عن خبر الدخان الأصفر و باسل العكور و توزيع الأدوار !
ماجد شاهين
جو 24 : في فجر أحد الأيام ، قبل أكثر من خمس سنوات ، كنت جالساً إلى شاشة الحاسوب ، كما جرت العادة ، و إذا بالمكان يهتزّ إثر دويّ في مكان قريب ، هُرعت إلى النافذة و شاهدت لهبا ً أصفر اللون يتصاعد بشكل كثيف من مبنى لا يبعد عن منزلي أكثر من مائة وخمسين متراً .
.. خرجت من المنزل باتجاه المكان ، و إذا بي أجد عددا ً من المختصين من رجال الأمن والإطفاء يعاينون انبعاث النار أو الغازات الملتهبة ، من روضة للأطفال في حارتنا ، لم يكن عدد الحاضرين يزيد عن عشرة أشخاص ، كان بعضهم يعاين داخل المدرسة و عدد قليل يعاين ويستطلع عند بوابة الروضة .
.. المهم في القصة : تقرير أوّلي يقول أن الحريق أو اللهب المنبعث ناتج عن انفجار في اسطوانة غاز في مطبخ الروضة نتج عنه تصدّعات في المطبخ وغرف مجاورة ولم ينتج عن الحادث خسائر أو إصابات بشريّة ، وفي ما بعد أظهرت تقارير أن الأمر وقع بسبب سوء استخدام لاسطوانة وبشكل غير مقصود .
...
رجعت إلى المنزل و فتحت صفحة الكتابة على الشاشة ، و كتبت ، وبشكل مُستعجَل ، خبرا ً عن الحادث من دون صور لأن المختصين المعاينين منعوا التصوير في حينه حتى الانتهاء من المعاينة ، و انتهيت من كتابة الخبر و كان مصوغاً بشكل مكثّف من دون زيادات أو شوائب و بكلمات محدودة ، و أرسلت الخبر إلى موقع إليكترونيّ معروف عند الساعة الخامسة و خمس و أربعين دقيقة .
.. لم أكتب اسمي على الخبر ولكني وضعته مع رقم هاتفي في الخانة المخصصة لذلك في صفحة معلومات مرسل الخبر .
و للمناسبة لم يكن أحد من الصحافيين أو الإعلاميّين حاضراً ساعة وقوع الحادث أو حتى بعد ذلك بساعات .. أظنهم عرفوا بعد التاسعة صباحا ً .
...
حتى التاسعة لم يُنشر الخبر ، في التاسعة و عشر دقائق كان هاتفي الخلويّ يرن ّ من خلال اتصال من أحدهم ، أجبت على الاتصال و إذا بشخص يقول : مرحبا ً ، لقد وجدت خبرا ً مرسلا ً لموقعنا ومرفق معه هذا الرقم .. هل هو لك ؟
قلت : نعم ، هو لي و أنا كتبت الخبر و أرسلته ، ولكن من أنت ؟
قال : أنا باسل العكور .
قلت : يا مرحبا أستاذ باسل ، أنا كنت قريبا ً من الحادث و كتبت ما يمكن كتابته .
قال : ماذا تعمل أنت الآن ؟
قلت : لا شيء ، متعطّل و أحبّ متابعة الأخبار و حسب .
قال : ولكن الخبر ينطوي على مهنيّة واضحة وعالية .
قلت : إذا كنت تراه كذلك فأنا أشكر لك رأيك
قال : هل تمانع في أن نضع اسمك على الخبر .
قلت : لست أسعى إلى ذلك ولكني لا أمانع .
( لم أكن تحدثت بالمرة مع باسل العكور قبل ذلك ولم أقابله نهائيا ً حتى الآن ، وتحدثنا مرتين بعد ذلك منذ زمن بعيد ) .
...
نشر الموقع الخبر في حينه عند التاسعة والربع صباحاً ، و كان الخبر منشوراً بالنص المرسل وبالعنوان الذي وضعته .
.. قلت لباسل في حينه أنكم تأخرتم في نشر الخبر ، فقال أنه أخذه النوم وفي العادة يتلقّى اتصالات هاتفية في مثل هذه الأحداث أو أن العاملين في الموقع لم يتابعوا الخبر ، فقلت له أنني اخجل من الإلحاح أو حتى المتابعة .
.. نشرت بعد ذلك في الموقع ذاته عددا ً من المقالات والقراءات الانتخابيّة .
...
و بعد انتقال باسل العكور إلى موقعه الجديد ( jo24 ) ، نشرت عنده عددا ً من المقالات ، وإلى اليوم لم أر باسلا ً وجها ً لوجه ولم أتحدث معه هاتفيا ً سوى في المرتين المذكورتين آنفا ً .
...
كيف نشر باسل العكور الخبر في حينه وهو لا يعرفني و لا يوجد في الخبر ما يؤكد صدقيّته من حيث استناده إلى مصدر تربويّ أو أمني ؟
كنت قلت لباسل أن الجهات المختصة كانت تعاين و رفضت أن تمنحني رأيا ً أو موقفا ً حول ما جرى ، وطلبت أن نغادر المكان ولم أكن أحمل بطاقة صحافيّة تؤهلني لاقتحام القصة والحصول على معلومات ضافية .
