( .... ) !!
ماجد شاهين
جو 24 : (1)
يظنّون أنّ ( الخردة / البضاعة التالفة ) تُباع ، وحسب ، في أسواق الجمعة و عند أطراف الطرقات .
.. البضاعة التالفة ، والخردة صنف منها ، يمكن شراؤها من كثير من عقول البشر و منازلهم و شوارعهم و دكاكينهم ومقاهيهم وكتبهم ودفاترهم و خطاباتهم و أقوالهم في الحب .
(2)
هل يشحذ ُ الردّاحون ألسنتهم قبيل منازلات الردح و التشاتم ، كما يفعل القصاب حين يشحذ سكّينه و يجعلها جاهزة لتقطيع الذبيحة؟
.. ليست مهمّة الإجابة عن السؤال، لكن المهمّ: هل يشحذ المتغطرسون والردّاحون ألسنتهم بالاستناد إلى (فزعة التقادم المزروعة في عقولهم الباطنيّة)، أم يشحذونها بفزعة غطرسة التاريخ الذي يكتبه الأحياء ، أم بفزعة الخراب الاجتماعيّ الذي نخر عظم الجسد العربيّ و أطاح ثمار الخير في المساحات النقيّة ؟
...
للسؤال المطروح صلة بِـ(يوميّات حياتيّة) طغى عليها وفيها جدل ٌ عقيم وصراخ بلا معنى وصراعات على مطر ٍ لم ينزل بعد من الغيم.
.. نشحذ ألسنتنا و سيوف الصراخ و عصيّ الشتائم على مطر مرتقب ولم تتشكل الغيوم إلى الآن بعد .
(3)
الحقائب التي نحملها ، منفردين ، إلى قبورنا ، لا تشبه تلك الحقائب التي يحملها المسافرون أو تلك التي يحملها العائدون من الأسواق ومن الأشواق ومن الرحلات المترفة ومن البنوك ومن البحار ومن منازلات في الديار والأمصار !
.. الحقائب التي نحملها إلى القبور و قد لا يراها أحد من المشيّعين أو الأصدقاء الذين غابوا أو الحاضرين ، تلك لا تشبه حقائب يدسّ فيها الناس نقودا ً أو مالا ً أو أوراقاً تتعلّق بالاسم والعائلة والذاكرة والتاريخ والأصل ِ والفصل والجغرافيا والسطوة والعزوة والحظوة.
.. حقائبنا التي نحملها إلى القبور ، و لا يعرف عنها في العادة نفر ٌ كثير ، هذه حقائب أسرارنا التي في الروح و الخلجات والوجدان الحميم ، هذه لا تشبه دفاتر الأرقام ولا دفاتر الأحلام ولا تشبه العلامات الفارقة التي كان أحدهم يضعها سمّة ملازمة لنا .
.. الحقائب التي نحملها إلى القبور ولا يراها أحد ، تلك لا تحمل أوراقا ً ثبوتية لساكن القبر حول أحقيّته في أن يُدفن هنا .
.. حقائبنا التي نحملها إلى القبور ، نحملها منفردين ولا نحمل فيها شيئاً عن المرحوم جدّنا التاسع ولا عن مخارج الحروف في ألسنتنا .
...
الحقائب ، تلك التي لا تشبه الحقائب ، و نأخذها إلى القبور ، فيها أسئلة عميقة ، و حين نُسأل هناك:
)لا نُحاسب ُ فيها على لهجاتنا ولا على مواعيد ولاداتنا و لا على مطارح الصبا ( . .
يظنّون أنّ ( الخردة / البضاعة التالفة ) تُباع ، وحسب ، في أسواق الجمعة و عند أطراف الطرقات .
.. البضاعة التالفة ، والخردة صنف منها ، يمكن شراؤها من كثير من عقول البشر و منازلهم و شوارعهم و دكاكينهم ومقاهيهم وكتبهم ودفاترهم و خطاباتهم و أقوالهم في الحب .
(2)
هل يشحذ ُ الردّاحون ألسنتهم قبيل منازلات الردح و التشاتم ، كما يفعل القصاب حين يشحذ سكّينه و يجعلها جاهزة لتقطيع الذبيحة؟
.. ليست مهمّة الإجابة عن السؤال، لكن المهمّ: هل يشحذ المتغطرسون والردّاحون ألسنتهم بالاستناد إلى (فزعة التقادم المزروعة في عقولهم الباطنيّة)، أم يشحذونها بفزعة غطرسة التاريخ الذي يكتبه الأحياء ، أم بفزعة الخراب الاجتماعيّ الذي نخر عظم الجسد العربيّ و أطاح ثمار الخير في المساحات النقيّة ؟
...
للسؤال المطروح صلة بِـ(يوميّات حياتيّة) طغى عليها وفيها جدل ٌ عقيم وصراخ بلا معنى وصراعات على مطر ٍ لم ينزل بعد من الغيم.
.. نشحذ ألسنتنا و سيوف الصراخ و عصيّ الشتائم على مطر مرتقب ولم تتشكل الغيوم إلى الآن بعد .
(3)
الحقائب التي نحملها ، منفردين ، إلى قبورنا ، لا تشبه تلك الحقائب التي يحملها المسافرون أو تلك التي يحملها العائدون من الأسواق ومن الأشواق ومن الرحلات المترفة ومن البنوك ومن البحار ومن منازلات في الديار والأمصار !
.. الحقائب التي نحملها إلى القبور و قد لا يراها أحد من المشيّعين أو الأصدقاء الذين غابوا أو الحاضرين ، تلك لا تشبه حقائب يدسّ فيها الناس نقودا ً أو مالا ً أو أوراقاً تتعلّق بالاسم والعائلة والذاكرة والتاريخ والأصل ِ والفصل والجغرافيا والسطوة والعزوة والحظوة.
.. حقائبنا التي نحملها إلى القبور ، و لا يعرف عنها في العادة نفر ٌ كثير ، هذه حقائب أسرارنا التي في الروح و الخلجات والوجدان الحميم ، هذه لا تشبه دفاتر الأرقام ولا دفاتر الأحلام ولا تشبه العلامات الفارقة التي كان أحدهم يضعها سمّة ملازمة لنا .
.. الحقائب التي نحملها إلى القبور ولا يراها أحد ، تلك لا تحمل أوراقا ً ثبوتية لساكن القبر حول أحقيّته في أن يُدفن هنا .
.. حقائبنا التي نحملها إلى القبور ، نحملها منفردين ولا نحمل فيها شيئاً عن المرحوم جدّنا التاسع ولا عن مخارج الحروف في ألسنتنا .
...
الحقائب ، تلك التي لا تشبه الحقائب ، و نأخذها إلى القبور ، فيها أسئلة عميقة ، و حين نُسأل هناك:
)لا نُحاسب ُ فيها على لهجاتنا ولا على مواعيد ولاداتنا و لا على مطارح الصبا ( . .