على الطريقة الكورية !
تفتحت قريحة الأردنيين و تفتحت جروحهم على خبر من كوريا الشمالية تناقلته وسائل الاعلام الدولية و روجته بطريقة دست فيها مزيدا من التبشيع و شيطنة نظام الحكم هناك مفادة تصفية " زوج عمة " الرئيس الكوري الشاب بسبب تهم مبهمة تمس أمن الدولة و نظام الحكم هناك أسفرت بحسب طريقة الحكم القائمة الى تقديم الضحية وجبة دسمة لكلاب متوحشه التهمته بشحمه و لحمه و عظمه.
قبلها بشهور كان وزير دفاع تلك الدولة قد أعدم بواسطة قذيفة " ار . بي . جي " مضادة أصلا للدروع لتهم تتعلق بشربه الخمر اثناء الحداد الرسمي على والد الرئيس الحالي!
القتل بتلك الطرق وحشي للغايه حقا , لكن القتل دائما مؤلم أيا كانت تفاصيله و ادواته . و القتل حينما يترك دما يزداد بشاعة لذلك – تحديدا – تعرف بعض الأنظمة كيف تقتل بنعومة فتتجنب إراقة السائل الأحمر و تفتيت الأجساد فتعفي نفسها من تبعات القتل فتلجأ الى القتل عبر الضرائب و الرسوم و إنكار هوية الشعب و تدوير المناصب و تزوير الضمائر و مصادرة الذمم!
يتندر الأردنيون على أحوال بلدهم اليوم بعد أن أغرق " بضعة " فاسدين " بقية " ملايين الأردنيين بالديون التي لم نستفد منها " مليما " واحدا فكل شيء بالبلد " زفت " عدا الشوارع!
فوضى الفساد قاد الى فوضى الديون و فوضى الديون قادت الى فوضى الغلاء و فوضى الغلاء قاد الى فوضى الانتماء للبلد و و أوهن التمسك بها و العمل لاجلها و قادنا أيضا الى فوضى أخلاقية عنيفة فتت المجتمع الأردني و نكلت بقيمه دون ان يقود كل ذلك ليس الى تقديم فاسد واحد وجبة للكلاب لا بل حتى لمجرد استدعائه للتحقيق امام هيئة قضائية موثوقة!
برغم الإحباط و ثقل وطأة الحياة على المجتمع الاردني جراء فوضى بضعة فاسدين فإنه لا يطالب بدماء من نكل بالأردنيين و دولتهم و مجتمعهم و يأمل – و يبدو أن عيبه انه يأمل فقط – في محاكمات تنظف مراكز القرار ممن يتفنون في الاساءة للدولة و شعبها و نظام حكمها ايضا و الاخير مسؤول دستوريا و أخلاقيا عن كل المتهمين بالفساد لانهم إما انهم رؤوساء حكومات او وزراء او رؤوساء ديوان ملكي او قادة اجهزة امنيه وفدوا الى مراكز قرار حساسة دون ان يحاسبوا و ينشغلون اليوم في جاهات و " طلبات عرايس "!
حسنا , بما أن القصة معروفة تماما و كي لا أطيل فأنه من الوحشية حقا أن تترك كلبا ينهش إنسانا حتى الموت -و إن كان فاسدا- ، لكن الوحشية الأكبر هي ان تقتل الناس بطريقة مبتكره فتترك الفاسد ينهش شعبا كاملا دون حساب!