.. أعتقد أن باسل العكور ، كان مديرا ً لتحرير الموقع ربما في حينه ، أجرى اتصالاته بذاك الشأن وتيقن من وقوع الحادث / الخبر .
...
عملت في الصحافة ، و أعرف مفرداتها و مفاتيحها و تعلّمت الكثير من أسرارها ، لكنّني لست عضوا ً في نقابة الصحافيّين و لست ُ عضوا ً في أيّة هيئة إعلاميّة .
أمارس هوايتي بكتابة لها علاقة بالصحافة والإعلام ، بين حين ٍ و آخر ، لكنّني لست ُ إعلاميّا ً بالمفهوم الذي يُتداول العمل به في أوساط الصحافة والإعلام عندنا .
... أكتفي بكوني كاتبا ً ( في القصة والنصّ والمقالة والسيرة و القصيدة ) و لا أقحم نفسي الآن في مجال الصحافة والإعلام رغم أنّي كنت عملت فيه كثيرا ً وابتعدت ُ .
... السؤال من بعد هذه الحكاية : نفتح مواقع إليكترونيّة و صحفاً ورقية عديدة ونقرأ ، فنجد مقالات وكتابات منشورة ، في عدد غير قليل ٍ منها لا نجد معايير النشر الواضحة و منها ما لا يستحق النشر ، و ربّما يكون مسلوقا ً و مكتوبا ً بطريق النسخ واللصق أو منقولا ً عن موقع هنا وهناك .. فلماذا يحدث ذلك ؟
لا تفسيرات محدّدة عندي لمثل هذه الظاهرة ، لكنّ الاجتهاد مفتوحة أبوابه ، والتفسير لا يخرج عن ( أدوار موزّعة ) أو ( رسائل ينقلها فلان ولا يُسمح لفلان الآخر بنقلها ) ، والسؤال الفاقع المطروح : كيف يحاكم صاحب الحق في نشر المقالات أو الكتابات ( المادة المكتوبة ) ، هل يضع في ذهنه اسم الكاتب كمقياس للنشر أم تكون المعالجة المكتوبة وجودتها شرطاً أساسيّاً لنشرها ؟
الكتابة موقف ، وإلى أن أجد إجابات عن أسئلة حولها ، سأقول : ربّما بات الكاتبون يلعبون أدواراً أخرى من مثل توجيه الرسائل و إطلاق بالونات اختبار هنا وهناك .. ولا أقول عن التحريض وتشكيل الاصطفافات والتنفيس وإشغال الرأي العام بقصص أقل ّ أهمية وخطورة من تلك التي يرويها الناس في المنازل .
.. خرجت من المنزل باتجاه المكان ، و إذا بي أجد عددا ً من المختصين من رجال الأمن والإطفاء يعاينون انبعاث النار أو الغازات الملتهبة ، من روضة للأطفال في حارتنا ، لم يكن عدد الحاضرين يزيد عن عشرة أشخاص ، كان بعضهم يعاين داخل المدرسة و عدد قليل يعاين ويستطلع عند بوابة الروضة .
.. المهم في القصة : تقرير أوّلي يقول أن الحريق أو اللهب المنبعث ناتج عن انفجار في اسطوانة غاز في مطبخ الروضة نتج عنه تصدّعات في المطبخ وغرف مجاورة ولم ينتج عن الحادث خسائر أو إصابات بشريّة ، وفي ما بعد أظهرت تقارير أن الأمر وقع بسبب سوء استخدام لاسطوانة وبشكل غير مقصود .
...
رجعت إلى المنزل و فتحت صفحة الكتابة على الشاشة ، و كتبت ، وبشكل مُستعجَل ، خبرا ً عن الحادث من دون صور لأن المختصين المعاينين منعوا التصوير في حينه حتى الانتهاء من المعاينة ، و انتهيت من كتابة الخبر و كان مصوغاً بشكل مكثّف من دون زيادات أو شوائب و بكلمات محدودة ، و أرسلت الخبر إلى موقع إليكترونيّ معروف عند الساعة الخامسة و خمس و أربعين دقيقة .
.. لم أكتب اسمي على الخبر ولكني وضعته مع رقم هاتفي في الخانة المخصصة لذلك في صفحة معلومات مرسل الخبر .
و للمناسبة لم يكن أحد من الصحافيين أو الإعلاميّين حاضراً ساعة وقوع الحادث أو حتى بعد ذلك بساعات .. أظنهم عرفوا بعد التاسعة صباحا ً .
...
حتى التاسعة لم يُنشر الخبر ، في التاسعة و عشر دقائق كان هاتفي الخلويّ يرن ّ من خلال اتصال من أحدهم ، أجبت على الاتصال و إذا بشخص يقول : مرحبا ً ، لقد وجدت خبرا ً مرسلا ً لموقعنا ومرفق معه هذا الرقم .. هل هو لك ؟
قلت : نعم ، هو لي و أنا كتبت الخبر و أرسلته ، ولكن من أنت ؟
قال : أنا باسل العكور .
