عن لهجات حوارنا !
ماجد شاهين
جو 24 : لو تعطّل ضخ ّ المياه إلى مدينتا ، ليوم أو اثنين أو انعدمت المياه لشهر مثلا ً ، يأخذ الناس في التفسير والتبرير والتقوّل والباطنيّات الكلاميّة الاتّهاميّة .
* و حين يدور الحديث عن المشكلة ، عن انقطاع المياة و أسبابه ، يتحدث الناس عن الأزمة بلهجات ومفردات متباينة و فق مكان الحديث و فضائه و مساحاته و جغرافيّته و اللهجة المحكيّة و الموقف المسبق حول هكذا أزمات :
__ في منزلنا ، سيكون الحديث بمفردات وشتائم خاصّة واتهاماتنا ستكون موجهة إلى عناوين و جغرافيّات محددة ، مثلا ً !
__ عند مجاورين لنا ، من أبناء حارتنا ، سيكون الخطاب مغايرا ً و بلهجة أخرى و بعناوين اتهام بعيدة عن عناويننا والجغرافيّات المتهمة ستكون غير تلك التي عند آخرين ، مثلا ً !
__ في حارات و جغرافيّات أخرى ، تتعدد لهجات ومفردات وشتائم الخطاب و بسقوف مغايرة في الباطن والعلن .
* كلّ بيت له لهجته و أسباب تفسيره واتهاماته و قبوله أو رفضه للمشكلة ، و كذلك كلّ شارع في حارة و كلّ حارة و كلّ حيّ و كل منطقة جغرافيّة و بتفصيلاتها .
** لا أحد فينا ، في المنازل والحارات والمناطق ، يكتفي بإحالة مشكلة انقطاع المياه إلى ظروف فنيّة عطّلت شبكة المياه ، بل نروح إلى تفسيرات مختلفة و اتهامات مختلفة وإسقاطات مختلفة .
** وهكذا ، ننحاز إلى باطنية المفردة و الظنّ المغاير ، حتى وإن كان العنوان محددا ً واضحا ً !
و لذلك ، لن تعلو أصواتنا موحدين ضد ّ " تلوّث المياه " أو ضد " أكوام النفايات التي تلوّث البيئة " مثلا ً ، و لكنّنا سنذهب إلى تفسيراتنا المغلقة و المتباينة حول من الذي يطرح النفايات أكثر من الآخر و من أي شارع و حارة .. و سنخوض مطوّلا ً و بلهجات متفاوتة وشتائم متفاوتة ، حسب الشارع والحارة ، في مسائل من مثل : من الذي يستهلك مياها ً أكثر من الآخر و من الذي يستخدم المياه لغسل مركبته أو لريّ بستانه ؟
** نروح إلى الزوايا واللهجات التنفيسيّة الباطنيّة ، و قد يجرؤ أحد ويتحدث في العلن ، و نترك جانبا ً عنوان المشكل الرئيس و المحدد في تعطّل ضخ ّ المياه .
* وللتذكير فإن ّ تعطّل ضخ المياه ، يتسبب في انقطاع المياه عن أبناء الحارة والحيّ والمدينة ولا يستثني أحدا ً ، و رغم ذلك نغوص في تفصيلات أخرى و بأصوات متفاوتة الوضوح واللهجات .
...
أمّا حين نلتقي جميعا ً في ساحة عامّة أو يلتقي أطراف من حارات متعدّدة و من منازل متعدّدة و من مدن متعدّدة ، يكون الخطاب واضحاً حول شح ّ المياه أو حول ضرورة إصلاح المضخّات ، و يصفق الحاضرون لأنّهم قالوا كلاما ً واحدا ً ... و في طريق مغادرتهم يأخذون في الانحياز إلى التمتمة الجانبيّة وبلهجات تتلاءم و ذهنيّة المتمتمين والمتهامسين ، فإن كانوا من بيت واحد أو حارة واحدة أو جغرافيا واحدة فهمساتهم ستكون مختلفة عمّا ستكون لو كانوا من حارات مختلفة أو من جغرافيّات مختلفة .
