الرقص ُ والمشانق وفنون التحايل !
ماجد شاهين
جو 24 : في الحياة اليوميّة، بما فيها المشاهد السياسيّة والاجتماعيّة والعلاقات العامّة، تتبدّل الأوراق ُ في سرعات فائقة ، وتنتقل البنادق من كتف ٍ إلى كتف ٍ بسرعة الريح والضوء ، وتتلوّن الاجتهادات بشكل يفتح بوّابة السؤال الفاقع : ما الذي يجعل المرء يتحوّل وبطريقة دراماتيكيّة هائلة من يمين اليمين إلى يسار اليسار ومن الوسط إلى المؤخرة ومن المؤخرة إلى النافذة والباب ومن هذه الصيغة المسلوقة أصلاً إلى صيغ ٍ أخرى قد لا تكون نضجت بعد أو هي في أصلها لم تدخل مطبخاً، لا سياسيّا ً ولا اجتماعيّاً .
هذا ما يُدعي ، بالمفهوم الاجتماعيّ القريب ، مشهد ُ الرقص ِ ... وللرقص فنون ٌ وشجون ٌ وشؤون ٌ ومريدون وأتباع ومروّجون ومستفيدون و طامحون و كثيرون ممّن يعلّقون الحبال ، حبال الرقص وحبال المشانق ، وأيّ مشانق تلك التي في انتظار من يعشق العتمة ولا يفتح عينيه إلا في حضورها ؟
يبرع ُُ الراقص ُ ، ولو إلى حين ٍ ، في استجلاب الحزن حين يكون الموقف حزيناً أو يقتضي ذلك ، ويبدع ُ في استدعاء واستحضار كومة هائلة من الضحك أو الفرح حين يلمح نافذة َ انفراج ٍ عند آخرين ... و يميل الراقصون إلى اختيار الوقت المناسب لإشاعة عتمتهم و تحويلها إلى ( ميدان صراع ٍ) ، فهم بغير ِ أدوات الرقص لا ينفذون إلى الناس .. وبغير ظلمة ٍ لا يجيدون الاستعراض أو التطبيل أو التزمير أو نقل البنادق !
في العادة ، ولزوم الترقيص والانتهاز ، يختبيء الراقص وراء وجوه المشاركين ويقتنص فرصة هنا أو إعثاراً هناك لكي يشهر سيوفه وأسافينه و أدوات الافتراس .. ولا يقيم وزناً لقيمة ٍ أو منهج أخلاقيّ أو حزن ٍ حقيقيّ أو حالة ٍ مرتبكة ... تلك فكرة الاصطياد !
للراقص صولته وجولته ، بالتصيّد والمكر ، يصطاد في مياه ٍ عكرة ٍ وفي تراب مجبول ٍ بالقهر أو الدم أو بعرق المُتعبين ... وإذا لم يجد مياهاً عكرة ، يلجأ إلى أيّ نقاء ٍ فيعكّره ويلوّثه للكي يحصل على صيده الثمين !
و الراقصون في العتمة، في الأغلب الأعم ّ لا يتقدمون الصفوف، بل ينتظرون انجلاء المواقف وينحازون إلى الأقوى في العلن، فيما هم يدغدغون عواطف الطرف الضعيف ويحرّضونه على (المناكفة والرفض والمكيدة)... للراقص أدواره، وليست محصورة في تفتيت المشهد أو جلب الحزن أو إحداث الوقيعة والمكيدة والفتنة... بل يسعى الراقص أن يفوز بالغنيمة بمفرده ويبيع حلفاءه بسعر رخيص ٍ دونما التفات إلى وازع ٍ أو ضمير ٍ أو حالة إنسانيّة... للرقص عند الراقصين فوائد ومصالح وحسابات، فالضمير مركون إلى زاوية بعيدة وكأنما أُصيب بغيبوبة والقلب لا تتجه مشاعره سوى إلى المنفعة وبوصلة الراقص لا تؤشّر إلا إلى (أنا ومن بعدي الطوفان).. لا يهم ّأن يفنى الآخرون ولا يهمّ إذا انجرحت قلوب وعقول، ولا يهم ّ، عند الراقص سوى أنه يمارس رقصته الأثيرة.
● يختلط المشهد، ولا نعود نفرّق بين الرقص والموقف ويشتبك الراقص والمرقوص معه في حلقة ٍ واسعة، ولا تنام عين الراقص أو تغفل إلاً حين ينهد ّ جسد الآخرين و تذوي عقولهم وقلوبهم، ويخرج الراقص منتصراً فيما خسائر الآخرين كبيرة... والغريب في أمر الرقص أن الراقص المدبّر للمكائد يتقدّم صفوف المعزّين والمحزونين في لعبة تمثيليّة قد تنطلي على المنشغلين والمكلومين.. لكنها، أي اللعبة، لا تنطلي على من يوقد شعلة الخير و يتقدّم صفوف الوعي ويسعى لجعل الحياة أكثر هدوءاً وجمالاً.