قلت : يا مرحبا أستاذ باسل ، أنا كنت قريبا ً من الحادث و كتبت ما يمكن كتابته .
قال : ماذا تعمل أنت الآن ؟
قلت : لا شيء ، متعطّل و أحبّ متابعة الأخبار و حسب .
قال : ولكن الخبر ينطوي على مهنيّة واضحة وعالية .
قلت : إذا كنت تراه كذلك فأنا أشكر لك رأيك
قال : هل تمانع في أن نضع اسمك على الخبر .
قلت : لست أسعى إلى ذلك ولكني لا أمانع .
( لم أكن تحدثت بالمرة مع باسل العكور قبل ذلك ولم أقابله نهائيا ً حتى الآن ، وتحدثنا مرتين بعد ذلك منذ زمن بعيد ) .
...
نشر الموقع الخبر في حينه عند التاسعة والربع صباحاً ، و كان الخبر منشوراً بالنص المرسل وبالعنوان الذي وضعته .
.. قلت لباسل في حينه أنكم تأخرتم في نشر الخبر ، فقال أنه أخذه النوم وفي العادة يتلقّى اتصالات هاتفية في مثل هذه الأحداث أو أن العاملين في الموقع لم يتابعوا الخبر ، فقلت له أنني اخجل من الإلحاح أو حتى المتابعة .
.. نشرت بعد ذلك في الموقع ذاته عددا ً من المقالات والقراءات الانتخابيّة .
...
و بعد انتقال باسل العكور إلى موقعه الجديد ( jo24 ) ، نشرت عنده عددا ً من المقالات ، وإلى اليوم لم أر باسلا ً وجها ً لوجه ولم أتحدث معه هاتفيا ً سوى في المرتين المذكورتين آنفا ً .
...
كيف نشر باسل العكور الخبر في حينه وهو لا يعرفني و لا يوجد في الخبر ما يؤكد صدقيّته من حيث استناده إلى مصدر تربويّ أو أمني ؟
كنت قلت لباسل أن الجهات المختصة كانت تعاين و رفضت أن تمنحني رأيا ً أو موقفا ً حول ما جرى ، وطلبت أن نغادر المكان ولم أكن أحمل بطاقة صحافيّة تؤهلني لاقتحام القصة والحصول على معلومات ضافية .
.. أعتقد أن باسل العكور ، كان مديرا ً لتحرير الموقع ربما في حينه ، أجرى اتصالاته بذاك الشأن وتيقن من وقوع الحادث / الخبر .
...
عملت في الصحافة ، و أعرف مفرداتها و مفاتيحها و تعلّمت الكثير من أسرارها ، لكنّني لست عضوا ً في نقابة الصحافيّين و لست ُ عضوا ً في أيّة هيئة إعلاميّة .
أمارس هوايتي بكتابة لها علاقة بالصحافة والإعلام ، بين حين ٍ و آخر ، لكنّني لست ُ إعلاميّا ً بالمفهوم الذي يُتداول العمل به في أوساط الصحافة والإعلام عندنا .
... أكتفي بكوني كاتبا ً ( في القصة والنصّ والمقالة والسيرة و القصيدة ) و لا أقحم نفسي الآن في مجال الصحافة والإعلام رغم أنّي كنت عملت فيه كثيرا ً وابتعدت ُ .
... السؤال من بعد هذه الحكاية : نفتح مواقع إليكترونيّة و صحفاً ورقية عديدة ونقرأ ، فنجد مقالات وكتابات منشورة ، في عدد غير قليل ٍ منها لا نجد معايير النشر الواضحة و منها ما لا يستحق النشر ، و ربّما يكون مسلوقا ً و مكتوبا ً بطريق النسخ واللصق أو منقولا ً عن موقع هنا وهناك .. فلماذا يحدث ذلك ؟
لا تفسيرات محدّدة عندي لمثل هذه الظاهرة ، لكنّ الاجتهاد مفتوحة أبوابه ، والتفسير لا يخرج عن ( أدوار موزّعة ) أو ( رسائل ينقلها فلان ولا يُسمح لفلان الآخر بنقلها ) ، والسؤال الفاقع المطروح : كيف يحاكم صاحب الحق في نشر المقالات أو الكتابات ( المادة المكتوبة ) ، هل يضع في ذهنه اسم الكاتب كمقياس للنشر أم تكون المعالجة المكتوبة وجودتها شرطاً أساسيّاً لنشرها ؟
الكتابة موقف ، وإلى أن أجد إجابات عن أسئلة حولها ، سأقول : ربّما بات الكاتبون يلعبون أدواراً أخرى من مثل توجيه الرسائل و إطلاق بالونات اختبار هنا وهناك .. ولا أقول عن التحريض وتشكيل الاصطفافات والتنفيس وإشغال الرأي العام بقصص أقل ّ أهمية وخطورة من تلك التي يرويها الناس في المنازل .