على المستقبل القريب والبعيد ، وهناك قلق على تحوّلات مجتمعيّة أخلّت بكثير من القيم والسلوكات الإيجابيّة وأحالت كثيراً من مشاهد حياتنا الجميلة إلى مشاهد خوف و فزع ، والأمثلة كثيرة في الأنحاء .
.. ينفعنا ، وإن بشكل مؤقت ، أن ننتصر في مشهد رياضيّ لكي نفرح و نؤجّل حلقات النميمة والوقيعة أو نعمل على ترحيلها .. ذلك ينفع لكنّه مؤقت ، وسرعان ما نعود إلى قضايانا الأساسيّة المُلحّة والمتصلة بقوت الناس و عناوين حياتهم السياسيّة والمجتمعيّة .
من غير المعقول أن نمرّ على أخبار ٍ مؤلمة من دون الحديث فيها ، بعيداً عن ( استقالة هنا وإقالة هناك و غضب هنا و استرضاء هناك و موقف معلن هنا وموقف في الخفاء هناك ) ، أقصد بعيداً عن لعبة ( الاستغمّاية ) فالحال لا تسرّ ، لا في المستوى الاقتصاديّ المعيشيّ ولا في كلام الصالونات و لهجات التخاطب التي تعدّدت لصالح ( مشارط التقسيم والبحث عن حضور في التاريخ أو غياب في الجغرافيا ) وبشكل لم نعهده من قبل .
.. مخيف هذا الذي يحدث ، وليس لائقاً بالمرّة أن نتجاهل الخوض في سبل معالجته ، فاليوم مثلا ً ، تخرج إلينا كتلة نيابيّة سياسيّة تمثل حزب الوسط الإسلاميّ بتصريح يفسر ويقدم حيثيّات " سحب / انسحاب " مرشّح الحزب لسباق رئاسة الندوة النيابيّة .
والحزب يقول في بيان الانسحاب ما نصّه : " ثانيا: تقديرا من الكتلة لاعتبارات توزيع المؤسسات الدستورية على الطيف الوطني و بالنظر الى تشكيل رئاسة مجلس الاعيان فقد ارتأى النائب الدكتور مصطفى العماوي سحب ترشيحة من انتخابات رئاسة مجلس النواب ."
.. حاولت أن أستوعب الفكرة فلم أفلح في ذلك ، ما معنى اعتبارات توزيع المؤسسات الدستورية على الطيف الوطني ؟ وهل ذلك معقول وهل يكون التبرير مقبولا ً من حزب سياسيّ لا يعرف التجزئة ويحاربها ؟
.. وهل يقرّ الحزب بفكرة المحاصصة ، لو افترضنا أنها حاصلة أو أن ّ أحدا ً يعمل عليها ؟
...
أنا أكاد أجزم أن خلايا الدماغ البشريّ تتلف وتموت ، ليس فقط بسبب أمراض محدّدة ، بل كذلك بسبب أخبار و إشاعات و عناوين يجري الخوض فيها هنا وهناك .
.. القصص باتت يوميّة وتتصل بحوادث و مصائب لم تكن تخطر على بال أحد ، فتلك الأم التي فضّلت حقن طفلتها المريضة لكي تنهي حياتها ، لا بدّ من أسباب كبيرة دفعتها إلى فعلتها ، أمّ الفتاة ذات السنوات العشر التي انتحرت بمنديل ، فالأمر في حاجة إلى انتباه مثلما هي حالة الرضيعة التي قضت غرقا ً في سطل / جالون ماء .
...
يحدث ذلك كلّه وما نزال ، وبالأسف كلّه ، نقص ّ الأثر وراء بعضنا ونبحث عن ألوان عيون الجد ّ السادس لكل واحد فينا !