هل تُباع ُ الجعجعة ؟
ماجد شاهين
جو 24 : ( 1 )
في العادة ، يبدأ متسلّقو الجبال في الصعود انطلاقاً من السفح في محاولة للوصول إلى القمم عبر مواجهة تعرّجات و صخور و حوافّ و مخاطر تعترض محاولاتهم وتصادفهم في رحلة الصعود .
.. عديدون يرون أن ّ صعوبات التسلّق تبدأ من السفح و تنتهي عند القمّة و ما قد يلي ذلك هناك في أعلى الجبل .
...
و أرى أن كثيرين يتجاهلون أو يغفلون الصعوبات التي تجيء في مرحلة ما قبل السفح ، أرى أن المرحلة الممتدة من بدء التفكير في الصعود إلى الجبل و حتى الوصول إلى السفح قبل البدء في مقارعة الصخر و بدن الجبل ، هذه مرحلة أشدّ صعوبة من الصعود ذاته !
.. قرار تسلّق الجبل و الاستعداد للإنفاذ و الوصول إلى السفح ، أراه أشد ّ قسوة من التسلّق ذاته و يقتضي وجود موقف واضح و شجاع لخوض الأمر .
( 2 )
حين تضيق ُ صدور محاوريك أو جلسائك من نقد ٍ أو رأي أو حكمة ٍ أو حتى من جملة مفيدة تقولها و ربّما من حرف ٍ " شفيف ٍ " ،لا تحاول ْ أن تدسّ الفكرة في جيوب أذهانهم بـــ ِ " صلف ٍ أو عنف ٍ أو صراخ ٍ أو تلويح " ، لا تحاول أن تفعل كما يفعلون ، بل انج ُ بفكرتك الأثيرة واخرج إلى الهواء و خُـذ ْ منه حصّتك وابحث عن شجرة ٍ باسقة ٍ تنفع لكي تعلّق على عنقها عسل َ حروفك و ذوب وجدانك !
.. لا أسمّيه هروبا ً أن يُغادر المرء إلى الهواء حين يتكدّس في الصورة سوء الظنّ و غلظة القول ، بل سيكون نافعا ً أن يعلّق المرء فكرته النبيلة بعسلها على أغصان شجرة ، ربّما تروق الفكرة المعلّقة هناك لطموح طير أو شوق عصفور و تطيب ويلتذ ّ العصفور بها أو يحملها الطائر إلى " رحابة مُشتهاة " ، فتفيض هناك عطرا ً وحكمة .
( 3 )
موجع ٌ أن تسأل َ طفلا ً في المدرسة عن لون الماء أو فائدتها ، فيما أمعاؤه تتقطّع من العطش .
( 4 )
هل ينفع ُ أن ( نقيم َ / نعلن َ ) مزادا ً تجاريّا ً على " صراخ ٍ عربيّ فائض ٍ عن الحاجة " ؟
.. هل تُبَاع ُ الجعجعة ُ و من يشتريها ؟
( 5 )
تماما ً ، مثل النار التي تأكُل ُ بعضها حين لا تجد ُ ما تأكُله ، تصطرع ُ الرّحى بحجريها حينما تتحرّك من غير حب ّ ٍ أو من دون مادة للطحن !
.. الجعجعة التي بلا طحين ، لا تُحدِث ُ فرقا ً .
.. يحدث ُ الفرق ُ ، أو يصنعه الأفراد والجماعات ، حين تُحرث الأرض ُ الصالحة للزرع و تُرمى فيها البذار النبيلة و تُتابع ُ بالعناية والحنوّ في انتظار السنابل والثمار والحصاد الوفير .
.. الحنو ّ يُعلي من شأن الخصوبة و يجعل الحب ّ ناصع الوضوح والقيمة .
عدا ذلك ، يقع في باب الحرث في الماء أو ما يشبه إفراغ البحر من الماء بالملعقة .
في العادة ، يبدأ متسلّقو الجبال في الصعود انطلاقاً من السفح في محاولة للوصول إلى القمم عبر مواجهة تعرّجات و صخور و حوافّ و مخاطر تعترض محاولاتهم وتصادفهم في رحلة الصعود .
.. عديدون يرون أن ّ صعوبات التسلّق تبدأ من السفح و تنتهي عند القمّة و ما قد يلي ذلك هناك في أعلى الجبل .
...
و أرى أن كثيرين يتجاهلون أو يغفلون الصعوبات التي تجيء في مرحلة ما قبل السفح ، أرى أن المرحلة الممتدة من بدء التفكير في الصعود إلى الجبل و حتى الوصول إلى السفح قبل البدء في مقارعة الصخر و بدن الجبل ، هذه مرحلة أشدّ صعوبة من الصعود ذاته !
.. قرار تسلّق الجبل و الاستعداد للإنفاذ و الوصول إلى السفح ، أراه أشد ّ قسوة من التسلّق ذاته و يقتضي وجود موقف واضح و شجاع لخوض الأمر .
( 2 )
حين تضيق ُ صدور محاوريك أو جلسائك من نقد ٍ أو رأي أو حكمة ٍ أو حتى من جملة مفيدة تقولها و ربّما من حرف ٍ " شفيف ٍ " ،لا تحاول ْ أن تدسّ الفكرة في جيوب أذهانهم بـــ ِ " صلف ٍ أو عنف ٍ أو صراخ ٍ أو تلويح " ، لا تحاول أن تفعل كما يفعلون ، بل انج ُ بفكرتك الأثيرة واخرج إلى الهواء و خُـذ ْ منه حصّتك وابحث عن شجرة ٍ باسقة ٍ تنفع لكي تعلّق على عنقها عسل َ حروفك و ذوب وجدانك !
.. لا أسمّيه هروبا ً أن يُغادر المرء إلى الهواء حين يتكدّس في الصورة سوء الظنّ و غلظة القول ، بل سيكون نافعا ً أن يعلّق المرء فكرته النبيلة بعسلها على أغصان شجرة ، ربّما تروق الفكرة المعلّقة هناك لطموح طير أو شوق عصفور و تطيب ويلتذ ّ العصفور بها أو يحملها الطائر إلى " رحابة مُشتهاة " ، فتفيض هناك عطرا ً وحكمة .
( 3 )
موجع ٌ أن تسأل َ طفلا ً في المدرسة عن لون الماء أو فائدتها ، فيما أمعاؤه تتقطّع من العطش .
( 4 )
هل ينفع ُ أن ( نقيم َ / نعلن َ ) مزادا ً تجاريّا ً على " صراخ ٍ عربيّ فائض ٍ عن الحاجة " ؟
.. هل تُبَاع ُ الجعجعة ُ و من يشتريها ؟
( 5 )
تماما ً ، مثل النار التي تأكُل ُ بعضها حين لا تجد ُ ما تأكُله ، تصطرع ُ الرّحى بحجريها حينما تتحرّك من غير حب ّ ٍ أو من دون مادة للطحن !
.. الجعجعة التي بلا طحين ، لا تُحدِث ُ فرقا ً .
.. يحدث ُ الفرق ُ ، أو يصنعه الأفراد والجماعات ، حين تُحرث الأرض ُ الصالحة للزرع و تُرمى فيها البذار النبيلة و تُتابع ُ بالعناية والحنوّ في انتظار السنابل والثمار والحصاد الوفير .
.. الحنو ّ يُعلي من شأن الخصوبة و يجعل الحب ّ ناصع الوضوح والقيمة .
عدا ذلك ، يقع في باب الحرث في الماء أو ما يشبه إفراغ البحر من الماء بالملعقة .