للآن، لم نقل ْ شيئاً في دهشة السؤال.. هل نعرف الراقصين؟ انظر من حولك وتحسّس أطرافك وسترى، أيّها المكلوم، أن ّ راقصاً من نوع ٍ ما يقترب منك أو هو دهمك بفعلته ودهائه... أما الراقص، فلا نظنّ انه امتحن ضميره، وإن ْ كان حدث ذلك فالضمير عنده منفصل ٌ أو غائب أو في إجازة طويلة.
هذا ما يُدعي ، بالمفهوم الاجتماعيّ القريب ، مشهد ُ الرقص ِ ... وللرقص فنون ٌ وشجون ٌ وشؤون ٌ ومريدون وأتباع ومروّجون ومستفيدون و طامحون و كثيرون ممّن يعلّقون الحبال ، حبال الرقص وحبال المشانق ، وأيّ مشانق تلك التي في انتظار من يعشق العتمة ولا يفتح عينيه إلا في حضورها ؟
يبرع ُُ الراقص ُ ، ولو إلى حين ٍ ، في استجلاب الحزن حين يكون الموقف حزيناً أو يقتضي ذلك ، ويبدع ُ في استدعاء واستحضار كومة هائلة من الضحك أو الفرح حين يلمح نافذة َ انفراج ٍ عند آخرين ... و يميل الراقصون إلى اختيار الوقت المناسب لإشاعة عتمتهم و تحويلها إلى ( ميدان صراع ٍ) ، فهم بغير ِ أدوات الرقص لا ينفذون إلى الناس .. وبغير ظلمة ٍ لا يجيدون الاستعراض أو التطبيل أو التزمير أو نقل البنادق !
في العادة ، ولزوم الترقيص والانتهاز ، يختبيء الراقص وراء وجوه المشاركين ويقتنص فرصة هنا أو إعثاراً هناك لكي يشهر سيوفه وأسافينه و أدوات الافتراس .. ولا يقيم وزناً لقيمة ٍ أو منهج أخلاقيّ أو حزن ٍ حقيقيّ أو حالة ٍ مرتبكة ... تلك فكرة الاصطياد !
للراقص صولته وجولته ، بالتصيّد والمكر ، يصطاد في مياه ٍ عكرة ٍ وفي تراب مجبول ٍ بالقهر أو الدم أو بعرق المُتعبين ... وإذا لم يجد مياهاً عكرة ، يلجأ إلى أيّ نقاء ٍ فيعكّره ويلوّثه للكي يحصل على صيده الثمين !
و الراقصون في العتمة، في الأغلب الأعم ّ لا يتقدمون الصفوف، بل ينتظرون انجلاء المواقف وينحازون إلى الأقوى في العلن، فيما هم يدغدغون عواطف الطرف الضعيف ويحرّضونه على (المناكفة والرفض والمكيدة)... للراقص أدواره، وليست محصورة في تفتيت المشهد أو جلب الحزن أو إحداث الوقيعة والمكيدة والفتنة... بل يسعى الراقص أن يفوز بالغنيمة بمفرده ويبيع حلفاءه بسعر رخيص ٍ دونما التفات إلى وازع ٍ أو ضمير ٍ أو حالة إنسانيّة... للرقص عند الراقصين فوائد ومصالح وحسابات، فالضمير مركون إلى زاوية بعيدة وكأنما أُصيب بغيبوبة والقلب لا تتجه مشاعره سوى إلى المنفعة وبوصلة الراقص لا تؤشّر إلا إلى (أنا ومن بعدي الطوفان).. لا يهم ّأن يفنى الآخرون ولا يهمّ إذا انجرحت قلوب وعقول، ولا يهم ّ، عند الراقص سوى أنه يمارس رقصته الأثيرة.
● يختلط المشهد، ولا نعود نفرّق بين الرقص والموقف ويشتبك الراقص والمرقوص معه في حلقة ٍ واسعة، ولا تنام عين الراقص أو تغفل إلاً حين ينهد ّ جسد الآخرين و تذوي عقولهم وقلوبهم، ويخرج الراقص منتصراً فيما خسائر الآخرين كبيرة... والغريب في أمر الرقص أن الراقص المدبّر للمكائد يتقدّم صفوف المعزّين والمحزونين في لعبة تمثيليّة قد تنطلي على المنشغلين والمكلومين.. لكنها، أي اللعبة، لا تنطلي على من يوقد شعلة الخير و يتقدّم صفوف الوعي ويسعى لجعل الحياة أكثر هدوءاً وجمالاً.
للآن، لم نقل ْ شيئاً في دهشة السؤال.. هل نعرف الراقصين؟ انظر من حولك وتحسّس أطرافك وسترى، أيّها المكلوم، أن ّ راقصاً من نوع ٍ ما يقترب منك أو هو دهمك بفعلته ودهائه... أما الراقص، فلا نظنّ انه امتحن ضميره، وإن ْ كان حدث ذلك فالضمير عنده منفصل ٌ أو غائب أو في إجازة طويلة.