والغياب عنواننا الكبير
تشظّيات الأمّة أوسع من أن يشملها كلام عابر أو تصنيف ، فثمّة في الأنحاء مشهد باذخ ٍ من الانحياز و الانخراط في ما يشبه " ورشات الجنون " أو حفلات الندب واللطم .
.. ثمّ في الساحات من ينخرط في ( جوقة / حفلة / رقصة ) كذب على النفس و امتداح من لا يستحقّ المدح و التمسّح بأثوابه و ذيول قمصانه .
.. وهناك من ينخرط في ورشة ( استرجاع ) تبعث الماضي بما كان فيه من أوهام فرديّة و جمعيّة .
.. وهناك من يجول في الأرجاء مكتفيا ً بـــ ِ ( الدندنة والتمتمة و تحريك اليد بطريقة مريبة أو مثيرة للسؤال ) و يغط بعد ذلك في صمت عميق .
.. و من الناس من يطلق اللعنات و يحيل أسباب خيباته المتكررة إلى انتكاسة في المشروع النهضويّ القوميّ .
.. و آخر يذهب إلى أبعد من ذلك و يضع الكرة في ملعب الفكرة الإنسانيّة و يتهم الصيغة الحضاريّة بتجاهل بيئته و مشكلاته .
كُلّنا ، في طول البلاد العربيّة و عرضها ، منخرطون في ورشة ندب ٍ و تلاوم ٍ و " إحالات للمشهد من زاوية الواقع إلى زوايا الأسباب " ، وكلّنا نتجه إلى صيغ بكاء جاهزة و ربّما إلى صيغ ِ قطيعة مع أنفسنا .
ذلك كلّه يحدث لأن ّ سلّتنا الذهنية والفكرية والسياسيّة والاجتماعية فارغة إلا ّ من مفردات وقيم ( تراجع ٌ / تدن ّ ٍِ / نكوص ٌ / توجّس ٌ / خيبة ٌ / هروب ٌ / انغلاق ٌ / أنانيّة ٌ ونرجسيّة / استلاب ٌ / تهرّؤ ٌ / عجز ٌ / كسل ٌ / ريبة ٌ / سوء نيّة وسوء ظنّ وسوء طويّة / والتوصيفات تطول .
ما سبق كلّه وكثير ممّا يمكن إضافته من توصيفات ، ملامح ومحدّدات تحكم المشهد الوطنيّ السياسيّ العربيّ الفردي والجمعي و تتغلغل في جوّانيّات الوجدان والروح العربيّان .
... والغياب ُ عنواننا الكبير .