اختطاف شعب

جو 24 : عندما يتعلق الأمر ببني صهيون يتوقف المنطق وتنقلب الموازين، ويصبح الصواب خطأ والخطأ صوابا، والعدل ظلما والظلم عدلا، والضحية جلادا والجلاد ضحية، والمخطوف خاطفا والخاطف مخطوفا.
في كل مرحلة من مراحل التاريخ هناك قوة تحدد المعايير الأخلاقية وتضبطها على بوصلتها، لكن الفارق اليوم أن الرسميين من بني جلدتنا هم اليوم أقرب لمعيار بني صهيون من معايير الحق والعدالة التي تؤمن بها شعوبهم.
يحق لجيش الاحتلال أن يعاقب ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وأن يحاصرهم ويعزلهم عن الخارج، ويحق له أن يداهم آلاف البيوت وينتهك حرمتها ويفزع أهلها، ويحق له أن يعتقل المئات ويسومهم سوء العذاب، ويحق له أن يهدد ويتوعد. يحق له أن يبعد مواطنين فلسطينيين من مدنهم ويحق له أن يقصف من شاء ومتى شاء وأينما شاء في قطاع غزة. ولسان حال سلطة رام الله، «معلش الجماعة دمهم فاير»، وتطبيقا للمقولة فقد أخلت الأجهزة الأمنية جميع شوارع الضفة الغربية للجيش الإسرائيلي «اللي فاير دمه».
جريمة المقاومة الفلسطينية أنها اختطفت ثلاثة مستوطنين، فيما لا يحاسب أحد الصهاينة الذين يختطفون شعبا كاملا؛ يحاصرون شعبا كاملا في غزة، ويمنعون عنه كل شيء، وفي الضفة ما إن قرروا حتى أغلقوا الضفة الغربية وقطعوا أوصالها، وداهموا بيوتها وانتهكوا حرماتها.
اختطاف ثلاثة محتلين حرك العالم، واختطاف شعب بأكمله لم يحرك حتى ساسة هذا الشعب.

السبيل