* للمناسبة ، تعالوا نشرب ، فالمياه ليست ملوّثة .
* و حين يدور الحديث عن المشكلة ، عن انقطاع المياة و أسبابه ، يتحدث الناس عن الأزمة بلهجات ومفردات متباينة و فق مكان الحديث و فضائه و مساحاته و جغرافيّته و اللهجة المحكيّة و الموقف المسبق حول هكذا أزمات :
__ في منزلنا ، سيكون الحديث بمفردات وشتائم خاصّة واتهاماتنا ستكون موجهة إلى عناوين و جغرافيّات محددة ، مثلا ً !
__ عند مجاورين لنا ، من أبناء حارتنا ، سيكون الخطاب مغايرا ً و بلهجة أخرى و بعناوين اتهام بعيدة عن عناويننا والجغرافيّات المتهمة ستكون غير تلك التي عند آخرين ، مثلا ً !
__ في حارات و جغرافيّات أخرى ، تتعدد لهجات ومفردات وشتائم الخطاب و بسقوف مغايرة في الباطن والعلن .
* كلّ بيت له لهجته و أسباب تفسيره واتهاماته و قبوله أو رفضه للمشكلة ، و كذلك كلّ شارع في حارة و كلّ حارة و كلّ حيّ و كل منطقة جغرافيّة و بتفصيلاتها .
** لا أحد فينا ، في المنازل والحارات والمناطق ، يكتفي بإحالة مشكلة انقطاع المياه إلى ظروف فنيّة عطّلت شبكة المياه ، بل نروح إلى تفسيرات مختلفة و اتهامات مختلفة وإسقاطات مختلفة .
** وهكذا ، ننحاز إلى باطنية المفردة و الظنّ المغاير ، حتى وإن كان العنوان محددا ً واضحا ً !
و لذلك ، لن تعلو أصواتنا موحدين ضد ّ " تلوّث المياه " أو ضد " أكوام النفايات التي تلوّث البيئة " مثلا ً ، و لكنّنا سنذهب إلى تفسيراتنا المغلقة و المتباينة حول من الذي يطرح النفايات أكثر من الآخر و من أي شارع و حارة .. و سنخوض مطوّلا ً و بلهجات متفاوتة وشتائم متفاوتة ، حسب الشارع والحارة ، في مسائل من مثل : من الذي يستهلك مياها ً أكثر من الآخر و من الذي يستخدم المياه لغسل مركبته أو لريّ بستانه ؟
** نروح إلى الزوايا واللهجات التنفيسيّة الباطنيّة ، و قد يجرؤ أحد ويتحدث في العلن ، و نترك جانبا ً عنوان المشكل الرئيس و المحدد في تعطّل ضخ ّ المياه .
* وللتذكير فإن ّ تعطّل ضخ المياه ، يتسبب في انقطاع المياه عن أبناء الحارة والحيّ والمدينة ولا يستثني أحدا ً ، و رغم ذلك نغوص في تفصيلات أخرى و بأصوات متفاوتة الوضوح واللهجات .
...
أمّا حين نلتقي جميعا ً في ساحة عامّة أو يلتقي أطراف من حارات متعدّدة و من منازل متعدّدة و من مدن متعدّدة ، يكون الخطاب واضحاً حول شح ّ المياه أو حول ضرورة إصلاح المضخّات ، و يصفق الحاضرون لأنّهم قالوا كلاما ً واحدا ً ... و في طريق مغادرتهم يأخذون في الانحياز إلى التمتمة الجانبيّة وبلهجات تتلاءم و ذهنيّة المتمتمين والمتهامسين ، فإن كانوا من بيت واحد أو حارة واحدة أو جغرافيا واحدة فهمساتهم ستكون مختلفة عمّا ستكون لو كانوا من حارات مختلفة أو من جغرافيّات مختلفة .
* للمناسبة ، تعالوا نشرب ، فالمياه ليست ملوّثة .